الأستاذ الدكتور صلاح أحمد الجماعي أستاذ العلوم النفسية والخدمة الاجتماعية جامعة عمران واستشاري معالج نفسي جامعة صنعاء عرّف التحرش الجنسي علمياً بمحاولة إثارة الجنس الآخر أو لفت انتباهه من خلال ألفاظ أو إشارات أو كلمات مثيرة للغرائز.. والتحرش عادة لا يكون إلا بين رجل وامرأة أو امرأة ورجل والأكثر شيوعاً هو تحرش الرجل بالمرأة.. وأضاف الجماعي: لا أستطيع القول إنه مرض نفسي من أول الأمر وفي اللحظة نفسها إلا إذا كان قد تحول عند البعض من الناس إلى «هوس جنسي» يكون هؤلاء الأشخاص يعانون من عدم القدرة على كبح جماح غرائزهم الجنسية ويحاولون إفراغها بأية طريقة وبأي شكل من الأشكال، ففي هذا الحال يتحول إلى مرض خاصة إذا ما كان هنالك مثيرات لهذه الغرائز مثل القنوات الفضائية الهابطة ومن خلال الأفلام المخلة بالآداب في المواقع الخليعة، أو من أصدقاء ورفاق السوء. ويؤكد الجماعي: عادة يكون التحرش الجنسي هو نتيجة المثيرات الجنسية وسهولة الوصول والحصول عليها فئات الشباب المراهق سواء الشباب أو الشابات هم أكثر عرضة من غيرهم للتعرض لمثل هذه المثيرات.. والفئات الشابة الصغيرة هم أولئك الذين يقعون في سن المراهقة بأنواعها الثلاث مراهقة مبكرة وتبدأ من سن 11 إلى 14 ومرحلة المراهقة الوسطى والتي تبدأ من سن 15 إلى 17 عاماً، أما المراهقة المتأخرة تكون من 18 إلى 21 سنة وطبعاً تشمل هذه المراهقة الجنسين معاً. ويستعرض الدكتور صلاح مراحل هذه الحالة بقوله: تمر هذه المرحلة بتغييرات بيولوجية خاصة فيما يتعلق بغدد الجنس التي تجعل الشاب أو الشابة في حالة من الرغبة الجنسية القوية والتي تصاحبها تغييرات في الجانب الجسمي والعضوي والعقلي والانفعالي والسلوكي بشكل عام.. كل هذا يؤثر على سلوكيات هذه الفئة الشابة وتجعلها غير مستقرة نفسياً واجتماعياً وعقلياً وتجعلها في حالة تمرد على القيم ومعايير الأخلاق والآداب الاجتماعية.. كما أنهم قد يعيشون في حالة صراعات نفسية داخلية.. منوهاً إلى أنه في حال لم يجدوا من يوجههم ويحميهم في هذه السن قد يتحولون إلى شخصيات عدوانية على المجتمع، وعلى سبيل المثال الاعتداء على الآخرين سواء بالألفاظ أو الأفعال الجنسية المضيئة. مضيفاً: عادةً تثار الغرائز بشكلها التلقائي كونها موجودة مع الإنسان منذ مرحلة الميلاد ولكن تنشط هذه الغرائز في عملها تقريباً بعد سن العشر السنوات مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية والصحية سواء للمراهق أو الشاب أو الشابة مثل التغذية الجيدة والوضع الاقتصادي والأسري، أيضاً البيئة والمناخ، كل هذه الأشياء والأمور قد تبطئ عملية نمو قوة الغريزة الجنسية أو إلى عملية تسريع عملية الغريزة والنمو عند الأفراد. وعن تحرش الأنثى بالأنثى أكد الدكتور أستاذ علم النفس أنه يأتي أحياناً نتيجة وجود ثقافة في البيئة أو الأسرة التي توجد فيها هذه الفتاة التي تساعد على ظهور ما يسمى «سلوكيات السحاق»، أضف إلى ذلك الحرمان من الاختلاط بالجنس الآخر ووجود مثيرات وظروف مهيأة مثل مشاهدة أفلام تمارس السحاق، أو قد تكون هذه المرأة التي تمارس السحاق تعرضت وهي صغيرة من قبل امرأة أكبر منها مارست عليها السحاق فتكبر هذه الطفلة وتصبح عملية السحاق جزءاً من حياتها تمارسها في المستقبل على مثيلاتها أو أصغر منها.. وفي كل الأحوال فالفتاة التي تمارس السحاق لديها نظرة سيئة تجاه الرجل فتصبح غرائزها من خلال أنثى بأنثى. الرجل المطعون في كرامته وتحدث الدكتور الجماعي عن تحرش الرجل برجل آخر حيث قال: أستطيع القول إن الأسباب التي تمر بها المرأة التي تمارس السحاق هي نفس المراحل التي قد يمر بها الرجل الذي يستخدم الشذوذ والجنس، فالرجل الذي تم الاعتداء عليه بالاغتصاب في مرحلة الطفولة أو مارس هذه العادة عن طريق رفقاء السوء فهذا الرجل المطعون بكرامته وهو طفل يعيش في صراع نفسي مع نفسه بسبب تعرضه لهذا الحدث، فيحاول أن ينتقم من المجتمع من خلال الاستغلال والاعتداء والتحرش الجنسي على الغير وأحياناً يمكن أن يستخدم القوة أو الترهيب أو الترغيب في الوصول إلى هدفه.. أما الأشخاص الكبار الذين يستخدمون هذه العادة أو ما يسمى بالجنس المثلي فيكون ذلك بالتراضي فيما بينهم.