استطاع الموسيقار المبدع كمال الطويل أن يتجاوز جل المعوقات والمنغصات التي اعترضت مسيرته الوظيفية والفنية في بداياته الأولى وبعد تخرجه بنجاح من المعهد العالي للعلوم الموسيقية وأهم تلك المعوقات التي انتصبت أمامه برزت خلال عمله في الإذاعة المصرية كمراقب للموسيقى والغناء أواخر العام 49م حيث قوبل مقابلة جافة حسب تعبيره من قبل القائمين على الشأن الموسيقي ومعظمهم من الإذاعيين أرباب الخبرة ورغم أن الفترة التي أمضاها في الإذاعة دون أن تحظى طلباته بأي قدر من الاستجابة والاهتمام لم تدم أكثر من ستة أشهر إلا أنه عاشقاً لتلك الوظيفة ولم يفقد الأمل للحظة واحدة في قدراته وامكاناته، كما أن من زرعوا في طريقه الأشواك لم يوقفوا محاولاتهم ليفاجأ كمال الطويل بقرار جائر تم بموجبه انتقال الطويل إلى الاسكندرية كموظف في التموين لكنه لم يبق طويلاً في الاسكندرية لأنه تمكن من إقناع مدير عام التموين الذي لمس منه ما يكفي من التعاطف والاستجابة بأن قرار إرساله إلى الاسكندرية كان قراراً سياسياً وعاد الطويل مرة أخرى إلى الإذاعة ليشكل مع زميله حافظ عبدالوهاب ثنائياً في الرقابة الغنائية والموسيقية وكان حافظ نعم الأخ والموجه للطويل. ليسفر ذلك التناغم بينهما عند بداية الانطلاقة الحقيقية للعندليب عبدالحليم حافظ كمطرب في الإذاعة ليتحول اسم حليم من شبانه إلى حافظ أما الانطلاقة الموسيقية لكمال الطويل كأحد فرسان التلحين فقد كانت من خلال مجموعة كبيرة من الفنانين والمطربين حيث لحن للفنانة فائدة كامل قصيدة دعا إلهي ليس لي إلاك عوناً فكن عوني على هذا الزمان. ومن ألحانه الخالدة للمطرب محمد قنديل بين شطين وموية، هاتوا لي ثوب، أما رفيق دربه المهني والدراسي العندليب حافظ فقد حظي بنصيب الأسد من مؤلفات الطويل الموسيقية وأهمها الأعمال الوطنية الخالدة مثل المسئولية – صورة وغيرها الكثير إضافة إلى عديد الأغنيات العاطفية وهي على سبيل المثال حبيب حياتي – كفاية نورك علي – على قد الشوق – لقاء. وعن القدرات التلحينية للموسيقار كمال الطويل يقول العندليب الراحل عبدالحليم حافظ كان كمال الطويل حينما لم يجد ما يقوم بتلحينه فإنه يتناول أقرب صحيفة ويبدأ بمداعبة الأوتار ليلحن ما تحويه من أخبار وبطريقة مذهلة وحينما لم يجد أي شيء يقوم بتلحين أسمه الكامل بأكثر من طريقه.