الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات..أحداث..عجزة..جميعهم يستجدون عطف المارة
رصيف التسول.. وراء كل حالة حكاية!!
نشر في الجمهورية يوم 20 - 02 - 2011

مسنون يتسولون، يفترشون الأرصفة، يتناولون الفتات في زوايا منتنة، ممتزجة لقمتهم بنكهة عوادم السيارات، هؤلاء طالما سمعنا عن نوايا وجهود لدراسة أحوالهم ونقل من هم مستحقون للكفالة إلى مكان مخصص ومنع سواهم من الاستمرار تحت ضغوط وإهمال الأهل أو غيابهم أو أطماع وتريق ماء الكرامة..متسولون من فئات عمرية مختلفة ذكور وإناث يجمعهم عالم التسول من لهؤلاء المنجرفين في طريق اللاكرامة وأزقة التشرد؟!
أساليب التسول تتنوع وتتطور حسب السن والجنس وما تزال إستراتيجية مكافحة التسول في طورها الجنيني أو قل لا تزيد عن وجود مبنى هو أفقر ما يكون إلى وسائل تحقيق الأهداف..حول ظاهرة التسول.. الأسباب والأعراض والمعالجات كان ل”الجمهورية” هذا الملف.
العاملون في مجال التخفيف من حدة الظاهرة في تعز يفيضون حماساً باعتبارهم يقدمون خدمة للمجتمع وأجرا ..رغم العوائق التي يصفها كوادر مركز التكافل والخدمات الاجتماعية بأنها قيود تحد من انطلاقة حقيقية لتحقيق الأهداف على مستوى القدرة على استيعاب المسنين أو تنفيذ هدف التدريب والتأهيل للراشدين حيث بني مركز التكافل الاجتماعي وخصص الدور الأول لورش التدريب والتأهيل وغرف طعام وأدوار للإيواء من أجل تحويل أكبر عدد من المتسولين أو أبنائهم إلى قوى منتجة.
أين دار المسنين؟
الإيواء والرعاية للمسنين يتطلب جهوداً ومخصصات، وتجهيز مركز التكافل والخدمات الاجتماعية.. مطلب ملح لضبط المتسولين وإدخالهم المركز للإقامة فيه مؤقتاً مع تأمين الغذاء لهم طيلة فترة التدريب، وهو ما كان متوقعاً أن يبدأ مطلع هذا العام 2011م وفي مجالات الكهرباء، سباكة، خياطة، تطريز ودورات أخرى تمكن المستفيد من الحصول على فرصة عمل والعيش الكريم أو الحصول على قرض لتأسيس مشروعه الخاص بدعم صندوق الرعاية الاجتماعية لضمان التخفيف من التسول، إلا أن مبنى بلا تجهيز أمر معيب، ولا مبرر له بعد عام من إنجاز المبنى بعدد 26غرفة إيواء تتسع الواحدة لخمسة أسرة.
معوقات
تُرى ما الذي يمنع إزالة معوقات مكافحة التسول وإبقاء إغراءات الشارع للمتسولين صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً ...السؤال طرح على مدير مركز التكافل والخدمات الاجتماعية بتعز قائد عثمان النحال الذي استهل حديثه قائلاً:
مركز التكافل والخدمات الاجتماعية التابع لمكتب الشئون الاجتماعية والعمل يتبع هيئة الشراكة المجتمعية المكونة من الشركاء الاجتماعيين الثلاثة وهم: الحكومة والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني..وسياسة المركز منذ نشأته في 2006 تعتمد على إيجاد قاعدة بيانات مرنة وشاملة عن ظاهرة التسول وتصنيفها وفق منهجية البحث العلمي لإقامة ورش تدريب وتأهيل بهدف تحويل الفئات الضعيفة (المتسولين) إلى فئة منتجة وفاعلة في المجتمع عبر تدريبهم وإكسابهم خبرات ومهنا وفقاً لمتطلبات سوق العمل ويدخل في هذا الإطار التنسيق مع القطاع الخاص من أجل استيعابهم.
على مستوى الواقع ما الذي تحقق؟
صحيح أن الدولة أنشأت مبنى ضخماً لمركز التكافل، لكن ما تزال عملية تجهيزه وتأثيثه بعيدة المنال، وهي المهمة التي تكفل بها الصندوق الاجتماعي للتنمية لتمكين المركز من تحقيق أهدافه واحتواء ظاهرة التسول المنتشرة في مدينة تعز، وقبل أن تستفحل..
