صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الربيعي خارج نطاق التغطية الصحية !
أبناؤها يصارعون مرض تگسرات الدم منذ عشرين عاماً واعتبروا مقلب القمامة أحد الأسباب الرئيسية
نشر في الجمهورية يوم 14 - 03 - 2012

منذ سنوات ومنطقة الربيعي الواقعة بالجهة الغربية من مدينة تعز وتتبع إدارياً مديرية التعزية تعاني مأساة جراء انتشار أمراض تكسرات الدم وبرغم صراخ واستغاثة أبنائها إلا أنها ظلت منطقة منسية من الجهات ذات العلاقة.
مجمع العلم والمرض
مدرسة النصر الأساسية الثانوية التي تقع وسط منطقة الربيعي يتوافد إليها طلاب من 15 قرية يبعد بعضهما عنها 10 كيلو مترات هناك تم رصد العديد من الحكايات يفرضها إصرار أولئك الطلاب على مواصلة تعليمهم بالرغم من معاناتهم المرضية المحزنة، فهناك طلاب بأعمار متفاوتة من الأساسية والثانوية تجدهم يسقطون في قارعة الطريق قبل وصولهم إلى المدرسة وآخرون تتهاوى أجسادهم بالفصول أثناء تلقي الحصص أو عند عودتهم إلى منازلهم بل إن هناك ما هو أكثر ألماً عندما تسمع أن طلابا يقاسون معاناتهم طوال العام يدرسون لكنهم في بعض الأعوام يجبرون على عدم المشاركة في الامتحانات وخاصة الوزارية منها التي لاتخضع للاستثناء مما يجعل أولئك الطلاب ضحايا قوانين وإجراءات هي ذاتها تضع الألم في حياتهم وإن اختلفت مواضيعها.
انتشار المرض بشكل مخيف
ومن أجل الوصول إلى المواقع التي ينحدر إليها أولئك الطلاب المميزون بالحزن والمعاناة اليومية لم تكن بحاجة إلى السؤال عنها طويلاً فعشرون عاماً من الإنتاج لمرض التكسرات بالدم كانت كفيلة بأن يرشدنا إليها أي مواطن هناك وهي خمس من قرى الربيعي، قرية الجرف والحبيل والرباط الشقة وقرية رباط الأقرع وقرية الحميار.. في هذه القرى والتي تمثل قرية الجرف أكبرها في عدد السكان ينتشر مرض التكسرات في الدم بين الأطفال بشكل مخيف وهناك حالات يصاحبها المرض منذ ما بعد ولادتها أو في عامها الأول وإن تركها.. ففي الرابعة ما بعد ملتصقاً بها من تلك القرى التي تبعد بعضها مسافة 5 كيلو مترات عن المدرسة .. هم يرتحلون كل يوم ليتعلموا.
حكايات مؤلمة
التقينا بعدد من الشباب المصابين بالمرض فوجدنا حكايات مؤلمة من بينها معاناة الشاب محمد سعيد عبده الذي قال:
لقد تعرضت لمرض تكسرات الدم منذ كان عمري في العاشرة وقد سبقني إليه أخي عياد وعمره الآن 20 عاما والذي لم يتجاوز في دراسته سوى الإعدادية ولم يستطع المواصلة نتيجة لحدة المرض.. بينما المرض له مضاعفات أليمة فهو يولد الحمى وأوجاعا في الأطراف والمفاصل ولانستطيع الوقوف أو الحركة ومن ثم نصاب في الإغماء والغيبوبة وكل ما يتم علاجنا به هي حبوب مهدئة.
نسائل عن صانع الألم
المحزن هنا أننا محسوبون على العالم الذي ولج إلى الألفية الثالثة ونحن نفتقد إلى وزارة صحة تنشر الثقافة الصحية وتخلق وعيا لدى المجتمع بالأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض أو ذاك.. كما يحدث في كل العالم ومع ذلك سندع المواطنين بتلك القرى يعرفوننا عن الأسباب بحسب ثقافتهم الذاتية والذين قالوا بحسب علمهم الآتي:
الفئة الأولى: تقول إن سبب تكسرات الدم ناتجة عن المواد الغذائية الحاملة لمواد كيميائية أو حافظة.
