حذر البرنامج الوطني لمكافحة مرضى الجذام من كارثة وشيكة تكاد تحل بالمجتمع في كل محافظات الجمهورية نتيجة عدم صرف الأدوية للمرضى الذين يعانون من هذا المرض منذ ما يزيد عن الشهر نتيجة قيام عصابة مسلحة بالاستيلاء على المستشفى الخاص بعلاج المرضى والمخازن التابعة له في مدنية النور بمحافظة تعز وذلك منذ عدة أسابيع وسط صمت أمني ومحلي مشين وبتواطؤ من مكتب الصحة بالمحافظة . وأوضح بيان صادر عن البرنامج أن جميع أدوية مرض الجذام توقفت في جميع المحافظات بسبب إغلاق المكتب ومخازن الأدوية التابعة له من قبل عصابة مسلحة تتبع قيادي في المؤتمر الشعبي العام , وأضاف البيان: ونتيجة لذلك فإن جميع المرضى في جميع المحافظات توفقوا عن تناول الأدوية المضادة للجذام وهذا يشكل خطراً كبيراً على أفراد المجتمع كون التوقف عن تناول الأدوية أخطر من عدم تناولها من البداية فالتوقف عن تناوله يؤدي إلى مقاومة جرثومة الجذام للأدوية مستقبلا . وحذر البرنامج من كارثة صحية على أفراد المجتمع في البلاد نتيجة توقف صرف هذه الأدوية كما حمل البيان المسئولية السلطات المحلية بالمحافظة ومكتب الصحة لتلكئها المستمر ومنذ ما يزيد عن الشهر بالقبض على العصابة وإعادة فتح مكتب البرنامج والجمعية ومنظمة جيلار الألمانية . كما طالب البيان قيادات وزارة الصحة العامة والسكان بسرعة القيام بدورها والتخاطب مع السلطة المحلية بالمحافظة وسرعة فتح مكاتب البرنامج وإطلاق الأدوية المضادة للجذام وتوزيعها في جميع محافظات الجمهورية , لاسيما أن البرنامج الوطني للتخلص من الجذام يعد البرنامج الصحي الوحيد الذي يقع خارج ديوان الوزارة وأمانة العاصمة حيث يقع في مدنية النور بالحصب - تعز. وكانت عصابة مسلحة قد أقدمت بتاريخ 1 / 12 / 2011م على إغلاق مقر ومبنى مستشفى وجمعية الجذام بمحافظة تعز بالأقفال والسلاسل الحديدة وبعدها بعشرة أيام أقدمت العصابة ذاتها على إغلاق مكتب المنظمة الألمانية ( جلارا ) والمجاور له و طرد الموظفين من هذه المكاتب. وأقدمت العصابة المكونة من عدة مسلحين على نصب الخيام أمام بوابات هذه المباني وحسب شهود عيان ل “ الجمهورية “ فإن أسباب الاقتحام ترجع إلى موقف القائمين على هذه القطاعات من الثورة الشباية وتأييدهم لها , فيما يسعى الشخص المنفذ لعملية الاقتحام بالاستحواذ على المكاتب وإدارتها وذلك بتعاون أمني وصمت محلي كما أكدت بذلك الوثائق ومحاضر التحقيقات التي حصلت عليها الصحفية. وكان الدكتور عبدالرحيم السامعي وهو مدير البرنامج الوطني لمكافحة الجذام ومدير المستشفى قد تقدم بعدة شكاوى إلى السلطات القضائية والأمنية والمحلية بالمحافظة توضح حالة الاعتداء وبعد محاضر معاينة صدرت أوامر قضائية بالقبض القهري على منفذي الاقتحام الذي دخل شهر الثاني ومع ذلك لم تتم على أرض الواقع بل وواصل المسلحين بنصب العديد من الخيام . وترجع بداية القضية إلى شهر أكتوبر حيث صدر من مكتب الصحة العامة والسكان بتعز مذكرة رسمية ومذيلة بتوقيع مدير عام مكتب الصحة ومحافظ المحافظة وتوجه بتعيين محمد حسين العربجي مديرا إداريا لمستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية لمديرية المظفر وهو التوجيه الذي تشكل نتيجة عرض وترشيح من مدير عام مديرية المظفر ورئيس المجلس المحلي بمذكرة رقم ( 301) بتاريخ 19 / 10 / 2011م. وعلى ضوء هذا القرار رفعت إدارة المستشفى