فحتى الآن وخلال أكثر من عام على تسلم المبنى الجديد في مطلع 2010م لم تصل التجهيزات والأثاث، الأمر الذي يعتبره مدير المركز قائد عثمان النحال معيقاً لتنفيذ سياسة هذا المركز؛ ولأن ما قام به الكادر لا يزيد عن توفير قاعدة بيانات وتنفيذ عدد من البرامج المتاحة من غير إيواء الفئة المستهدفة لعدم توفر الأثاث.
فئات عمرية
معيار التسول ينطبق على جميع الفئات العمرية ويتطلع كادر التكافل إلى امتلاك أدوات تنفيذ إستراتيجية المركز، وحالياً يتم تحويل المتسولين الأقل من سن 16عاماً إلى دار رعاية الأحداث والطفولة الآمنة، والمسنين إلى رعاية العجزة وحتى يستطيع هذا المركز أداء مهام حقيقية عند توفر الإمكانيات، فإنه سيقوم بإيواء المتسولين من الفئة الراشدة أي القادرين على اكتساب مهارات تضمن لها الحصول على فرص العيش الكريم..
وفق الإمكانيات المتاحة
عن مدى قدرة الكادر على تحقيق الأهداف حال توفر تجهيزات الورش ومتطلبات إيواء المتسولين قال النحال:
في الوقت الراهن لدينا أخصائيون اجتماعيون ومرشدون نفسيون مؤهلون ومدربون، ينزلون إلى الشوارع ويدرسون الحالات عبر مقابلات وتعبئة استمارات وإقناعهم بغرض استقطابهم اختيارياً واصطحابهم إلى مركز التكافل، وبعد ذلك النزول ميدانياً إلى أسرهم إذا كان لدى بعضهم عائل بغرض التحقق واستيفاء البيانات، وحتى نهاية 2010م قمنا بتحليل بيانات 500شخص، والتنسيق مع عدد من الجهات العاملة في مكافحة الفقر، وإحالة عدد منهم إلى صندوق الرعاية الاجتماعية لمنحهم حالات ضمان اجتماعي؛ كونها مشمولة بالمسح وإحالة البعض إلى مستشفيات حكومية وأهلية للحصول على الرعاية الصحية المجانية، وعمل عمليات جراحية مجاناً، واعتمدت عدد من الحالات لدى صندوق الرعاية، وما تبقى سيعتمد في إطار توجيهات رئيس الجمهورية باعتماد خمسمائة ألف حالة على مستوى الجمهورية..
مركز غير مفعل
رئيس قسم البحث في المركز سميرة عبدالله علي أكدت أن مكافحة التسول بدءاً بالإحصاءات بناءً على الاستمارات المصممة وفقاً لأهداف المركز التي تتم تبعاً للإمكانات المتاحة، وهي لاتكاد تذكر، و لو أنه تم تفعيل المركز وتوفرت الإمكانيات فسنجد شيئا ملموسا، وسنؤثر إيجابياً في المجتمع، وأهم شيء هو إيجاد الورش.
وأضافت الباحثة قائلة: إيواء المتسولين يتطلب إمكانيات وتغيير قناعات وفتح الورش التدريبية حتى يصبح الواحد منهم من ذكر أو أنثى مدرباً وصالحاً للاندماج في سوق العمل، ويمكن تحويل المتسولين بهذه الطريقة إلى قوة منتجة، كما يمكن حمايته بداية من استغلال المجتمع بالاستفادة من خبراته المكتسبة داخل المركز، وهذا ما نأمله من الصندوق الاجتماعي بسرعة تجهيز وتأثيث المركز.
خدمات
وبشأن ما يقوم به المركز حالياً من خدمات قالت: في الجانب الخدمي من تم إحالتهم إلى مستشفيات لإجراء عمليات استفادوا رغم الصعوبات التي نواجهها من مدراء المستشفيات، فالبعض تقنعه بأن المريض جئنا به من الشارع، وهو متسول، ولكن يطلب نصف تكلفة العملية الجراحية، وقد يرفض المساعدة تماماً، ويبدو أن دور المركز لم يعه البعض ونحن بانتظار تفعيل جانب التدريب والإيواء لفئة الراشدين لضمان اختفائهم من الشارع.