الفئة الثانية: وجدت بالمقلب العام للقمامة والخاص بمدينة تعز والقريب من قراهم سبب رئيسي لانتشار مرض تكسرات الدم جزء بسبب حرق مواد بلاستيكية وعادمة فيه تذهب أدخنتها إليهم.. تلك هي المسببات الرئيسية بالنسبة لهم لانتشار ذلك المرض من أجل حقيقة أوضح هناك حقائق علمية قد لاتعفي الأسباب التي قال عنها المواطنون من المشاركة في الجريمة ضد أولئك الأبرياء بقرى منطقة الربيعي وإنما هناك أسباب أخرى تتمثل بوجود كسارات قريبة من تلك القرى وكذا المياه الجوفية والسطحية لها.
وهذه الكسارات تندفع كل يوم بأطنان من رذاذ الجبال التي تعمل الكسارات فيها فيذهب ذلك الرذاذ عبر الهواء وهو محمول بمواد مختلفة يشكل سحابة دائمة فوق الأحجار والأشجار والتربة الزراعية والأخطر من ذلك كله.. أنه يمضي في كل لحظة إلى دائرة استنشاق الإنسان ليشكل مكونا متجددا في كل أجزاء جسم الإنسان الداخلية والخارجية، فماذا سيولد هذا الدخيل من إفرازات سلبية.. بينما هناك جوانب أخرى في هذه الكسارات التي لاتخضع لأي رقابة حكومية أو مدنية معينة بشئون البيئة وتتمثل بتلك المواد السائلة التي تستهلكها الكسارات في عملية التشغيل وتذهب مخرجاتها في اتجاه الأراضي الزراعية لتترسب وتصبح جزءاً من التربة ومن ثم تختلط بمياه الأمطار وتندفع في اتجاه الآبار والمياه الجوفية التي تكون مصادر التموين الأساسي للسكان وحيواناتهم؛ إذاً هناك إشكاليات متعددة تؤدي إلى تلك الأمراض وتزيدها اتساعاً كونها خارج إطار الرعاية والحماية من قبل الجهات المعنية الملزمة بواقع واجباتها متابعة مثل هكذا أمراض متزايدة والعمل على استئصال مسبباتها لحماية الإنسان من آثارها التراكمية والتي تكون سببا في شل قدرات إنسانية واقتصادية وتحويلها إلى طاقات معطلة.
أحاديث غير منطقية
الغريب هنا وكما نعرف جميعاً أن الطب في بلادنا مجرد عمل استثماري يهتم بالمال ويفتقد عامل البحث؛ لهذا عندما يذهب إليهم المرضى المصابون بتكسرات في الدم يخبروهم أن ذلك ناتج عن الزواج من الأقارب وهي مقولة ساذجة؛ كوننا وجدنا من خلال استطلاعنا أن هناك متزوجين من أقارب ولديهم من اثنين إلى ثلاثة من الأبناء مصابين بالمرض فيما آخرون ممن هم غير متزوجين من أقارب لديهم من ثلاثة إلى خمسة أبناء مصابين بتكسرات في الدم أي إن المرض لا علاقة له بالزواج من الأقارب وإنما هو وباء مصنوع برخص جهات رسمية وتنفيذ مستثمر ويشمل في ارتكاب جريمته كل السكان دون تمييز.
