تجرى الآن خطوات تمهيدية لبناء آليات الاتصال والتواصل في إطار التهيئة وتنقية المناخ على طريق انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وهناك مساع لتعريف مبعوث الأممالمتحدة بما لدى كل طرف وبرصيد اليمنيين في الحوار.. إلا أن هناك في المقابل من يرى أن أولى الأولويات هي توفير المناخ المناسب لبدء الحوار وذلك من خلال معالجة القضايا الأساسية للناس وتطبيب المجروحين ومراجعة كل ما يتصل بحياة المواطنين إلى جانب الحرص من قبل القوى السياسية على روح التوافق.. فيما يلي آراء ونماذج لما يطرح من مسائل ذات أولوية. معالجة آثار الأزمات رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة محمد مفتاح يرى أن الأولوية الآن لمعالجة آثار الأزمة والحروب وإزالة الضرر الذي لحق بالناس سواء في الجنوب أو صعدة وآثار أحداث الثورة خلال العام 2011م وأضاف محمد مفتاح قائلاً: لدينا عشرات آلاف من النازحين والمشردين وشهداء وجرحى ومصابين وأضرار نفسية تعرض لها هؤلاء وهناك خراب وقضايا الأمن والاستقرار كل هذه قضايا عاجلة وأساسية لحديث عن الحوار قبل معالجتها من السابق لأوانه. قضايا الناس يجب البت في قضايا الناس أولاً ثم الحوار.. الشهداء يجب تدوينهم كشهداء واعتماد رواتبهم كشهداء ومعالجة الأضرار النفسية والمادية للجرحى والمصابين وعادة المشردين ورد المظالم ومادام المجتمع الدولي حريص على الوقوف مع عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق فعليه تقديم المساعدة للبت في القضايا الأساسية والعاجلة إلى جانب إطلاق سجناء الرأي والبت في الأحكام الجائرة الصادرة في حق السياسيين وقيادات الحراك في الخارج وإطلاق صحيفة الأيام والصحف المصادرة والمواقع الالكترونية هذه قضايا أساسية لاينبغي أن نعبر عليها إلى حوار وطني يتطلب مناخ مناسب وإعداد جيد. اتصال وتواصل إن ارتفاع الأصوات قبل التئام مؤتمر الحوار الوطني أمر طبيعي يدفع باتجاه تحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية واستعادة الخدمات الأساسية والشعور بحضور هيبة الدولة. فالتحضير الجيد لمؤتمر الحوار الوطني حسب رأي عبدالحفيظ النهاري الباحث في مجال الاتصال السياسي ينبغي أن يبدأ بالاتصال والتواصل بين جميع الأطراف بموازاة معالجات القضايا الأمنية والاقتصادية كمقدمات لابد منها كما يمثل الجانب البروتوكولي مقدمات أساسية لإزالة آثار الأزمة بجوانبها الأمنية والاقتصادية الملحة وكذا السياسية على مستوى الساحات بحيث تعمل الأحزاب والإعلام على التنبيه للاحتيال الذي يمارسه بعض الأطراف أو أي طرق كان يسعى إلى الحوار ويمارس سلوكاً غير سليم. النهاري وبصفته نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام قال أن المؤتمر لايريد التشويش في مرحلة مابعد تداول السلطة سلمياً من خلال نجاح الانتخابات ولذلك لم يظهر احتجاجه الشديد على تحايل الشركاء وخاصة إزاء كلمة بعد الانتخابات والتي عبرت عن انقلاب ضد المبادرة الخليجية ومضامينها.. نعم لم ترد على التشويش رغم أن هذه الكلمة كانت كلها ملغومة ومرفوضة وتتساوق مع لغة الوفاق ولا مع لغة التسوية حتى من حيث طريقة ألقائها لأنه ألقى كلمة موجهة إلى الشعب دون صفة دستورية أو قانونية. إساءة الانتخابات وقال النهاري الحراك الجنوبي أيضاً حرض على العنف وبذلك أكد خلال الانتخابات أنه غير سلمي لأن ما حصل في الانتخابات في عدن وبعض المناطق أساء إلى أجندة الحراك في الداخل والخارج ليس فقط من حيث الجرم الانتخابي ولكن من حيث الجرم السياسي من خلال منع الناس من الوصول إلى صناديق الاقتراع وعندما اكتشفوا فداحة ما فعلوه تحت نظر مراقبين محليين وأجانب ونجحت الانتخابات حاولوا إلصاق الأمر بغيرهم. التحاور مع الشباب وبالنسبة لمهام حكومة الوفاق في تهيئة المناخ للحوار الوطني قال النهاري: هي معنية بالتواصل مع الجميع دون استثناء والتحاور مع الشباب والعمل على إنهاء مبررات بقائهم في الساحات والشوارع وقد تأخرت الحكومة في التحاور مع هؤلاء وكان يفترض التحاور مع الشباب لأنها معنية بالحوار معهم حسب المبادرة حتى يعدوا أجندتهم للمشاركة في الحوار الوطني وتصورات الشباب بشأن شكل ومضمون الدولة التي سيناقشها مؤتمر الحوار. التهيئة للحوار الوطني وأضاف النهاري قائلاً: من السابق لأوانه تقديم صورة مسبقة لشكل الدولة أو النظام القادم وسيكون لكل طرف مشروعه حسب المبادرة الخليجية وما بقي سيكون في إطار مؤتمر الحوار. تصورات أولية المهم الآن هو التهيئة للحوار بعد أن تم تبادل السلطة سلمياً، وتطرق النهاري إلى الحراك والحوثيين فقال: كانت هناك محاولة من قبل وفد الاتحاد الأوروبي الذي التقى فصائل الحراك كمحاولة تمهيدية واستطاعوا وضع تصورات أولية حول هذه المجموعات وحسب قول الأوروبيين فإن الحراك مجموعات ولا تصور واحد وواضح لديه بشأن الفترة القادمة لأنه ليس تنظيماً موحداً. أما الحوثيون والذين كانوا أذكياء أثناء الانتخابات ولم يعيقوا الانتخابات ومارسوا حقهم في المقاطعة. رفض الاستغلال وبشأن شركاء العمل في حكومة الوفاق قال النهاري: هم شركاء ولانريدهم أن يستغلوا حرص المؤتمر وحلفاؤه على إنجاح الانتخابات وحرصه الآن على تهيئة المناخ المناسب للتحضير الجيد لمؤتمر الحوار الوطني.. اليوم نحن مرحلة جديدة تتطلب انسجام جهود الجميع لاستكمال التسوية السياسية.