رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقبل بعضوية يهودي يمني في حزب الإصلاح
مفضل إسماعيل الأبارة ل«الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 18 - 02 - 2012

ينافح عن الإسلاميين كمنافحته لرفع الظلم عن أبناء التهايم وعوز محافظة بلاد الطعام. برلماني وأديب وشاعر ومثقف وخطيب مفوّه وقيادي إصلاحي وإعلامي، عمل كسندباد رحال بين فضائيات”اليمن- السعيدة- سهيل” قدم برامج متنوعة لكن فحوى رسالتها واحد.. مفضل إسماعيل الأبارة في حوار مع”الجمهورية” فإلى النص..
الإسلاميون قادمون.. عبارة يرددها الكثير اليوم في باطنها ما يوحي بنوع من التخوف منكم إلى حد ما.. كيف تقرأ المشهد؟
بداية مرحبا بك وبصحيفة الجمهورية الغراء التي اختطت مساراً وطنياً رائعاً في فترتها الأخيرة، ونتمنى لها مزيدا من النجاح، الإسلاميون قادمون أصبحت فعلاً حقيقياً على أرض الواقع، لأن ثورات الربيع العربي قد قلبت أنظمة القمع القائمة التي كانت جاثمة على أنفاس هذه الشعوب، وكان الناس يدركون وكنا كذلك مدركين أنه إذا ما ارتحلت الأنظمة فإن البديل القادم هم التيار الإسلامي، طبعاً مع كل الجماعات والتيارات الوطنية وليس وحده كما قد يفهم البعض، لأن الإسلاميين هم التيار الأكثر تواجداً والأوسع انتشاراً والأكثر تعبيراً عن تطلعات وطموحات الشعوب، ولذلك كانت الأنظمة تصب جام غضبها على التيار الإسلامي، تحت دعوى محاربة التطرف والإرهاب الذي لا علاقة له بهما، ليس حرصاً على محاربة التطرف والإرهاب كما تدعي، ولكن لأنها تعرف أن المنافس الحقيقي لها على الساحة والبديل القادم هم الإسلاميون، ثورات الربيع العربي أكدت التواجد الحقيقي للإسلاميين في الشارع العربي..
قلت ما معناه أنكم كنتم تتراءون هذا المشهد اليوم أمامكم من زمن.. هل أعددتم لما بعده عدته..؟ أقصد هل تحملون مشروعاً للأمة غير المشروع البائد؟
أرى أن الإسلاميين لم يتصدروا المكانة هذه في وجدان الشعوب العربية إلا من خلال برامجهم الحقيقية التي يمكن أن تلبي حاجات الناس وتطلعاتهم ولم تكن مجرد عواطف عارمة من قبل الناس، الإسلاميون قدموا برامج عملية فاستحقوا ثقة هذه الشعوب التي أشرق فيها الربيع العربي.. لأنه من الطبيعي.. إن وضع الناس في المعارضة وفي مواجهة السلطات الغاشمة يختلف عن وضعهم في سدة المسئولية عن ادارة شئون الناس وتحمل تبعاتهم ..
ألا ترون أنكم أمام مسئولية قادمة تتمثل في مراجعة خطابكم وأدائكم وكذا وضع خطاب جديد للمرحلة القادمة؟
في الواقع نحن بدأنا الآن البداية الحقيقية ونحن محتاجون لمراجعة خطابنا وأدائنا، لأن المعركة الحقيقية هي في تقديم البديل النافع للأمة بدلاً عن النمط السابق، معركة مراجعات على الصعيدين الداخلي والخارجي في أنحاء الوطن العربي..
قد يقول قائل إن الجماهير العربية هبت من لفحات السلطات القائمة إلى المكان الأقل سوءاً لا أقل ولا أكثر..؟
لو كانت الخيارات مجرد هروب من لفحات السلطة فقط لكانت الخيارات متعددة أمام الجماهير.. هي بحثت عن البدائل الصحيحة فوجدت ضالتها في الحركة الإسلامية. وأعتقد أن جماهير الأمة العربية والإسلامية قد وصلت اليوم إلى مرحلة من الرشد لم تعرفها من قبل وقد حسمت خيارها باتجاه التيار الاسلامي المعتدل .
