ولمناقشة أدوار الشركاء الاجتماعيين والحلول المفترضة التقينا بقائد عثمان صالح النحال مدير مركز الكفالة الاجتماعية بتعز والذي أكد لنا في بداية حديثه أن هناك مؤشرات خطيرة ومفزعة جراء تزايد أعداد المتسولين بشكل مخيف، وذلك بسبب اتساع رقعة مشكلة الفقر وتدني مستويات دخول الأفراد وما تخلفه هذه المشكلة من أعراض اجتماعية حتمية مثل التفكك الأسري والطلاق والتخلي عن الأبناء وتسول النساء وزواج فتيات قاصرات من رجال مسنين من جهة واتجاه عدد من أفراد المجتمع إلى امتهان التسول بغرض الحصول على المال دون بذل أية جهود من جهة أخرى. فلسفة شيطانية وأضاف: هذه الفلسفة الشيطانية الخطيرة أدت إلى تحويل القوة والطاقة المجتمعية العاملة إلى مجاميع اتكالية طفيلية وصل بها الأمر إلى استغلال آبائهم وأمهاتهم العجزة بشكل يبرهن على انحرافات سلوكية، بل ووصل بها الأمر إلى حرمان أبنائها من حقهم في الحصول على فرص العيش الكريم وتربيتهم على المذلة والهوان ومرارة الاستجداء. أدوار ومسئوليات هل تعتقدون بأن هناك استيعابا من قبل أطراف الشراكة الاجتماعية لأدوارهم ومسئولياتهم؟ ينبغى أن يكون هناك استيعاب كل طرف لمسؤولياته والتزاماته وأدواره مع وضع آلية تلزم أطراف الشراكة خاصة الحكومية كصندوق الرعاية الاجتماعية بمنح أفراد الفئة المستهدفة حالات ضمانية بمجرد الرفع بها. آليات باعتقادكم ماهى الآليات والحلول التي تقترحونها لمعالجة هذه الظاهرة؟ يجب أن يتم إلزام المستشفيات الحكومية بمنح الحالات المحالة إليها الرعاية الصحية اللازمة مجاناً وبحث إمكانية إصدار بطاقة رعاية صحية للمتسولين، إضافة لتفعيل لجنة الإعانات الغذائية العينية «قمح أرز سكر سمن... الخ» وتبني آلية تضمن عدم صرف هذه الإعانات إلا للأسر المحتاجة خاصة «نساء بدون عائل أسر أغلب أفرادها أطفال دون سن العمل.. الخ» وكذا عقد اجتماع موسع مع جميع أصحاب ومالكي المطاعم والتفاوض معهم بشأن تفعيل نظام منحهم الوجبات الغذائية المجانية وبما يكفل حصول المستهدفين على هذه الوجبات من أقرب مطعم. استيعاب مكتب المالية ألا تعتقدون بأن هناك دورا مطلوبا من قبل مكاتب المالية؟ ويختتم مدير مركز الكفالة الاجتماعي: أما الأهم فاستيعاب مكتب المالية لطبيعة عمل وأدوار مراكز الرعاية وأي مراكز مشابهة سيتم إنشاؤها باعتبارها من مراكز الخدمة الاجتماعية التي تقدم خدماتها للفئة المستهدفة «المتسولين» والتي لا تحتمل نفقات التأجيل أو التأخير بأي «حال» من الأحوال؛ كونها نفقات تخص فئة اجتماعية مسحوقة.