لا يمكن لشعب من الشعوب أو حضارة من الحضارات أن تتقدم وتزدهر إلا بشباب متعلمين فهم عماد الحاضر وكل المستقبل والتعليم هو السلاح الوحيد الذي تبنى فيه المجتمعات وتصنع من خلاله الحضارات , وتزدهر وتتقدم الشعوب، وتعد الجامعات تحديدا المؤسسة الحقيقية لتخريج قادة المجتمع وصناع المستقبل. واقع مخيب للآمال ولكن وللأسف الشديد واقع التعليم في العالم العربي مخيب للآمال سواء على مستوى المدارس أو الجامعات ونحن نعاني أزمة حقيقية في مجال التعليم فلا يوجد اهتمام بالكوادر التعليمية نتيجة لعدة أسباب أهمها المرتبات الضعيفة وعدم وجود دورات تأهيلية لهؤلاء الكوادر تحرص على اطلاعهم على احدث وسائل وطرق التعليم، أيضا المناهج التعليمية تخلو من التطوير فالمناهج هي ذاتها وإن تم تغييرها فغالبا ما يكون هذا التغيير للأسوأ والأهم من كل هذا أن التعليم يعتمد الحفظ والجانب النظري فقط بعيدا عن التطبيق ويصبح الهم الأوحد للطلاب هو مجموع الدرجات التي سيحصلون عليها ويجعلهم كماكينات للحفظ والتخزين لا للإبداع والنضج والاختراع ولذلك بعد أداء الامتحان ينسي الطالب كل ما كان يتعلمه وفي نهاية المطاف تصبح الغاية الحصول على شهادات كرتونية بغية التوظيف ليس إلا ولا يهمهم الرصيد الثقافي أو التفوق أو متابعة البحث العلمي. ليبقى السؤال الملح ما الأسباب والعوامل التي أفرزت واقع تعليمي هش؟ طالب اليوم رجل المستقبل يقول عبدالمجيد غالب معلم: طالب اليوم هو رجل المستقبل لذلك يجب الاهتمام بتعليمه وتثقيفه في كافة النواحي فيجب علينا الاهتمام بثلاثية التعليم التقليدية «المدرس- الطالب- المدرسة» وأن نحولها إلى عملية تعليمية أكثر حداثة وعصرية، تشتمل عناصرها على «المدرس العصري-الطالب الإيجابي- المدرسة العصرية- تقانة التعليم المتقدمة- المناهج التعليمية المتطورة والتعليم غير المنهجي».. كما يستلزم تحقيق هذه الأهداف الطموحة نعمل على: - الاهتمام بالناحية الدينية في عمليات التربية والتعليم وألا يقتصر الإصلاح على الناحية العلمية فقط. - وضع خطط ومخططات تعليمة تتفق ونظم الحياة داخل الوطن العربي وتكون متواكبة مع تطورات العصر ووضع مناهج شاملة للنواحي الدينية والعلمانية وتنمية كافة الخبرات كاستعمال الرياضيات والقدرة على التعامل معا لمعلومات ومع لأنظمة مع التقانة كما يجب أن تراجع المقررات الدراسية في مختلف مراحل التعليم لإزالة ما علق بها من حشو وتكرار. ويجب إدخال التطورات باستمرار. - ويجب النهوض بوضع المعلم مادياً وأدبياً ومهنياً، والتدقيق فيمن يتم اختيارهم لمهنة التدريس، بحيث تتضمن شروط مزاولة المهنة فترة اختبار كافية يتقرر بعدها مدى صلاحية المرشح لمزاولة هذه المهنة النبيلة. - ويتطلب إعداد برامج التعليم توفير المتخصصين القادرين على إعداد هذه البرامج وإخراجها ولايقتصر التركيز المبالغ فيه في البلاد العربية على التعليم النظري، لأن هذا من شأنه أن يحول دون تخريج أجيال من المبتكرين والمبدعين والمخترعين؛ لذلك يجب تشجيع الطلاب على الأنشطة الحرة وتنمية مواهبهم وتعزيز قدراتهم وصقلها من خلال التربية التقانية والتربية الأدبية والتربية الفنية. كما يجب تشجيع أسلوب النقاش والحوار في جميع مراحل التعليم، وتعميم جمعيات المناظرات ويجب الاهتمام بالأنشطة الرياضية، باعتبارها من أهم المقومات وأبرز الركائز في دعم قدرات الإنسان البدنية والنفسية والعقلية. - توفير مشروع التغذية المدرسية لطلاب المدارس ودعمه، إذ إن سوء التغذية يؤثر سلباً على استيعاب الطلاب. - منع التسرب ومحو