47 يوماً تفصل اليمنيين عن طي صفحة عهد أثقل كواهلهم 33 عاماً وحتى حلول هذا اليوم يتوجب على الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية اجتياز حبالها كلاعب سيرك محترف لتجاوز شباك “الحصانة” وضمان إيصال الفريق إلى موقع المشير.. ففي الوقت الذي تتجه كتلتا المؤتمر والمشترك في البرلمان نحو اقفال باب التنافس في الانتخابات الرئاسية المبكرة والاكتفاء ب(هادي) مرشحاً توافقياً وحيداً لمنصب رئيس الجمهورية لمدة عامين وفقاً للمبادرة الخليجية. وذلك بتأكيد أحزاب اللقاء المشترك وعلى لسان الناطق الرسمي لها الدكتور عبده غالب العديني دعمها مرشح التوافق الفريق عبدربه منصور هادي. أعلنت كتلة “ الأحرار “ المنشقة عن الحزب الحاكم في مارس الماضي اعتزامها تقديم كل من الرئيس السابق علي ناصر محمد والنائبين عبدالكريم الأسلمي ومحمد عبداللاه القاضي منافسين للمرشح التوافقي عبدربه منصور هادي. وقال رئيس الكتلة النائب عبده بشر في تصريح لوسائل الإعلام: إن الكتلة تضم في قوامها 69 نائباً ممن أعلنوا استقالاتهم من الحزب الحاكم وتملك الحق في تزكية أكثر من مرشح للانتخابات الرئاسية المبكرة التي يلزم القانون من يرغب في الترشح لها الحصول على نسبة لا تقل عن %10 من قوام المجلس أي 31 عضواً. وهو أمر ممكن الحدوث يعزز من الذهاب لتجسيده رفض نواب في كتلة المستقلين لما اعتبروه حصر حقوق اليمنيين في المنافسة على منصب رئيس البلاد في واحد. ومطالبين بفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية بعيداً عن المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي قالوا: إنها ملزمة لحزب المؤتمر وتكتل اللقاء المشترك الموقعين عليها فقط. هذه التوجهات والنوايا لكتلتي الأحرار والمستقلين ليس من شأنها إيصال مرشحي كتلة الأحرار إلى حلبة التنافس بل واجتياز آخرين معهم لموانع المبادرة الخليجية وتحويل التوافق إلى ساحة للتنافس التي قد ينضم إليها من بوابة الكتلتين الدكتور والمخترع اليمني خالد نشوان الذي قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة الذي قال في بيان مذيل باسمه: « نزولاً عند رغبة الشباب قررت كسر سيطرة القوى التقليدية التي احتكرت العملية السياسية أكثر من ثلاثة عقود» وليلحق به الإعلامي والمذيع في قناة سهيل أحمد المسيبلي الذي عقد مؤتمراً صحفياً في ساحة التغيير بصنعاء معلناً ترشيح نفسه للرئاسية المبكرة ومؤكداً بأن برنامجه الانتخابي سيفاجئ الجميع. هذا ولا تزال رغبات الترشح تتوالى ولن تتوقف عند النائب السابق لرئيس البعثة اليمنية الدائمة بجنيف عبدالله النعمان أو عند دغيش عبدالكريم دغيش أحد الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء والذي كشف عن رغبته في منافسة (هادي) كحق كفله الدستور ويأمل في تزكيته من قبل النواب الأحرار والمستقلين هذه التوجهات أشعلت المخاوف لدى قيادات حزب المؤتمر ودفعت برئيس كتلته البرلمانية سلطان البركاني للصراخ تحت قبة المجلس: المؤتمر لن يذهب للانتخابات الرئاسية المبكرة قبل تطبيق المبادرة وآلياتها بحذافيرها ولا يمكن الحديث عن انتخابات في ظل وضع مكهرب ومتأزم - علىحد تعبيره-. مراقبون قللوا من قدرة البلد على تحمل انتخابات رئاسية تنافسية في الوقت الراهن وفضلوا التوافق على (الفريق هادي) عبر مجلسي النواب والشورى وتزكية اللجان المركزية للأحزاب كمخرج من الازمة الراهنة بدلاً من الدخول في أزمة جديدة.