على ذكر الإرهاب تقول هذه السلطات إن جماعات الإرهاب خرجت من معاطفكم وبالتالي تتحملون وزر ما تقوم به هذه الجماعات؟
الجماعات الإرهابية أو المتطرفة خرجت من معاطف القمع والجبروت والطغيان الذي مارسه الحكام ضد الإسلاميين المعتدلين وقد استغلت الأنظمة العربية فزاعة الإرهاب لتستغل بها الخارج ولتبتز بها شعوبها وهي تخوض معركتها الشرسة ضد هؤلاء الإسلاميين بكل توجهاتهم وفصائلهم. الإرهاب لم يخرج من معاطفنا كما ذكرت ولكن خرج من معاطف القهر والإذلال والبطش الذي لا يخلق إلا التطرف، والتطرف لا يتواجد إلا في البيئات المنغلقة التي تواجه القمع وتواجه الكبت، وأنت تعلم أن أول التطرف قد خرج من بين دهاليز السجون المصرية سابقاً..
يقول البعض: إن أمريكا أرادت أن تفتح صفحة جديدة مع الإسلاميين بالتحالف معهم خلال الفترة القادمة مقابل صفقات سرية تدور خلف كواليس اللقاءات الخاصة عبر سفرائها..؟
هذا ادعاء مضحك.. الإسلاميون آخر من تفكر أمريكا أن تسلم لهم السلطة أو تساعدهم في الوصول إليها.. هذا مستحيل.. لكن لو قلت إن أمريكا وصلت إلى قناعة أن التيار الإسلامي المعتدل قد أصبح رقماً مهماً على صعيد السياسة العامة في الوطن العربي والإسلامي، وبالتالي لا بد من التعامل معه، أقول لك هذا صحيح. أمريكا في الفترة الأخيرة اقتنعت أنها لا تستطيع أن تتجاوز الإسلاميين وأنها لا بد أن توطن نفسها على التعامل معهم هذا صحيح. ثق أنه لا توجد أية صفقات ومن المستحيل أن يساوم الإسلاميون على صفقات قد تضر بالشعوب.. أن يتعامل الإسلاميون مع أمريكا أو غيرها من دول الغرب في إطار المصالح المشتركة وما يخدم الأمة والأوطان هذا أمر طبيعي. أنا أريدك أن تقول لي ما هي هذه الصفقات؟
شخصياً قد لا أعرف كافة التفاصيل ولكن كما نسمع مثل الاتفاق معها بعدم التطرق لقضية فلسطين خلال الفترة القادمة وتركها على ما هي عليه اليوم.. هذه مجرد معلومة متداولة لا أستطيع الجزم بصحتها؟
هذا كلام غير صحيح، وإذا ساوم الإسلاميون على قضية فلسطين فإنهم يساومون على وجودهم وعلى عقيدتهم وأخلاقهم ولا أتوقع ذلك أبداً.
قلت أنتم محتاجون لأن تعيدوا صياغة خطاب جديد داخل أطركم التنظيمية خلال الفترة القادمة إلى أي حد سنرى ذلك وسنتجاوز الخطاب الممل لديكم؟
أنا أختلف معك أن الخطاب الإسلامي أصبح مملا بدليل أنه لا يزال هو خطاب الجذب الأول على مستوى الساحة، لكن هل يحتاج هذا الخطاب إلى مراجعة؟.. نعم يحتاج مراجعة بالتأكيد وخاصة بعد النجاح الذي حققه الإسلاميون في الإسهام في صناعة ثورات الربيع العربي.. على المستوى اليمني أنا أشعر أنه لا بد من المراجعة الإدارية والفكرية الشاملة لأن طبيعة المرحلة تقتضي منها ذلك.
هناك قضايا مهمة لا تزال مؤجلة لديكم لم تحسم بصورة نهائية كقضية المرأة.. كموقفكم من الفن..حتام ستظل هكذا رجراجة بين بين كما يقال؟
هذا ما هو مسموع عنا لكنه ليس واقعنا، نحن حسمنا موقفنا من المرأة.