الأسباب معروفة ينقصها المستمع
ومن أجل شمولية الرأي كان علينا الأخذ بما يطرحه أولياء أمور المصابين لنستضيف هنا اثنين منهم:
حمود سلطان أسعد، أب لستة أبناء اثنان منهم مصابان يقول: من العيب أن يقال إن المرض سببه الزواج من أقارب هنا كثيرون منا مزوجون من أقارب وكذا أسلافنا المشكلة لم تظهر إلا منذ عشرين عاماً مضت.. وهناك عوامل ساعدتها على الظهور هنا، ويمكن مشاهدتها بوضوح، إضافة إلى ذلك مقلب القمامة القريب من المنطقة والذي تحرق فيه يومياً أطنان من المواد البلاستيكية والمخلفات الأخرى وتأتي الرياح بسمومها علينا، إضافة إلى مواد كيميائية أخرى أضرت بالأرض الزراعية والمياه الجوفية ولدي ابن وبنت يعقوب وعمره الآن 11 عاماً أصيب بالمرض حين كان عمره خمسة أشهر.. فيما ابنتي أصيبت بالمرض وعمرها ثمانية أشهر هي الآن في الثامنة من عمرها.. تخيلوا المرارة التي أعيشها فخلال أسبوع واحد وجدت نفسي أبحث عن متبرعين لها بالدم لثلاث مرات متتالية.. بينما هناك علاجات أخرى مثل الإبر والحبوب والتي تعطى لها ولأخيها يومياً وكأني أصارع القدر خاصة أني لا أمتلك من المال ما يجعلني قادراً على مواجهة متطلبات هذا الألم والمعاناة التي يعيشها أبنائي بينما المسئولون على ذلك خارج إطار المساءلة مع غياب للجهات المعنية لاستئصال السبب من المنطقة وهو واضح للمشاهد.
كذبة طبيب جاهل
حمود عبده علي قال: عندما يرمون بفشلهم في معرفة أسباب المرض إلى الزواج من أقارب تصبح نكتة، أنا غير متزوج من أقارب عندي نذير وعمره 17 عاماً أصيب بالمرض وعمره أربع سنوات.. بينما أخته مياسة وعمرها 6 سنوات أصيبت في عامها الأول وبداية المرض تلاحظها بالشكوى من أوجاع في الأطراف ومن ثم تصبح حمى ..تستمر طوال أسبوع ذهبت بهم إلى الأطباء كل مالديهم مهدئات الحال المعيشي هو الذي يجعلني عاجزاً عن البحث للوسائل العلاجية الممكنة ومواقعها في المدن الأخرى مع تكراري، أن الحديث عن أسباب المرض مغالطة غير صحيحة فهذه قريتي الجرف هناك الكثير من الناس غير متزوجين من أقارب ولديهم أعداد من أطفالهم مصابون بالمرض كم نتمنى البحث الحقيقي عن الأسباب الفعلية لانتشار هذا الداء والعمل بروح وضمير الواجب الوطني على استئصاله من المنطقة كونه معروفاً للجميع.
واجبنا يتعدى الجانب التعليمي
مدرسة النصر التي يلتقي بها أولئك الطلاب المرضى...أردنا إشراك إدارتها بهذا الاستطلاع لنتعرف عن دور المدرسة في مساعدة المرضى من الطلاب فكان لنا لقاء مع الأستاذ عبده غالب سعيد مدير مدرسة النصر حيث قال: شكراً لصحيفة الجمهورية هذا الحس الوطني والإنساني الذي تترجمه من خلال نزولها إلى مناطق المعاناة.. حقيقة نحن بهذه المدرسة التي بدأ العمل فيها عام 1975 م كمدرسة ابتدائية بنفقات حكومية جاء أمر بناء مرحلتها الإعدادية عام 1989م بدعم من الإخوة في شركة محمد عبدالله الشيباني وأهالي المنطقة استكمل مرحلتها الثانوية عام 1999م على نفقة البنك الدولي وهي مجمع لطلاب يأتون من 15 قرية منها في الرمادة وجبل حبيش ..فيها عدد طلابها 896 طالبا وطالبة وهذه المقدمة عن الجانب التعليمي يمثل رسالة بالنسبة لنا للجهات ذات العلاقة بينما الموضوع الذي أشرتم إليه وهو وضع الطلاب المرضى بتكسرات في الدم ودور المدرسة معهم فنحن هنا وجدنا أنفسنا أمام حالة استثنائية نقلنا من محدودية رسالتنا التعليمية إلى واجب إنساني إضافي نشعر بالفخر بالكادر التربوي بالمدرسة وما يقدمه في سبيل أولئك الطلاب المرضى...الذين ينتمون إلى عدد من القرى والذين تتزايد نسبتهم بشكل مستمر مع غياب من الجهات المعنية بالجوانب الطبية والبيئية التي يستوجب منها النزول إلى المنطقة وكشف مسببات انتشار هذا المرض عبر وسائل البحث العلمي وليس السطحي والتخمين ففي المدرسة هناك طلاب يسقطون وبعضهم يدخلون بالغيبوبة أثناء الدراسة والذي جعلنا نستعد سلفاً لمثل هكذا حالة طارئة بتوفيرنا للأدوية الخاصة بالإسعافات الأولية ومن ثم يتم الاتصال بولي أمر الطالب لنقله إلى المستشفى في المدينة هؤلاء الطلاب الذي يعانون تكسرات بالدم لهم ظروفهم الاستثنائية التي يلزمنا التعامل معها بخصوصية فعندما يمرضون أثناء الامتحانات يجرى اختبارهم بعد شفائهم ..وما يجعلنا نحبهم ونعمل على مساعدتهم روحهم المثابرة التواقة إلى التعليم وهم يقطعون المسافات الطويلة من قراهم يومياً إلى المدرسة والعودة رغم معاناتهم الشديدة.