إستراتيجية
استيعاب هذا الدور من وجهة نظر مدير مركز التكافل والخدمات الاجتماعية بتعز يتطلب عقد ورشة عمل تضم ممثلين عن المكاتب التنفيذية ذات العلاقة بتنفيذ إستراتيجية المركز حتى تستوعب دور مركز التكافل والفئة التي يتعامل معها وهي فئة مطحونة تستلزم إعفاءات كاملة، خاصة من المستشفيات؛ لأن المتسولين هم تحت خط الفقر، ويعول النحال على تعاون رجال المال والأعمال في دعم هؤلاء الفقراء المحالين إليهم للمساعدة في التخلص من الأمراض، والفقر حتى لا يعودوا إلى الشارع.
ضغوط
هناك حالات أثبتت الدراسات أن وجودها على رصيف التسول هو نتيجة ظروف مالية خانقة من أجل علاج حالة مرضية مكلفة في الأسرة، لا سيما إذا كانت الحالة دائمة، أولها تبعات تقعد العائل أو تستنزف موارد ومدخرات الأسرة، وهذا يدفع البعض إلى الشارع، ولا يكفي أن يقوم مركز التكافل والخدمات الاجتماعية بتحرير مذكرات لهؤلاء للجهة القادرة على المساعدة، ولكنها مسئولية المجتمع ومنظماته الأهلية لتبحث بدورها وتساعد مثل هؤلاء مباشرة أو من خلال المركز.
دوافع
النزول إلى الشارع يبدأ بدافع الحاجة وشيئاً فشيئاً يصبح الشخص جزءا من ظاهرة التسول حسب قول رئيس قسم البحوث بمركز التكافل بتعز حتى إن بعضهم بات يكسب ثمانية إلى عشرة آلاف ريال في يومه، وهذا يشكل تحدياً يفترض مكافحة التسول؛ لأن الشارع أصبح مغرياً للبعض، بل وحيث لا تتعاون الجهات، ولا توجد سياسة متكاملة في الظاهرة كما هو الحال في تعز تتسع رقعة التسول بقدوم متسولين من مديريات خارج المدينة، ومن محافظات أخرى.
كبار السن
المتسولون من كبار السن في شوارع تعز يقوم مركز التكافل والخدمات الاجتماعية بدراسة حالاتهم، بالتنسيق مع بعثة الإحسان الخيرية السويدية، وذلك من مختلف الجوانب مع التركيز على عامل السن، ووفقاً لهذه الآلية تدرس الحالات، ويتم تحويلها إلى بعثة الإحسان في دار رعاية الأيتام والأحداث لعدم وجود دار للعجزة وكبار السن حتى الآن في محافظة تعز.
عجز
قد تتوافر الرغبة لدى المتسولين كبار السن60 70 سنة” لقبول الرعاية الدائمة في مقر بعثة الإحسان، لكن قبولهم لا يحصل لمجرد أنهم أحيلوا من مركز التكافل، وهم كثر؛ وذلك بسبب الحالة المتردية لدار العجزة والمسنين، وطبيعة المشكلة عجز الطاقة الاستيعابية، والتي هي بحدود ستين سريراً ، وبالتالي هي محدودة والاعتمادات الخاصة بالتغذية محدودة أيضاً.
إضافة إلى أن المكان لا يتسع لأسرة جديدة، ويرى مدير مركز التكافل والخدمات الاجتماعية أولوية توسيع دار رعاية العجزة من قبل المجلس المحلي واعتماد آلية تكامل مع المركز بحيث لا يقوم الأخير باستكمال دراسة كل حالة قبل اعتمادها بين العجزة.
ظلم ذوي القربى
أهمية الدراسة والبحث لحالات كبار السن تكمن في أن مسجلات مركز التكافل تؤكد أن هناك مسنين لهم أسر؛ ولغرض استحواذ الأبناء على أملاكهم يسعون للتخلص منه في دار المسنين أو يتركونه في الشارع يتسول الناس، وهنا يؤكد مدير المركز ضرورة التعاون من أجل إحالة الأبناء إلى جهات الضبط، وهذا مطلوب من أجهزة الأمن.
استغلال مسنين
من القصص المفزعة أن هناك من يستغل كبار السن ويجبره على التسول، ومن أشهرها قصة سعيد هاشم الرجل المسن الذي استغله ابن أخته فترة من حياته بلا رحمة، ليقوم بانتزاع الحصيلة كل يوم غصباً.. سعيد هاشم وأقرباؤه مثل كثير من المتسولين القادمين من محافظات أخرى، يمارسون التسول لأسباب ودوافع أسوأها استغلال البعض لهم، ليس فقط في حياتهم، بل عند موتهم يسعى الأقارب للتكسب على حساب المتوفى.