حسمتموه نظرياً؟
بل وعملياً، ألا ترى هذا الخروج الهادر للمرأة في ساحات النضال المختلفة على طول اليمن والمرأة الإصلاحية على رأسه..فما الحسم الذي تريده؟.. المرأة الإصلاحية اليوم فازت بجائزة نوبل للسلام..المرأة الإصلاحية مذيعة.. المرأة الإصلاحية تسهم في الفن والابداع..المرأة في الإصلاح تحررت اليوم من الرواسب التقليدية التي لا صلة لها بالدين وتؤدي دورها بشكل جيد.
يا عزيزي ليس كل نساء الإصلاح توكل كرمان؟
طبيعي، ليس كل نساء الإصلاح توكل كرمان، كما أنه ليس كل نساء الإصلاح منغلقات، التيار العام للمرأة في الإصلاح يمشي في إطار التطور والحداثة.. أنا أرى مثلاً في الحديدة عندما تخرج مسيرة نسائية مثلاً تملأ الشوارع حتى أكاد أقول: لم تبق امرأة في البيت. المظاهرات النسائية في الحديدة أكثر من المظاهرات الرجالية، وطبعاً على رأس هذه المظاهرات المرأة الإصلاحية.
قد يقول قائل توكل كرمان حازت الجائزة والشهرة الدولية بجهدها الشخصي أكثر منه صناعة حزبية؟
ما من شك أن نضال الأخت توكل هو الذي أوصلها إلى هذه المكانة لكن بالنهاية هي بنت المدرسة الإصلاحية الإخوانية والفكر المعتدل الذي تحمله هذه المدرسة.
ولكن تيار لا يستهان به داخل الجماعة لا يزال يحرم هذا ويمانع منه؟
نعتبر ذلك وجهة نظر أخرى نحترمها على أي حال.
هناك تيار وهابي متغول داخل أروقتكم التنظيمية لا يزال يمثل لكم ثقالة وعائقاً من الانطلاق محسوب عليكم؟
أيضاً أختلف معك هنا. هناك وجهات نظر ونحترمها كما قلت لك. والغريب أن كثيراً من الكتاب والمتطلعين إلى حرية الرأي يأتون إلى ما يسمونه بالتيار الوهابي ويريدون مصادرة حقه في التعبير، وهذا غير صحيح.
ربما ليس الأمر كذلك.. هذه الجماعة تتبنى أراء خطيرة معمدة بفتاوى دينية ينبني على آرائها وفتاواها مواقف سلبية؟
أقول لك: هل هذا التيار هو الذي يسير الإصلاح؟ الجواب: لا. التيار العام هو التيار الوسطي. التيار المنفتح، المعتدل، وهؤلاء الذين قد يكون لهم آراؤهم المخالفة يخضعون في النهاية للقرار المؤسسي للحزب ولهيئاته التنظيمية، وإذا بقي من أحد له وجهة نظر متشددة فشيء طبيعي لا يأخذ حكم العموم. تبقى في سياق الرأي.
أسألك: هل سنسمع في الفترة القادمة عن نظرية اقتصادية بديلة قطرية أو عربية على أقل تقدير بديلا عما هو قائم في هذا المجال وفشل؟
ما من شك أن النظام الإسلامي في شموله يتضمن معالجات عادلة في الجانب الاقتصادي تساوي بين الناس في الفرص وفي الحقوق، بعد أن عانى الناس من تغول النظرية الشيوعية في القضاء على طموحات الأفراد وتطلعاتهم وأيضاً الرأسمالية المتوحشة التي يعول فيها الفرد على المجموع، أتوقع أن تحل النظرية الإسلامية هذه المعضلة، هناك آراء جادة متداولة اليوم في الاقتصاد الإسلامي وعلى مراكز البحث العلمي والتأصيل الشرعي أن تركز جهودها على ذلك.