الأمية ويمكن تحقيق ذلك عبر إغلاق أبواب التسرب من البداية من المنبع والتوسع في إقامة مدارس لكي تستوعب الأعداد المتزايدة من الأطفال، وعلاج الأسباب الاقتصادية للتسرب، واستثمار جهود شباب الخريجين العاطلين في جهود محو الأمية. ويجب ألا يقتصر هدف محو الأمية على مجرد محو الأمية الأبجدية، بل يجب أن يشمل محو الأمية الثقافية والمهنية والعمل على تعميق الوازع الديني. - يجب إعداد التلميذ على النحو الذي يحقق هذه الأهداف. فمطلوب أن يكون تلميذ هذه المرحلة قادراً على البحث الذاتي عن المعلومات في الكتب والمكتبات والكمبيوتر، وأن يجيد اللغة العربية نطقاً وكتابة، وأن يجيد اللغة الأجنبية أيضاً في وقت مبكر، وأن يجيد التعامل مع العمليات الحسابية والرياضية، بشكل يؤدي إلى تطوير إمكاناته العقلية. ويجدر بالتلاميذ في هذه المرحلة أن يتعلموا مبادىء الاعتماد على الذات، وأن يكونوا واعين بالتحديات التي تواجهها بلادهم داخلياً وخارجياً. السياسة مشكلة التعليم من جانبه يرى الأستاذ هيكل محمد صالح أن الصراع السياسي يعتبر من أهم أسباب تراجع التعليم خاصة في بلادنا حيث قال: طبعاً لو دققنا النظر في أسباب تراجع التعليم في الوطن العربي لوجدنا أن الدعم المادي لا يشكل مشكلة, إنما نستطيع أن نجعل الصراع السياسي القائم في المنطقة هو سبب من أسباب هذا التدهور, كما أن الأسلوب التقليدي في التعامل مع التعليم ومشكلته كان السبب في بقاء هذه الحالة على ما هي عليه.. وأضاف قائلاً: لنأخذ بداية دول الخليج العربي, فكلنا يعرف أن هذه الدول لا تعاني مشكلة مادية إطلاقاً, فقبل فترة صرحت وزارة التعليم العالي السعودية أن ميزانية الوزارة وصلت 10 مليارات ريال سعودي, وهي كافية لبناء مالا يتخيله عقل, ولكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذه المبالغ الهائلة, فمثلاً أنا أستطيع أن أبني مدرسة جديدة, وأستطيع أن أعطي المدرس راتبا عاليا, ولكن هذا ليس كافياً لتوفير الجو الدراسي الملائم الذي يكفي حاجة المجتمع, نحن نحتاج إلى خبرة مدرسين, نحتاج إلى أسلوب علمي جديد في التعليم, فإذا نظرنا لمنهج الثانوية العامة مثلاً, نجد أن الطالب مثقل بمواد لم ينزل الله بها من سلطان, قد لا تكون عند رغبته وقد لا تكون ضمن اهتماماته, فلماذا نجبره على دراستها؟! ولماذا نجبره على النجاح بها؟!.. أيضا لماذا يكون تحديد مستوى مثلا طالب الطب أو الهندسة معتمداً على مجموعه في مواد الأدب العربي؟! ,, ولماذا نجعل طالب الآداب معتمداً بشكل كبير على المواد العلمية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء؟! ,, هذه هي مشكلة كبيرة يواجهها العالم العربي.. كما أننا نعاني من نقص في الخبرة ,, البعض يقول أنا لدي 10 سنين خبرة ,, ولكن في واقع الأمر هي سنة واحدة خبرة فقط ,, وباقي السنوات إنما هي تكرار لما فعله في السنة الأولى.. لو وجهنا النظر إلى الصراع السياسي القائم في بلادنا والمنطقة العربية بشكل عام نجد أنه إن أتى وزير تربية وتعليم مثلاً إلى وزارته وأراد أن يحدث تغييراً إصلاحياً, نجده قد عزل عن منصبه بعد سنتين, وهذه المدة غير كافية بتاتاً لتغيير شيء, كما أن لدينا مشكلة ,, وهي أننا نريد تغيير كل شيء في آن واحد, المناهج والميزانية والإدارة والمدرسين والمدارس و..و..و..و وما إلى هنالك, دون إدراكنا إلى أن الوصول إلى نتيجة يحتاج إلى ترتيب وأولويات وشكرا لكم على مناقشة مثل هذه المواضيع والقضايا ونتمنى أن تناقش مثل هذه المواضيع باستمرار من قبل وسائل الإعلام المختلفة.