وثائق جهة الاختصاص وشهادات الكادر تؤكد أن سعيد هاشم كان يقف طوال اليوم مستقيماً حتى بعد تعرضه لحادث سيارة جرحت ساقه، وكان يفيض بالمواهب والقدرات الجبارة في استدرار عواطف الناس وآخر النهار يدفع لقريبه آلاف الريالات، ولقب ب”الدباب”؛ لأن طفلين يتعكز عليهما أحدهما صباحاً والثاني مساءً، عند العودة بابن هاشم إلى البيت بالعزلة تدخل الأمن وقرار نيابة الأحداث بإحالة الطفلين أولاً، ثم منع الشخص المستغل من استثمار الرجل المسن لفترة قبل موته.
تدني وعي المجتمع
التسول وهدر كرامة كبار السن هل تستوعب الشرطة أنه جريمة يعاقب عليها ممارسو الظاهرة؟
النحال يعتقد أن هناك سوء فهم وتدني الوعي بالمفاهيم التكافلية يحول بين الناس، وبين واجبهم تجاه ظاهرة التسول؛ لأن كثيرا من هؤلاء يشجعون على التسول عن جهل، وخاصة حينما يقدم الخيرون ما تجود به أيديهم لمتسول في مكان غير صالح في الشارع أو الطريق الطويل بدلاً من تلمس أحوال المحتاجين في الحي والقرية أو عن طريق منظمة أهلية.
دار للعجزة
أحمد عبدالجليل حسن يرى ضرورة وجود دار مناسبة للمسنين الذين يضطرون إلى التسول بحثاً عن قيمة لقمة العيش مع إدراك أن البعض سواء عندنا أو عند غيرنا مدمنون يشحذون ليس عن حاجة؛ وإنما لزيادة الرصيد، وهؤلاء يشكلون حالات نادرة وأضاف:
منذ دخلنا المركز نتوق إلى الإمكانيات لتدريب فئة الراشدين حتى لانخسرهم كقوة عمل، كما أن هناك متسولين كباراً وصغاراً أكثر من قدرة المركز على دراستهم حالياً حتى الذين يحظون بالرعاية كمسنين وعجزة هم أصلاً غير مبحوثين اجتماعياً، وبالتالي هم غير معروفين من حيث ما إذا كان لديهم أبناء قادرون على إعالتهم من عدمه، ولابد من تمكين دار العجزة للحد من ظاهرة تسول كبار السن، ويمكن القول إنه ليس كل محتاج متسولا، ولا كل متسول محتاج، فكثير منهم في شوارعنا اليوم لاتدل عليهم ملابسهم، لكن حتى تدرس وتقدم ما يلزم لمن يستحق يجب أن تستطيع مواجهة استحقاقات كل فئة عمرية بحصول المركز على الورش ودار المسنين على أسرة وإدارة، ففي تعز حوالي 2500 3000 متسول تقريباً قد تزيد النسبة إلى 5000 في موسم رمضان.
مبادرات محدودة
المبادرات والحلول الإبداعية لمواجهة القضايا الاجتماعية تكاد تكون غير موجودة، وفي هذه الأجواء عمل مركز التكافل على تفعيل آلية التعاون مع جمعية أصحاب المطاعم في تعز، وأعطى لبعض الحالات الخاصة من المتسولين من النساء وأطفالهن واللاتي لا عائل لهن بطاقات خاصة تحصل بموجبها على وجبات مجانية من بعض المطاعم، ومعهن نساء مسنات أو أطفال بدون عائل، وهؤلاء لاينزلون إلى الشارع للتسول، لكنهم في تعز لايزيدون عن 11 أسرة!!
مبنى بلا معنى
المتسولون في تزايد مستمر هذا ما تلاحظه فائزة أحمد عبدالرب “ أخصائية اجتماعية” رادة ذلك إلى انتشار حالة الفقر في البلاد، وهو ما يحتم تكافلا حقيقيا في مجتمعنا، وتعاونا مع مركز التكافل والخدمات الاجتماعية، وأن نهتم بالمسنين، وأن نوجد لهم مكانا حتى لانرى منهم أحدا متشردا في الشوارع، ولابد من اهتمام من قبل منظمات المجتمع المدني بهذه القضايا الاجتماعية دون انقطاع، حتى لانشاهد متسولين من كل الفئات العمرية، ولتكن البداية في توفير الوسائل لاستغلال المرافق المتاحة كمباني مركز التكافل وقاعات الورش.
