شهدت مدينة رداع في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة مواجهات مسلحة بين «أنصار الشريعة» التي يتزعمهم طارق الذهب ومسلحين من الطائفة الهاشمية «السادة» في حارة «المواصلات القديمة» حيث سيطر المسلحون على مدرسة الرشيد الأهلية بينما يسيطر “ السادة” على مدرسة بلقيس «مدرسة الثورة قديماً» والواقعة جنوب مبنى المواصلات, وسقط فيها قتيل من المسلحين, وجاءت المواجهات نتيجة اتهام المسلحين لرئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بتسليم مدرسة “ بلقيس” للسادة, إضافة إلى اتهام قيادي المؤتمر بتسليم أسلحة “ للسادة “, كما حاول المسلحون الاستيلاء على المجمع الحكومي إلا أن مواجهات مسلحة بين القبائل والمسلحين ليلة أمس الأول حالت دون ذلك. وتشهد مدينة رداع حظراً للتجول ليلاً من قبل الأهالي, وتغلق أغلب شوارعها الفرعية الممتدة بين الحارات , في الوقت الذي تعلو فيه أصوات الرصاص المقلقة للسكينة من هنا وهناك, بعد أن غابت قوات الأمن عن المدينة ولم تعد ترى إلا خليطاً من مسلحي أنصار الشريعة وقبائل المدينة. وقد شهد جامع العامرية إقامة ثاني صلاة جمعة منذ مايزيد عن أربعة عشر عاماً, حيث كانت الجمعة الأولى هي الجمعة التي دخل فيها المسلحون إلى جامع العامرية في 13 يناير, وقد طالب خطيب “ العامرية “ – قيادي في جماعة أنصار الشريعة – طالب الجميع بتحكيم الشريعة الإسلامية, داعياً الأحزاب إلى عدم التبعية لليهود والنصارى, وقد وزعت عقب الجمعة منشورات تحمل أرقام تطلب من المواطنين الاتصال عليها, وهي أرقام الشكاوى وأرقام أخرى للطوارىء. وغير بعيد من “ قلعة العامرية “ أقيمت في ساحة الحرية برداع التي تبعد عن العامرية 1200 متر تقريباً صلاة (جمعة بعزيمة الثوار نواصل المشوار) والتي شهدت حضوراً لافتاً بتواجد مئات المسلحين الذين طوقوا مداخل الساحة تحسباً لأي طارىء,وفي خطبة الجمعة دعا الشيخ يوسف الصلاحي المسلحين إلى نبذ العنف والتعبير عن أفكارهم بطريقة سلمية لاتقلق الآخرين ولا ترهب الآمنين, مشدداً على أن مطالبهم في تحكيم الشريعة الإسلامية هي مطلب كل اليمنيين, وقال :إنهم بأسلوبهم هذا يخدمون جهات لاتريد لليمن الأمن والاستقرار, وأن المستفيد الوحيد هو نظام علي عبدالله صالح..وبمدينة البيضاء عاصمة المحافظة شهدت ساحة أبناء الثوار توافد الآلاف الذين نددوا عقب جمعتهم بتسليم رداع للجماعات المسلحة, مؤكدين عزمهم على مواصلة المشوار رغم كل المحاولات البائسة هنا وهناك والتي يعمل النظام البائد من خلالها على إعاقة مسيرة الثورة. محمد ناصر الزيدي - أحد أبناء مدينة رداع - ممثل اليمن في بطولات أبطال ألعاب القوى في عدة دول أوروبية وآسيوية – قال (للجمهورية) :إنهم في رداع صامدون صمود الجبال, وإنهم سيواصلون ثورتهم حتى تحقيق كامل أهدافها, وأن مايسوق له النظام من ان رداع سقطت في يد (القاعدة) فهذه مسرحية مكشوفة, ومن أراد التأكد من ذلك فعليه بالنزول إلى رداع والاستماع إلى تصريحات الشيخ خالد الذهب – شقيق طارق الذهب – مؤكداً بأن الثوار لن ينجروا الى مواجهات مع المسلحين في رداع وسيظلون سلميين مالم يعتدَ عليهم.