رسائل عاجلة
وقال مدير المدرسة أرجو أن تسمحوا لي بالتطرق إلى واقع المدرسة كونها بالذات خصوصية تفرضها ظروف أولئك الطلاب المرضى وهي دعوة أولاً إلى التربية والتعليم لتوفير تلك المستلزمات الخاصة بالمدرسة كراسي، طاولات؛ رحمة بأولئك الطلاب المرضى الذي يفترشون الفصول فتزيد الأرض برطوبتها وحتى حرارتها صيفاً ..معاناة أولئك المرضى من الطلاب وكذا متطلبات المختبرات المدرسية فيما رسالتي الثانية للجهات الطبية وبالتحديد المستشفيات ومكتب الصحة لتوفير كميات من العلاجات الخاصة بمرض التكسرات بالدم حتى تقوم المدرسة في مساعدة الطلاب وغيرهم من المرضى الفقراء نظراً لغياب المراكز الصحية بالمنطقة رسالتي الثالثة للجهات المعنية بخدمات المجتمع وتنمية الأجيال المدرسة تدعوا إلى تقديم وسائل الأنشطة الرياضية المختلفة بما يمكن طلاب المدرسة أصحاء ومرضى من تفعيل أنشطتهم ومهاراتهم بالجوانب الرياضية كون المنطقة محرومة من أي نشاط بهذا الجانب.
دور جمعية مرضى الدم
الدكتور خالد أمين النهاري رئيس الجمعية اليمنية لأصدقاء مرضى الدم بتعز...قال: فتح الجمعية الهدف منه تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والطبية و النفسية لمرضى الدم ونعمل على فتح فروع بمحافظات الجمهورية مع توفير المراكز والأجهزة الطبية المتخصصة كما سنعمل مع الجهات المختصة على منع انتشار المرض وبخاصة مرض فقر الدم المنجلي والمنتشر في اليمن بكثرة بالنسبة لخدماتنا المقدمة لمرضى الدم هي الرقود المجاني والفحوصات شبه مجانية في حالة نقل الدم يتم اخذ مبالغ رمزية فقط ..بينما هناك فحوصات عادية مجانية وهذا يتم بتغطية خدماته من تلك الرسوم الرمزية أيضاً التي يتم تحصيلها من علاج المرضى المترددين على المركز والجمعية من غير مرضى الدم لتغطية التكاليف والنفقات المطلوبة نسعى الآن إلى البحث عن أسباب المرض الفعلي والحد من انتشاره عبر وسيلة منع الزواج للحاملين للمرض والذي سيأتي من خلال إجراء الفحوصات الأولية الكاشفة لحاملي مرض فقر الدم المنجلي وتعز حقيقة ينتشر هذا المرض فيها بشكل كبير أما عن أسبابه فهي العامل الوراثي الذي قد يأتي من الأبوين فيصاب ربع الأبناء فيه هناك أيضاً أمرض الدم المكتسبة وهي قليلة فالأمراض المكتسبة لمرض الدم تكون نقص الصفائح الأساسية وهذا يكون مجهول السبب وتعني الصفائح التي تمنع سيلان الدم والتي تقوم في بناء الجلطة الدموية مكان الجرح أو مكان تمزق الوعاء الدموي فالبعض من هؤلاء يعالج والبعض منهم يستمر في علاج دائم كما هو سرطان الدم مكتسب غير معروف يصيب ضغط الدم بشكل عشوائي وبكثرة كريات الدم البيضاء مما يؤدي إلى نقص كريات الدم الحمراء والصفائح وينتج عنه نزيف والذي يموت المريض فيه ومرض التكسرات بالدم هو بسبب الأبوين حتى وإن لم يكونوا أقارب وهناك مسببات