غيب الموت، أمس في العاصمة المصرية القاهرة، واحداً من أبرز قيادات ثورة 26 سبتمبر، الدكتور عبد الرحمن البيضاني نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس وزراء اليمن الأسبق. البيضاني، كان واحداً من أبرز الشخصيات السياسية اليمنية إثارة للجدل، وخاصة في حقبتي الخمسينيات والستينيات.كان أحد أبرز العقول المدبرة للثورة التي أطاحت بحكم الأئمة، ومن أكثر المنادين بالحرية والتحرر من الحكم الاستبدادي والانتقال إلى اليمن الجديد. امتاز الإرياني، دون غيره من مناضلي الثورة السبتمبرية، بامتلاكه مهارات السياسيين، وبلاغة الأدباء، وصلابة رجال القبائل، إضافة إلى عقلية اقتصادية مكنته من قيادة الحكومة، ومناصب رفيعة في الدولة. من هو البيضاني · ولد الدكتور عبد الرحمن المراد البيضاني في مدينة القاهرة عام 1926م لأب يمني جاء للدراسة في الأزهر، وأم مصرية. · حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وفي نفس الوقت على شهادة الدراسات في الفلسفة والمنطق وعلم النفس من الجامعة الأميركية في القاهرة. · عام 1950 كان أول يمني يحصل على شهادة جامعية آنذاك. · استدعاه الإمام أحمد إلى اليمن عام 1950م بعد تخرجه من الجامعة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدماه أرض اليمن منذ ولادته في القاهرة عام 1926م. · ما بين عامي 50 و55 عين مستشاراً للمفوضية اليمنية في القاهرة، ومشرفاً على البعثات التعليمية اليمنية في مصر، ومندوباً لليمن لدى الجامعة العربية، وممثلاً لوفد اليمن في مؤتمر وزراء الاقتصاد والمال العرب. حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من جامعة القاهرة عام 52. حصل على دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية عام 53. عُيِّن في العام 55 قائماً بأعمال المفوضية اليمنية في ألمانيا وحتى العام 59 حصل على الدبلوم في العلوم الاقتصادية والسياسية من جامعة (بون) في ألمانيا. حصل على الدكتوراه في الاقتصاد والتنظيم والإدارة من نفس الجامعة أيضاً عام 61. غير أن الإمام كان قد استدعاه للعودة من ألمانيا إلى اليمن عام 59 حيث عين وزيراً مفوضاً في سفارة اليمن في الخرطوم، ثم مستشاراً اقتصادياً للإمام عام 60، ثم ساءت علاقته بالإمام فهرب إلى مصر وشارك من القاهرة في الترتيب لثورة اليمن التي قامت في السادس والعشرين من سبتمبر عام 62، حيث عُيِّن نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، ثم نائباً لرئيس الجمهورية ورئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية. أسس البنك اليمنى للإنشاء والتعمير ومؤسس ورئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للدراسات الفنية. أستاذ عضو مجلس كلية التجارة جامعة بنها فى جمهورية مصر العربية. قبل ثورة اليمن كان مستشاراً للمفوضية اليمنيةبالقاهرة ونائب مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية. وزيراً مفوضاً لدى ألمانيا الغربية. وزيراً مفوضاً لدى جمهورية السودان. أديباً وكاتباً يحمل الجنسييتين اليمنية والمصرية . مستشاراً اقتصادياً للإمام أحمد - إمام اليمن قبل الثورة. اليمن تنعى المناضل عبدالرحمن البيضاني توفي مساء أمس في العاصمة المصرية القاهرة الدكتور عبدالرحمن البيضاني - نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس وزراء اليمن الأسبق - وأحد أبرز قيادات ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة عن عمر ناهز 85 عاماً . هذا وقد جرت بعد عصر أمس مراسم تشييع جثمان الفقيد الراحل إلى مثواه الأخير بالقاهرة, وتقدم الموكب الجنائزي قيادة و أعضاء السفارة اليمنيةبالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى الجامعة العربية وأفراد أسرة الفقيد. وشارك في التشييع جمع غفير من أبناء الجالية اليمنية والطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات المصرية وحشد من أصدقائه وأقربائه وذويه. ونقل مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية السفير محمد محمد الهيصمي أمس ومعه أعضاء السفارة والمندوبية تعازي ومواساة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية والأخ عبدربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية والأخ محمد سالم باسندوة - رئيس مجلس الوزراء - إلى أفراد أسرة فقيد الوطن المناضل الدكتور عبدالرحمن البيضاني.. سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته وأن يعصم قلوب أهله وزملائه وذويه بالصبر والسلوان . من أقوال البيضاني سيحتاج المستقبل إلى قفزات ثورية، وليس مناورات سياسية، فعلى أبناء اليمن أن يؤهلوا أنفسهم للروح الثورية، وعلى السياسيين أن يندمجوا في صفوف الثوار، لينقلوا عنهم روح الثورة، دون أن ينقلوا إليهم عدوى السياسة. إن القوى الشعبية المتحررة وهي الطليعة الثورية في البلاد لا يعنيها أن يموت إمام ويأتي إمام، لا يعنيها أن يموت الإمام الناصر لدين الله، ويظهر الإمام المنصور بالله بن الإمام الناصر لدين الله، فإننا جميعاً نعرف كيف كان الإمام الناصر لدين الله، ينصر دين الله.. لا يعني الطليعة الثورية في اليمن أن يكون الإمام الجديد زيداً أو عمراً، فكما قلت لكم الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة والإمام الإمام، وإنما يعني الطليعة الثورية أن تحقق أهداف الثورة. الثلاثاء 25 سبتمبر 1962م.