تكافل
حتى لاينضم آخرون إلى رصيف التسول ترى فائرة قاسم أن إنشاء جمعيات تُعنى بالتصدي لظاهرة التسول والإسهام في ترجمة قيم التكافل حتى على مستوى المديريات، كما هو الحال في مديرية شرعب السلام، حيث أشهرت جمعية تُعنى بمساعدة الفقراء حتى لايضطروا للتسول في قراهم ابتداءً والهدف تقديم العون في حال وقوع كوارث أو تعرض لأزمات قد تحوج الفقير لغيره أو التسول، ومن المهم أن يجد الإنسان الفقير ما يمنعه عن التسول في الشارع عند وقوعه في أزمة خانقة ثم يصبح ذلك عادة..
وتعبر فائزة قاسم عن أملها بأن تقوم الجهات ذات العلاقة بوضع حلول ومعالجات دائمة لمشكلة انتشار المتسولين من كبار السن الذين لاينفع معهم التدريب والتأهيل، وكذا وضع حد لظاهرة وجود المختلين عقلياً في الشوارع وإيوائهم في المكان المناسب لهم للعلاج والرعاية؛ لأن الإنسان يخاف من نوبة مفاجئة لمجنون منفلت، لاسيما النساء في شوارع تعز، وكثيرة هي الشكاوى من الوضع الراهن.
فنون
ملاحقة المتسولين وضبطهم لايحل المشكلة فضبط متسول يخلي مكانا لآخرين، وبالذات من كبار السن؛ إذ هناك منهم من يحصل على تعريف بحالته المدروسة؛ كي يجد مساعدة من أهل الخير أو مستشفى لإجراء عملية جراحية، ولكن يتوجه بها الشارع متسولاً فتصبح مذكرة الجهة المختصة رخصة وتشريعا.. فالتسول في نظر الباحثين الاجتماعيين، منه المصطنع السافر، ومنه المقنع، وتسول نواعم بثياب مغرية يعكس انتقال خبرات إلى جيل جديد والتسول المقنع هذا يسبقه شرح وإقناع. وتقدم إدارة مركز التكافل خلاصة تجربة تقول: إن المتسولين يطورون طرق الشحاذة فهم يدرسون نقاط ضعف الناس، ويستغلون ثقافتهم المحافظة، والكبت الجنسي الذي يمكن النساء من انتزاع المادة في مواقف محرجة في مناطق مزدحمة كأسواق القات، بل إن متسولات “مودرن” كما الحال في جولة القصر يحاصرن النازلين من الحافلات ويقتربن من جسده حتى يدفع منعاً للإحراج أو الشبهة، وهي وسائل مخيفة لدى الفتيات وهو مؤشر سلبي باتجاه جرائم أخلاقية يؤكد ذلك توصل الجهة المعنية لضبط شبكة تقودها متسولة اسمها معروف داخل مدينة تعز وخارجها هذه الشبكة منظمة فالتسول عملية منظمة؛ إذ يؤكد قائد النحال أن حملة قد تنفذ في غرب المدينة يعلم بها المتسولون في الشرق في نفس اللحظة.
مرضى الشوارع!!
الإشكالية الحقيقة لاستمرار ظاهرة مرضى الشوارع النفسيين لها أضلاع ثلاثة، الأول عجز الجهة المختصة على احتوائهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم، وخاصة التغذية والأسرة، والثاني إهمال أهل المرضى لمرضاهم المختلين عقلياً قبل وبعد وصولهم إلى المصحة، أما العامل الثالث فهو النظرة القاصرة لهؤلاء من قبل المجتمع وتعامي مؤسسات المجتمع المدني عن قضايا تشردهم في الشوارع بما يحمله من مخاطر وهدر لكرامتهم كمرضى.
