لم ينل لاعب يمني اهتماماً عربيا وآسيوياً مثلما حصل عليه النجم الكروي علي النونو، حتى وهو يمرُّ في عقده الثلاثين، فإنه اللاعب اليمني الوحيد الذي استطاع إقناع المدربين المحليين والأجانب بامتلاكه إمكانات اللاعبين المحترفين. النونو.. عملاق في صفوف المنتخب اليمني وكبير في كتيبة الإمبراطور الصنعاني.. وتاريخه الكروي حافل بسجل مشرَّف، وفريد، ويمتاز بعروضه القوية، ومستواه العالي خلال مشواره في الملاعب المحلية، وحفاظه على أدائه الراقي كمهاجم هدَّاف يعرف طريق المرمى، سواءً أكان ذلك في الدوري أو الكأس في بلادنا، أم ضمن عناصر منتخبنا الوطني آسيوياً، وكذلك عند اشتراكه مع الأندية العربية التي تعاقدت معه. اللافت في مسيرة اللاعب اليمني المخضرم علي النونو أنه أحد لاعبي منتخبنا الوطني، الذي تتابع أخباره أندية عربية وآسيوية، وتسعى للاستفادة من خدماته ولاتزال تصنفه كمهاجم قنّاص يمكن الاعتماد عليه واستثمار تجاربه الاحترافية المتراكمة والناجحة في الدوريات العربية الآسيوية منها والأفريقية.. فيما بقية نجوم الكرة اليمنية الذين برزوا في المشاركات الإقليمية والدولية فشلت صفقات انتقالاتهم إلى دوريات خليجية، أما لأسباب فنية، وأما تعود إلى خلاف مع إدارات أنديتهم.. كالنجم أكرم الورافي والحارس سالم عوض الذي ظل معلقاً بين إدارة هلال الحديدة وبين النادي العماني حتى استطاع اللحاق بالفريق العماني لخوض تجربة احترافية أخرى.. أما الفنان علاء الصاصي فإنه كان اللاعب اليمني الأكثر حظاً في دورة الخليج العشرين التي أقيمت في نوفمبر 2010م بعدن حيث انهالت عليه العروض من أندية كويتية وسعودية وإماراتية وكادت جهود انضمامه إلى نادي الفجيرة الإماراتي تنجح لولا مأزق هبوطه إلى الدرجة الثانية.. وكان أكرم الصلوي قد فشل مع الهلال السوداني كما أضاع جمال العولقي فرصة الاحتراف في الدوري البحريني. أما الثنائي سالم سعيد وناصر غازي فهما لاعبان نالا الثقة من فريق البسيتين البحريني وقدما في الدوري البحريني مايشفع لهما القول إن تجربة سالم سعيد كانت أفضل لكنها لم تدم سوى موسم واحد فيما عاد ناصر غازي بعد مشاركته ببقية الموسم إلى فريقه وحدة صنعاء الذي كان مهدداً بالهبوط.. فتجربتهما كانت قصيرة لكن سالم سعيد نجح في تجربته ولم تطل فترة ناصر غازي.. وبإجمال فإن تجارب محترفينا اليمنيين كانت فاشلة بنسب متفاوتة باستثناء الرباعي(شرف محفوظ خالد عفارة علي النونو سالم سعيد). عدد ضئيل جداً وإذا استعرضنا أسماء اللاعبين اليمنيين الذين تمكنوا من تسجيل حضورهم كمحترفين في الدوري العربية منذ العقد الأخير من الألفية الثانية والسنوات العشر المنصرمة من الألفية الثالثة، سنجد أن عددهم ضئيل جداً مقارنة بالنجوم المحترفين من الدول العربية الأخرى ناهيك عن الفارق الكبير والواضح بين تجربتهم الاحترافية التي تكون مع أندية دورياتها متقدمة في التصنيف العالمي أو الآسيوي.. وبين تجارب لاعبينا التي غالباً ماتكون في دوريات تقترب في