مذكرة مطولة إلى محافظ تعز – حصلت الجمهورية على نسخة منها - تبين فيها أوضاع المستشفى المزرية وما يعانيه من صعوبات جمة تتعلق بقلة الميزانية وشح الإمكانيات المتاحة ومخالفة القرار لعدد من اللوائح القانونية . كما وأوضحت المذكرة أن القرار الصادر لشخص يعمل بالمستشفى كممرض (حاصل على مؤهل تمريض سنة بعد الابتدائية) وبالتالي لا ينطبق عليه شروط شغر الوظيفة . بدوره رفع محافظ تعز حمود خالد الصوفي مذكرة إلى مكتب الخدمة المدنية بالإفتاء بموضوع مذكرة مستشفى الأمراض الجلدية والمتضمنة تعيين العربجي مديرا إداريا للمستشفى . وجاء في معرض رد مكتب الخدمة المدنية على مذكرة المحافظ بعدم وجود أي مستوى إداري لمسمى ( مدير إداري) أي أن هذا المستوى تم استحداثه بالعرض المرفوع من مدير عام مديرية المظفر وذلك غير مبرر كونه لا يتناسب مع حجم وطبيعة عمل المستشفى وفقاً للكادر الوظيفي فيه . واختتم بالرد: وبالتالي فإن الأمر يتطلب إلغاء الأمر الإداري سالف الذكر لما سبق إيضاحه. وبناء على توضيح مكتب الخدمة المدنية رفعت مذكرة إلى مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان ومذيلة بتوقيع محافظ المحافظة أكد فيه أن المستوى الإداري تم استحداثه وغير موجود في الهيكل التنظيمي للمستشفى , وتابعت المذكرة أن القرار غير مبرر ولا يتناسب مع حجم وطبيعة عمل المستشفى وفقا للكادر الوظيفي فيما يتم إلغاؤه . واختتم المذكرة: وعليكم الالتزام والتقيد بالقوانين والقرارات المنظمة وعدم استحداث أي مستويات إدارية جديدة لا تتناسب مع طبيعة عمل المرافق الصحية والهياكل التنظيمية لها. وحسب المذكرة وكما يشير تقرير قسم شرطة النصر فقد أقدم العربجي بالتهجم وإغلاق الباب الرئيسي التابع لحوش مبنى الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام هو وعصابته بالإضافة إلى منع الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم , وأشار التقرير إلى وجود خيمة أمام الباب لرئيسي لحوش الجمعية وفيها عدد من النساء معتصمات ويرددن بحقوقهن. كما أكد التقرير رفض المدعو العربجي الحضور إلى القسم وأخذ أقواله منوها أن خلافات نشبت بين مدير المستشفى السامعي والعربجي ويقول الأخير انه مرشح لمدير مستشفى الجذام . كما حصلت “ الجمهورية “ على محضر معاينة موقع بتاريخ 15 / 12 / 2011م وبحسب تكليف قسم البحث فقد تم الانتقال إلى موقع الحدث وفيه تم التأكيد على التقرير السابق وأثبت فيه واقعة الاعتداء . وبالرغم مما سبق إيضاحه وبالرغم من صدور أمر قبض قهري من النيابة إلى قسم شرطة النصر لايزال المستشفى مغلقاً كما هو دون أن تقدم الجهات الأمنية أو السلطات المحلية بتعز باتخاذ أي إجراءات من شأنها حل القضية وإحالة المتسببين فيها إلى التحقيق . وإزاء هذا الاعتداء وكردة فعل من قبل مرضى الجذام فقد حصلت “ الجمهورية “ على قائمة مذيلة بتوقيع وبصمة 111 مريضا بمستشفى الجذام وفيها أكد الموقعون إدانتهم واستنكارهم ورفضهم لما قام به بعض الفوضويين من اقتحام مبنى الجمعية اليمنية للتخلص من الجذام ومكتب جلارا في اليمن تحت ذريعة البحث عن حقوقنا .. ونحن إذ ندين هذا الفعل الجبان نرفض أن يتحدث هؤلاء الفوضويون بأسمائنا فلم نفوضهم بذلك . كما طالب المرضى بمحاسبة هؤلاء الفوضويين وإيقافهم عند حدهم ومنعهم من التعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