أدوار مهملة
فليس هناك سياسة واضحة تجاه ضرورة متابعة وإيواء ورعاية المرضى نفسياً الذين يعيشون في ظروف قاسية في زوايا الشوارع وسط مدينة تعز، وكأن لديهم سجل ملكية بالمواقع الدائمة لبعضهم بما تطفح به من قذارة وصور محزنة، منها لجوؤهم إلى البحث عن بقايا الطعام من صناديق القمامة، ومن ثم تقوم الشرطة بإيصاله إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في مدينة تعز عقب قيامه بجريمة اعتداء على شخص أو أملاك خاصة، كإتلاف زجاجات “فريمات” سيارة فإن الشرطة توصله إلى فناء المستشفى لتجد أنها أمام مريض مجهول متخلف عقلياً، لا يعرف له أهل من سنوات تمتد إلى عشر، وفي المصحة يحصل المريض المتشرد على الخدمة العلاجية المتاحة، ثم يتم إخراجهم إلى الشارع، ومنهم من يتردد على المستشفى وتبقى المشكلة في غياب دور الأسرة أو العائلة الممتدة التي ينبغي أن تحتضن المختل عقلياً بعد انتفاعه بالعلاج وخروجه من المستشفى بعد أسبوع إلى أسبوعين من العلاج.
علة القات
فؤاد رزاز الباحث النفسي، ونائب مدير مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمدينة تعز يؤكد أن إهمال أسرة المريض المستفيد من العلاج حتى وإن تهتم به وتتسلمه من المستشفى تقوم بدور معاكس لما قام به المستشفى حيث إنها لا تحول دون تناول المريض للقات، وهي مشكلة تعترض طريق الشفاء.
أعباء
في الريف قد تبدو الصورة مختلفة حيث تتحمل الأسرة وغالباً الأم عناءً كبيراً في رعاية المريض نفسياً أما في المدينة فالمجهولون يتزايد عددهم وقصور إمكانيات المستشفى المختص الذي يضم مائة سرير 60 70 % من المستفيدين منه هم من محافظات ومحاطون بما تقدمه الدولة من أدوية وخدمات طبية وصحية وتغذية، ولكن المستشفى في تعز يستقبل مرضى من محافظات عديدة من عمران والبيضاء، ومأرب وصنعاء وذمار وإب وتعز وغيرها وتعاني إدارة هذا المرفق نقص مخصصات التغذية ما يمنعها من إبقاء مرضى الشوارع “المجانين” داخلها.
غياب الرعاية الأسرية
الباحث النفسي فؤاد رزاز يؤكد أن المريض في حال خروجه من المستشفى لو وجد أسرة حاضنة له لعاش في حالة طبيعية، خاصة إذا استمر على استخدام العلاج وفي الشارع يجود عليه الناس بالقات فتعود حالته المرضية إلى التدهور، لاسيما وأنه رفض استخدام العلاج وواصلة التخزين “القات” نتيجة لعجز الرعاية حتى في داخل الأسرة.
أفراح مريضة اعتاد كثير من الناس على رؤيتها متشردة في مدخل شارع 26سبتمبر بتعز وهي نصف عارية ومنظرها مثير للشفقة تتلقى العلاج وتعود إلى طبيعتها، وتحن إلى بيتها وأهلها، لكن سرعان ما تعود إلى حالتها المزرية؛ ولذلك أبقيت في المصحة رغم أن منطقها وشكلها الخارجي يقول إنها عادية جداً.
خطر
المريض في الشارع برداءة شكله وقذارة أسماله ونتن مكانه إن وجد من يقدم له فرشا وغطاء وتواجده في مناطق حيوية وأحياناً قرب مدارس أو محطات نقل عارياً يشكل وصمة في جبين المجتمع والجهات المعينة، ويعكس ذلك مدى تعامي منظمات المجتمع المدني عن واقع الحالة الإنسانية للمختلين عقلياً في الشوارع، وهو ما يتناوله الإعلام غالباً على أنه يسيء فقط للمظهر الحضاري للمدينة في نظر السياح الأجانب.
مع أن بين المريض من هذه الفئة من يمكن أن ينتقل من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي بعد وصفة علاجية يشعر معها أنه كان مريضاً ويترتب على ذلك مسئولية الآخرين في متابعة حالته وفق آلية تعكس علاقة إيجابية مع المستشفى حتى ينتقل تدريجياً إلى حالة الوعي التام.