تصنيفها من بطولتنا المحلية المتذيلة للقائمة عربياً !! كما أن لاعبينا المحترفين سعوا إلى الاحتراف لتحسين أجورهم المالية، ولم يهتموا بتجويد أدائهم ، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم فلما عادوا إلى بلادنا، اكتسبوا لقب (المحترف) على الورق لكنهم أخفقوا في تأكيد خصوصيتهم وتفوقهم على نظرائهم من اللاعبين مع وجود استثناءات طبعاً.. أمثال الكابتن شرف محفوظ، ووزير الدفاع في المنتخب اليمني خالد عفارة، وهما نجمان تلاليان خاضا تجربة جيدة في الدوري اللبناني، ضمن فريق (تضامن صور) حيث كان المدرب العراقي هاتف شمران قد تابع أداءهما مع فريق التلال، عندما قدم إلى عدن لتدريبه ثم انتقل إلى لبنان وجلب معه النجمين شرف محفوظ وخالد عفارة من التلال مطلع التسعينيات. لاعبو استثناءيئون أما الاستثناء الأفضل فهو اللاعب الخلوق والنجم المخضرم علي النونو الذي لديه خزانة من التجارب الاحترافية الناجحة ابتداءً من اشتراكه في فريق (المصري) الاسكندري بعد أن لفت إليه الأنظار خلال لعبه بالإعارة مع فريق اتحاد إب الذي شارك في المسابقة العربية أوائل التسعينيات، قدم فيها النجم علي النونو نفسه إلى الجمهور الرياضي العربي عامة والمصري خاصة إذ أسهم في تلك المسابقة بتأهل الفريق الاسكندري عبر تقديمه مباراة ممتازة أمام إحدى الفرق المنافسة لفريق المصري ليقنع المدرب ويخوض تجربته الاحترافية الأولى الناجحة.. ثم انتقل إلى «تشرين» السوري ونجح أيضاً في صناعة مسيرة جديدة لهذا الفريق.. فلقد استمعت إلى مدرب فريق «الكرامة» السوري وهو يروي كيف أحدث علي النونو القادم من الدوري اليمني مفاجأة عندما نزل في الشوط الثاني وكان الكرامة متقدماً بهدف على تشرين ليسجل النون هدفين لفريقه ليقلب الطاولة على الكرامة وتصبح النتيجة 2/1 ل«تشرين». كما أن التجربة الثالثة للنونو أيضاً اتسمت بالنجاح مع فريق المريخ السوداني فكان النجم علي النونو سفيراً رائعاً للرياضيين والرياضة في بلادنا.. وحافظ على مستواه وإذا به والكرة اليمنية تعاني يعرض عليه اللعب في الدوري الماليزي الممتاز لكرة القدم لأنه لاعب استطاع نيل الثقة بقدراته وسلوكه وأخلاقه وإمكاناته. علامة الاحتراف بالتطور ختاماً .. إن قضية احتراف اللاعبين اليمنيين لم تنل الاهتمام الكافي من الإعلام ولا من اتحاد القدم، بحيث يرفع من مستوى المسابقة المحلية التي تخرج لاعبين يمتلكون إمكانات عالية، ومقتدرين على إقناع المتابعين بأنهم يستحقون الانضمام إلى كتيبة المحترفين في دوريات العرب وعلى الأقل مع تلك الأندية المصنفة آسيوياً في المستوى الذي تصنف فيه أنديتنا. إن الخطر يكمن في عدم قدرة دورينا على إنجاب نجوم يقنعون الجماهير اليمنية باستحقاقهم لتمثيل المنتخب اليمني ناهيك عن الاحتراف في الدول الشقيقة.. وإذا أردنا قياس تطور الكرة في أية دولة ينبغي ان نتعرف على عدد لاعبيها المحترفين، لأن ذلك يشير بوضوح إلى أن الاحتراف يساوي التطور والتقدم وهذا ما تفتقده الكرة اليمنية