العقيد عيظة فرج باغانم - مسئول المشتريات بفرع الأمن السياسي في محافظة البيضاء - واحد من الذين اغتالتهم أيادي الغدر في غفلة من غياب الأمن, ترك وراءه عائلة كبيرة هو عائلها الوحيد وترك وراءه ألف لغز ولغز حول الجهة التي كانت وراء حادثة اغتياله.. لم يكن عيظة باغانم هو المسئول الأول الذي تم اغتياله في محافظة البيضاء ولكنه واحد ممن لقوا حتفهم غدراً لأسباب مازالت مجهولة حتى اليوم, وسبقه إلى ذات المصير فيصل اليافعي وأحمد سمية وأحمد الجعري وكلهم يعملون بفرع الأمن السياسي في محافظة البيضاء. وفيما أعلن “أنصار الشريعة” مسؤوليتهم عن مقتل فيصل اليافعي وأحمد سمية, تظل الجهة التي اغتالت أحمد الجعري وبعده باغانم مجهولة حتى كتابة هذا التقرير.. وقد اعتبر الأمين العام للمجلس في المحافظة الأستاذ ناصر الخضر السوادي أن هذا الحادث يأتي ضمن سياق التصفيات التي يتعرض لها منتسبو الأمن السياسي في المحافظة والتي كان آخرها مقتل الضابط أحمد الجعري. ووصف السوادي حادثة الاغتيال هذه بالعمل الإجرامي المشين الذي لا يرتضيه عرف ولا دين, داعياً أبناء المحافظة عموماً ورجال الأمن خصوصاً إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الأعمال الجبانة. وتثير حوادث قتل ضباط الأمن السياسي استغراب الكثير من المحللين والمهتمين بالشأن السياسي في اليمن, وتكررت مؤخراً حوادث الاغتيالات لقيادات ورجال الأجهزة الأمنية في محافظات أبين ولحج والبيضاء، ولم تعلن أية جهة حتى مساء أمس مسؤوليتها عن حادثة الاغتيال لضابط المخابرات باغانم، في حين كان تنظيم القاعدة يتبنّى العديد من حالات الاغتيال لقيادات وجنود الأجهزة الأمنية في المحافظات الجنوبية وهو ما تسبب في خلط الأوراق حيال الجهات التي تقف وراء هذه الحوادث بين تنظيم القاعدة الذي هو على خصومة مع الأجهزة الأمنية، وبين جهات أخرى مازالت محل شك تريد إزاحة الأمن السياسي الذي يشكل عقبة في طريق عملها الأمني. وكان الرائد صالح الجبري - مدير الأمن السياسي بمحافظة صنعاء - قد اغتيل في 23 من الشهر الماضي أمام منزله بمدينة ذمار, ورجّح مصدر حينها أن تكون القاعدة وراء مقتل الرائد الجبري على خلفية ما وصفها ب«التهديدات السابقة للقاعدة باغتياله» على خلفية تواجد عشرات السجناء من منتسبي القاعدة في سجن الأمن السياسي بصنعاء.