تعز مصحة مفتوحة
إن مائة سرير لاتكفي لرقود كل أمراض الشوارع في تعز في المستشفى؛ لأن القادمين من مناطق أخرى لن يجدوا أسرة للرقود، هكذا يرى المسئولون في المستشفى، ويرون أن إهمال أهل مرضى الشوارع بتركهم لمرضاهم يتحملون مسئولية لايقومون بها بدليل أنهم يأتون لاستلام مستحق الضمان الاجتماعي لمن كفل الصندوق لأسرهم معونة نقدية ولايتابعون ما عدا ذلك، وتقوم الإدارة المالية بتقديم عصائر ومواد غذائية “بسكويت” لمثل هؤلاء وشراء أدوية من معاش الضمان الاجتماعي عندما كان ذلك مبرراً كون مبلغ التغذية محدودا وبعض المرضى كما هو في المستشفيات الأخرى لايميل لما تقدمه المستشفى!!
المجتمع اليمني بثقافته السائدة لايساعد المرضى النفسانيين على الشفاء بعد العلاج ولاينقل المريض إلى الطبيب إلا في حالة متقدمة، وهنا تزيد فرص التشرد في الشوارع، كما أن النقص في الكادر التمريضي يصعب المهام داخل المستشفى.
غياب التمويل اللازم
وبالنسبة لغياب الآلية المعول عليها في التغلب على مشكلة مرضى الشوارع تحدث الدكتور عادل عبدالسلام ملهي مدير المستشفى عن إشكالية عدم قدرة السلطة المحلية على توفير المخصصات المطلوبة حيث قال:
نحن مضطرون لإخراج هؤلاء المرضى إلى الشوارع بعد تلقي العلاج؛ لأن مبادرتنا من خلال حملات لاستيعابهم حسب التفاهم مع الأمين العام للمجلس المحلي لم يتوفر لها التمويل اللازم، زد على ذلك أنه تم تخفيض مخصص التغذية وبالتالي لانستطيع استيعاب مرضى الشوارع، فلدينا الآن رقود، عددهم 76و 30 منهم مرضى شوارع، ولابد من موازنة ورفع المخصص للإيواء والتغذية من أجل القيام بما هو مطلوب. وأضاف مدير المستشفى: أنا قمت بمبادرة شخصية لجمع وإيواء هؤلاء المرضى وتحملت المسئولية، ووجدنا معوقات، وقمنا بتوجيه رسالة للمحافظ، بما عملناه تضمنت معوقات توفير ملابس، تغذية، فرشان وماء، وحددنا ما هو مطلوب، بما فيه اعتماد 25 وجبة يومياً من المجلس المحلي، وتم التوجيه إلى صندوق النظافة وتحسين مدينة تعز لصرف مائة ألف ريال لتنظيف الشوارع من المرضى، ثم رفعها المحافظ إلى ثلاثمائة ألف، ثم تراجع المبلغ إلى الثلث، وهو قابل للخصم.
نحن بحاجة إلى تعاون الجميع معنا
الدكتور ملهي أكد أن إمكانية تحقيق شعار من أجل مدينة خالية من المرضى النفسيين باعتبار ذلك واجبا دينيا ووطنيا وإنسانيا، وقال: على هذا الأساس بدأت الحملة وانتهت بعجز على توفير أشياء أساسية كالماء والغذاء بعد أن أدخلنا ستة وعشرين مريضاً في يوم واحد، وتحملنا تكلفة النزول، ودفعنا للطقم “الشرطة” سبعة عشر ألفاً أصروا عليها مقابل تعاونهم في نقل مرضى الشوارع إلى المستشفى.. نريد تعاونا من هذه الجهات التي تشتكي إذا سمحنا لمريض بالخروج من المستشفى وتصل رسائلهم إلى مكتب المحافظ ، وتتهمنا بالتقصير والمحافظ يخاطبنا وفقاً لمحتوى الشكاوى من أننا نفرج عن المرضى بعد تلقي العلاج، مع أننا لسنا جهة ضبط قضائي.. علماً بأن الطقم التابع للأمن يأتي بالمريض بعد حدوث سلوك عدواني على آخرين، ويضعونه في باب المستشفى ويذهبون، ولا نجد سبيلا للتعرف على هويته من أجل التعاون مع أسرته عندما يتهيأ للخروج.
غياب رؤية أم فقر إرادة؟!
المتشردون من كبار السن ومرضى الشوارع يحظون باهتمام على المستوى البحثي العلمي بدرجة لم تصل بعد مستوى التركيز على أطفال الشوارع والمتسولين من فئة الراشدين، ما يعتبره البعض انعكاسا لتغافل المجتمع لضرورة استيعاب بعض ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات تكفلهم.
الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى بجامعة تعز يسلط الضوء على جوانب الموضوع في هذا اللقاء القصير..
الدكتور الذيفاني أكد أن المتشردين ومرضى الشوارع الذين يطلق عليهم المجانين أو المختلين عقلياً يدخلون ضمن اهتمامات المركز إلا أنه لم يبدأ في التعامل مع القضية قدر الاهتمام بقضايا أطفال الشوارع والمتسولين من فئة الراشدين في إطار مهام دراسة الأسباب المتصلة بقضايا الفقر والبطالة من خلال دراسة الخصائص الاقتصادية للسكان، ومايتصل بها من أسباب وعلل، والتعاون مع صندوق الرعاية الاجتماعية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني.
الانتقال من مرحلة التأهيل إلى الإنتاج
وأضاف الذيفاني قائلاً: النتائج التي يتوصل إليها الباحثون فيما يتصل بالراشدين ستخدم مركز التكافل والخدمة الاجتماعية في استيعاب هؤلاء وتدريبهم والانتقال بهم إلى القدرة على الإنتاج، وقد عملنا برنامجا لتفعيل المركز، وهو يحتاج إلى تضامن أكثر من طرف؛ لأن النتائج المرجوة لا يستطيع تحقيقها مركز التكافل ولا حتى السلطة المحلية بدون تضامن اجتماعي وتنمية مجتمعية، وهو المفهوم المعروف في علم الاجتماع..
البرنامج حسب رأي الذيفاني مهم وقد سلم إلى السلطة المحلية والصندوق الاجتماعي الذي سيقوم بدعم مركز التكافل فيما يقوم مركز الطفولة بتدريب الفئة قبل سن 18 سنة، وإن كان ليس له مقر خاص به، ولابد أن يكون له مبنى ليقوم بدوره حتى لا تبقى الطفولة مهدرة.
الشراكة المجتمعية غائبة
وعن حقوق المتشردين ومرضى الشوارع الذين لا عائل لهم قال رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى: هناك تصور واضح يدل على الاهتمام والإحساس بغياب رؤية لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما مرضى الشوارع وكبار السن، لا سيما أولئك الذين مشاكلهم مركبة ما يفرض على منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية إيجاد رؤية واضحة وشراكة مجتمعية حتى لا تعمل كل منظمة أو جمعية لوحدها منفصلة ودون تنسيق، وتكامل الأمر يعود ربما لخوف البعض من الهيمنة وهي نظرة ضيقة، ونتاج البحث العلمي الذي نقوم به يوصي الكل بالعمل الجاد لمعالجة هذه القضايا، وقد أثبتت دراسة قسمت مدينة تعز إلى مربعات أن 15 % من أسر المربع يعولها أطفال دون سن 15 سنة، لا تعرف خبراتهم ومهاراتهم مايعني أنهم يمارسون أعمالاً يمارسها أطفال الشوارع.
الحقيبة المدرسية لاتقضي على الفقر
الجمعيات الخيرية كما ذهب الدكتور الذيفاني تقدم حقائب مدرسية ومبالغ نقدية أو مواد عينية من وقت لآخر، لكنها بذلك لا تقضي على الفقر والتسول؛ لذا يجب أن تقوم بعمل تضامني حتى لا تتسع رقعة المشكلة بسبب عدم وصول معوناتها للجميع دون تكرار في منطقة ما، وهي جمعيات تتبع قطاعا خاصا أو أحزابا أو مجاميع عليهم أن يتعاونوا مع السلطة المحلية، وأن يشمل عملها مرضى الشوارع وكبار السن والمؤسسات التي تعنى بهم من خلال استيعاب هذه الظواهر وتفعيل الرؤية المتفق عليها بعد تقاعس مجلس الشراكة الذي كان قد تأسس من 129 فرعا ولم يتقدم بسبب تقاعس أعضائه.
الحوار الإيجابي لمعالجة القضايا الاجتماعية
وحول أولوية المرحلة القادمة قال الدكتور عبدالله الذيفاني:
ينبغي أن يعود الناس إلى الحوار الإيجابي بهدف معالجة القضايا الاجتماعية، وتوخي الفائدة في العمل القائم على التنسيق والتكامل.. لا يعمل كل واحد وحده، لاسيما وقد أسسنا قاعدة بيانات بجهود مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية. ونقول استفيدوا منها لتحقيق نتائج على مستوى كل مربع في مدينة تعز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.