هل لا زلتم عند مشروع الخلافة الإسلامية المكرس في أدبياتكم التنظيمية؟
أنا شخصياً لا تهمني المصطلحات بقدر ما تهمني الحقائق العملية على أرض الواقع، إذا سألتني في اليمن مثلاً ما ذا نريد؟ أقول لك: نحن نريد دولة مدنية بكل معاني الدولة المدنية الجامعة التي يتطلع إليها الحداثيون والمتنورون، دولة العدل والحرية والمساواة لأن هذه المبادئ هي التي ارتكز عليها الدين الإسلامي الحنيف وهي التي أمر بها، إن الله يأمر بالعدل والإحسان. لا إكراه في الدين، هذه مبادئ العدل والحرية التي ننشدها. ولم يبعث الله الأنبياء والرسل إلا ليقيموا العدل في الأرض..كون البعض يسميها الخلافة الإسلامية.. المشكلة اليوم أنه صار لدينا نوع من التحسس تجاه بعض المصطلحات فيتبادر إلى الذهن السيف والنطع وبنو العباس والأمويون الذين طغى بعضهم وبغى وأفسد، في الوقت الذي لا يتبادر إلى الذهن عدل عمر وسماحة أبي بكر والجوانب الزاهية.. وعلى أي حال ما نريده هو دولة مدنية حديثة عادلة سواء سميتها خلافة أو غير ذلك .
فريق منكم لا يزال اليوم يحرم الدولة المدنية هذه التي تنشدها وتتمناها؟
إن وجد فهذا لا يعبر عن وجهة نظر الإصلاح الرسمية، الذي يعبر عنه ما ورد عن مؤسساته التنظيمية ليس إلا. هذا البعض يعبر عن نفسه.
ثمة قضايا شائكة على الساحة اليوم فيما يتصل بالشأن اليمني كقضية صعدة والحوثي.. كالقضية الجنوبية.. ما هي رؤاكم لحلحلة هذه المعضلات؟
توجه الإصلاح هو توجه المؤتمر الوطني العام للحوار الوطني، سنعرض قضايانا كلها بلا سقف وبلا شروط مسبقة على أحد تحت مظلة الحوار الوطني وما أفضى إليه الحوار الوطني سنعمل به وسنلتزم به، نحن مع الدعوة إلى الحوار حتى مع من يتبنون العنف اليوم، نقول لهم نجلس معاً ونتحاور لحل مشاكلنا.
لا تزال القبيلة التي تتحالفون معها جزءاً من مشكلة الفترة القادمة.. ما السبيل لتطويع القبيلة للدولة مستقبلاً ولتجاوز ما هو سلبي في تعاملها؟
أولاً ليس شرطاً أن نتجاوز القبيلة. الأهم هو أن نطوع القبيلة للمشروع المدني حتى تكون جزءاً منه، وأنا أقول: وأزعم إن الإصلاح والإصلاح تحديداً أكثر الهيئات والتنظيمات أكثر من غيره قدرة على تطويع القبيلة للمشروع المدني، الحركة الإسلامية في فترة من الفترات ركزت على تحصين القبيلة إيمانياً ونجحت بدرجة كبيرة، الإصلاح في الفترة الأخيرة ركز على إدراج القبيلة في المسار الثوري بطريقة سلمية ونجحت هذه التجربة إلى درجة كبيرة، القبيلة الآن هي مع مشروع الدولة المدنية، وإذا بقيت بعض العوائق أو النتوءات فإن الإصلاح قادر على تهذيبها وإذابتها خلال الفترة القادمة بطريقته السلسة في الحوار مع القبيلة.. بطريقته السلسة في التغيير.. بالعلاقة الطيبة معها. القبيلة جزء أصيل من تركيبة المجتمع اليمني.
يتهمكم البعض بحدوث حالة من التحالف الأصولي القبلي مع الأصولية الإسلامية وكنتم وجهاً آخر للنظام وستكونون لاحقاً كذلك.. ماذا ترى؟
أقول لك: واهم من يظن أنه سيتسلط في المستقبل أو يستبد فإن هذا من المستحيل، بمن في ذلك الإصلاح، الشعوب عرفت طريقها للتحرر وللحرية وامتلكت إرادتها كاملة واستعادت ثقتها بنفسها، وعلى الجميع اليوم أن يقودوا الشعوب في هذا الاتجاه، أي تحالف من النوع الذي ذكرت لم يعد ممكناً أبداً.