أخرى مثل إحراق المواد البلاستيكية والكيماويات التي تؤثر على المجتمع والبيئة دون استثناء ويمكن أن تجد طفلا يصاب به في عامه الأول، آخر بعد عامه العاشر وهذا يعتمد على مقاومة الجسم عند الفرد و يعتبر مرض المنجلي هو أخطر أمراض الدم والذي يعتبر مرض ميئوس منه الأمر الذي أريد أضيفه هنا أن صندوق المعاقين بتعز يدعم مرضانا بشكل كبير جداً كما أنه يرسل التقارير الطبية لمرضى الدم إلى الصندوق بصنعاء لاعتماد علاجاتهم والتي يوفرها كل ستة أشهر مع العلم أن المصاب بتكسرات الدم قد يتعرض للإعاقة في أي وقت إذا ما تعرض لتكسرات في الدماغ أو العظام وخاصة في الفخد أو رمانة الفخد وهذه الرمانة معرضة للتكسرات بشكل كبير.
أينما يكن واجبنا نكن
الأخ مختار الشرعبي مدير فرع صندوق المعاقين بتعز من جانبه قال: حينما يدعوك واجبك فأنت ملزم في العمل به أي إننا نعمل ما يمليه علينا واجبنا الوظيفي وكذا الإنساني قد تقيدنا إمكانياتنا وظروفنا بالعامل المركزي إنما كل ذلك لا يمنعنا من القيام بما يمليه علينا ضميرنا أيضاً والباقي على الله دائماً ..بالنسبة للإخوة مرضى الدم يمكن لي تحديد دورنا معهم بالنقاط التالية:
1 حالات فقر الدم المنجلي لا تعتبر إعاقة وإنما هي مرض ولكن الصندوق يقوم بالتدخل المبكر حتى لا تصبح هذه الحالات إعاقة والصندوق يقوم بصرف الأدوية المقررة فقط.
2 الحالات التي تعاني فقر الدم المنجلي ولديها إعاقات تحصل على كافة خدمات الصندوق.
3 إذا كانت الحالة فقر الدم المنجلي فقط وتم قبولها كتدخل مبكر ثم بعد فترة أصبحت إعاقة فتعتبر إعاقة دائمة وتحصل على كافة الخدمات.
4 المرضى بفقر الدم المنجلي يتم فتح ملف لهم من خلال جمعية أصدقاء مرضى الدم على أن يتضمن التشخيص وقرار نسبة العجز من مستشفى الثورة بتعز مع تضمينه باستمارات الأدوية من قبل الجمعية ويتم اعتماده من الصندوق.
رسالة من المحرر
كصحفيين ربما لا نمتلك من وسائل التكريم لجميل الأعمال التي نتلمسها في نزولنا إلى مرافقنا العامة غير الكلمات تلك أقل ما تستحقه مدرسة النصر بالربيعي إدارة ومدرسين والذين لفت نظرنا سلوكياتهم التربوية والإنسانية وهم يتعاملون مع أولئك الطلاب الكثر من مرضى تكسرات الدم كتربويين في واجباتهم وآباء في معاملاتهم من خلال الاستيفاء الكامل في شرح الدرس وعدم إظهار واقع الغضب والنفور ممن لم يستوعب سريعاً تجنبا كما يقولون من إحداث حالة توتر أو تأثير لدى أولئك الطلاب المرضى فينتج حالة من الإغماء أو الغيبوبة لديهم بالفصول كما هي روحهم المبادرة في استجلاب الدواء والقيام بالإسعافات الأولية للحالات التي تتعرض لظرف طارئ بالمدرسة واعتقدنا أنها تمثيلية أمامنا فكان للآباء والطلاب شهادة شكر وثناء لهم ...نعم إنهم يستحقون قول الشاعر...
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.