يعتبر التحليل الاستراتيجي أو ما يسمى بالتحليل الرباعي SOWT من أهم الخطوات العملية لتطبيق التخطيط الاستراتيجي باعتباره المحك الذي تبنى عليه ما تبقى من خطوات لتطبيق التخطيط الاستراتيجي. إن عملية تصميم الإستراتيجية تمر بعدة مراحل من بينها التحليل البيئي أو الاستراتيجي SOWT فمن خلال عملية التحليل هذه يتم الغوص في أعماق الجامعات وواقعها على المستوى الداخلي والخارجي..ففي هذه المرحلة نجد أن أهم ما يجب أن تقوم به الإدارة الجامعية هو تحليل البيئة الداخلية وتتمثل في معرفة وتحليل نقاط القوة والضعف وتحليل البيئة الخارجية وتتمثل في معرفة وتحليل الفرص والمهددات وذلك بغرض التعرف على الوضع الحالي للجامعة وبالتالي تحديد الاستراتيجيات العامة التي يمكن اتخاذها انسجاما مع إمكانات الجامعة الداخلية (نقاط القوة والضعف) ومواقفها الخارجية والمنعكسة عبر الفرص والمهددات. إن عملية التحليل الاستراتيجي من الأمور المهمة والضرورية للتعرف على الظروف الداخلية والخارجية للجامعات فتحليل البيئة الداخلية يتطلب تحليل النظام الداخلي إلى جزيئاته مع توافر نظام من المعايير والمؤشرات الرقابية لمختلف البرامج والأنشطة ومن المهم الإدراك أن نجاح التخطيط الاستراتيجي يعتمد على التحديد الدقيق للعوامل الإستراتيجية في البيئتين الداخلية والخارجية أضف إلى ذلك فتحديد الفرص المتاحة أمام المؤسسة الجامعية يساعد في التخطيط لاستغلال هذه الفرص والاستفادة منها بينما يساعد تحديد التهديدات والمخاطر التي تواجه الجامعات في تلافي خطرها والاستعداد لمواجهتها قبل أن تباغت الجامعات وهي غير مستعدة لمواجهتها والتعامل معها وهو ما يساعد في التقليل من الآثار السلبية التي يمكن أن تلحق بالجامعات بسبب هذه المخاطر والتهديدات إذا لم يتم اتخاذ الترتيبات والإجراءات اللازمة لمواجهتها. وبالنظر إلى الجامعات اليمنية نجد أن أهم تحد يواجه التعليم الجامعي في اليمن هو ضعف مخرجاته ومدى تطابق تدريب وإعداد الطلبة الجامعيين مع احتياجا التنمية الاجتماعية والاقتصادية وقدرة سوق العمل على استيعاب الخريجين...التحدي الآخر الذي يواجه الجامعات اليمنية الأزمات المالية والاقتصادية بسبب تزايد أعداد الملتحقين وتزايد الحاجة للإنفاق مع تقليص الموازنة السنوية المخصصة للجامعات وندرة الموارد المالية المخصصة كل هذه التحديات أثرت وبشكل كبير على نوعية المخرجات التعليمية من هذه الجامعات...ليست هذه هي كل التحديات التي تواجه الجامعات اليمنية فهناك العديد والعديد من التحديات التي تقف حجر عثرة أمام التطور المنشود وبالتالي فإنه إذا ما أرادت جامعاتنا اليمنية معرفة هذه التحديات والمخاطر فما عليها إلا الأخذ بمبدأ التحليل الاستراتيجي SOWT. باحث في التخطيط الاستراتيجي