باعتباركم حزباً سياسياً مدنياً.. هل ستقبلون مثلاً بأحد يهود صنعاء أو عمران أن يكون ضمن منتسبي الحزب إن أراد ذلك؟
في إطار المواطنة اليمنية لا أرى أن ثمة مشكلة أن يكون يهودي يمني ضمن أعضاء التجمع اليمني للإصلاح باعتباره حزباً سياسياً، هم جزء من المجتمع، لهم ما له، وعليهم ما عليه. الإسلام حفظ لهم حقوقهم كاملة في المواطنة، للإصلاح نماذج راقية في الشراكة الوطنية، تحالف مع تيارات ليبرالية منذ وقت مبكر ونجح هذا التحالف نجاحاً منقطع النظير، هذه الشراكة الوطنية ستستمر لفترة طويلة بعد الثورة، لأننا نعتقد أنه ليس بوسع الإصلاح أو تيار ما لوحده أن ينفرد بالحكم.
أنت تقول إن اللقاء المشترك سيظل على ما هو عليه خلال الفترة القادمة؟
وربما سيتوسع أيضاً.
لن تفرقه أقرب انتخابات برلمانية قادمة؟
هذه قناعتي، وأرى أن الفترة القادمة تحتم تضافر جهود الجميع، على الأقل لدورتين انتخابيتين قادمتين.
ما رأيك بالمنشور التكفيري التحريضي الذي طال بعض الزملاء الصحفيين الأسبوع الماضي من بعض الفقهاء بينهم فقهاء محسوبون على التجمع اليمني للإصلاح؟
على كل حال ومن حيث المبدأ أنا لست مع ابتذال الفتوى، بمعنى أن كل شاردة وواردة وصغيرة وكبيرة يجتمع فيها العلماء ويصدرون فيها بياناً، هذا لا يحفظ للفتوى وقارها وهيبتها وجلالها، أنا أريد للفتوى الشرعية أن تظل مقدسة وأن تظل في النوازل الكبرى التي تهم الأوطان، مع تحفظي على ما كتبته الأخت بشرى المقطري، في مقالها ما لا يليق، لكن أن يجتمع بشأنها العلماء ويصدر بشأنها التكفير هذا أمر لا أراه حسنا، ولا يحقق شيئاً لا لأصحاب الفتوى ولا لغيرهم إلا لمن كان مغرضاً، مثل هذه القضايا مرجعها القضاء. ليلجأ أحد المحامين إلى القضاء ويرفع قضية وبكل هدوء وبلا هذا الضجيج الذي لا ينفع. أنا أريد للفتوى أن تظل محافظة على هيبتها وأن تبقى في النوازل الكبرى التي تهم كل الناس خاصة ونحن نعرف أن بعض ضعفاء النفوس ربما يبحثون عن الشهرة من خلال استفزاز مشاعر الناس وعقائدهم.
باعتباركم رئيساً للجنة الإشرافية للجنة العليا للانتخابات في الحديدة كيف تنظرون للانتخابات الرئاسية القادمة؟
التقينا بقطاعات كثيرة من منظمات المجتمع المدني والأحزاب في الحديدة والعلماء ووجدنا أن الجميع يدرك أن يوم 21 فبراير القادم هو يوم الخروج من بوابة الماضي إلى بوابة المستقبل الذي يتطلع إليه الجميع، ونتطلع أن تكون مشاركة أبناء هذه المحافظة وتطلعات أبناء الوطن أجمع بالمستوى الذي تعبر عنه تطلعات وأحلام هذا الشعب.
الكلمة الأخيرة مفتوحة..؟
الشكر الجزيل لك ولصحيفة الجمهورية الغراء مرة ثانية التي أصبحت بحق صحيفة للجمهورية اليمنية وقد عاد لها ألقها برئاسة الأستاذ سمير اليوسفي الصحفي المتميز والمبدع، متمنين للجميع التوفيق والنجاح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.