- على جميع الأحزاب تغيير سياستها والكف عن المناكفات - الحكومة مسؤوليتها تنفيذ المبادرة وتلبية احتياجات الشعب لا تعاطف مع الأقرباء أو المحسوبين والقانون فوق الجميع - الوطن أمام مفترق طرق ولا نريد الانحرافات أمام المتاهات - باسندوة: حكومة الوفاق ستقف بكل قوتها خلف رئيس الجمهورية رأس الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - أمس بالقصر الجمهوري بصنعاء اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء، بحضور رئيس المجلس الأخ محمد سالم باسندوة. وفي مستهل الاجتماع، أعرب الأخ الرئيس عن سعادته بلقاء حكومة الوفاق الوطني، وقال:” تقريباً هذه هي المرة الرابعة ألتقيكم منذ تشكيل الحكومة، وقد دعوتكم اليوم لهذا الاجتماع الاستثنائي لأطلعكم على الوضع السياسي والأمني في البلد خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي بصورة مشهودة وتاريخية، واليوم أمام الحكومة مهام جديدة متمثلة بالمرحلة الثانية من ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بكل إيمان وإصرار على المضي وتجاوز كل التحديات الماثلة”. وأضاف الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي: أمامنا هدف كبير وهو الوصول مع كل القوى السياسية والاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع اليمني إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخروج برؤية وطنية شاملة يتم وضع خطة عمل على ضوئها لكل الإجراءات، من التعديلات الدستورية وكل ما يرسم مستقبل اليمن الجديد المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد، وذلك ما يتطلب من الحكومة العمل في هذا الاتجاه، وأمامها مهام العمل المؤسسي الذي يخدم حاجيات الناس ومتطلباتهم وتلبية تطلعاتهم.. وأكد الأخ الرئيس أن إنجازاً كبيراً قد تم على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014, وقال: “أعتقد أن ذلك قد مثل شوطاً كبيراً ومهماً وتجاوزنا بذلك الكثير من التحديات”. منوهاً إلى أن بعض القضايا من مهام المرحلة الأولى لاتزال عالقة وخصوصاً ما يتصل بالجانب الأمني وعلى لجنة الشؤون العسكرية تحقيق الأمن والاستقرار، والعمل الجاد لتنفيذ بنود المبادرة، وعلى القوى السياسية والاجتماعية بمختلف اتجاهاتها التعاون الكامل من أجل إنجاح مهام اللجنة.. وتطرق الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى موضوع الحكومة التي قال بأنها تمثل ائتلافاً وطنياً أو حتى حكومة إنقاذ وطني ناتجة من الوفاق الذي كان أساس التسوية السياسية التاريخية في اليمن وليس لها أية علاقة بالحزبية أو العمل الحزبي بأي شكل من الأشكال وعليها مسؤولية وطنية وإقليمية ودولية تتمثل فقط في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014، والعمل على تلبية متطلبات الشعب وحاجياته الأساسية والتموينية.. وقال: عملياً يفترض أن تغير جميع الأحزاب سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني وإقليمي ودولي، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الأحزاب للمماحكات السياسية أو محاولة إفشال مهام الحكومة.. وأعرب الأخ الرئيس عن ثقته أن الحكومة تحظى بدعم غير مسبق من أجل تنفيذ مهامها الوطنية التي تخدم جماهير الشعب اليمني.. منوهاً إلى أننا أمام مفترق طرق، ولا نريد الانحراف أمام المخاطر والمتاهات والانقسامات وعلى الجميع مسؤولية وطنية كبيرة للوصول باليمن إلى الطريق المأمون.. وطالب الأخ رئيس الجمهورية من الجميع العمل بروح وطنية وصادقة، وبروح الفريق الواحد وعدم الانشداد إلى الماضي، وقال:”المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تجعلكم جميعاً مسؤولين عن تنفيذها دون الالتفات إلى الانتماء الحزبي؛ لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لأي توجيهات تأتي من خارج الحكومة أياً كان مصدرها”. وأضاف الأخ الرئيس: “هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة إلى المربع الأول، وعلينا أن نكبر أمام اليمن وأمام العالم؛ لأننا أثبتنا أننا شعب الحكمة، واستطعنا أن نخرج سلمياً إلى رحاب السلام والوئام والتسامح وإنقاذ شعبنا من الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة والكف عن استمرارية قطع الكهرباء والاعتداء عليها وأنابيب النفط والبنى التحتية، ونمضي في الطريق السلمي الذي اخترناه في إطار التسوية السياسية التأريخية في اليمن” . وخاطب الأخ الرئيس الجميع قائلاً:”عليكم الابتعاد عما يسيء إلى مهامكم وواجباتكم، وعدم التسرع باتخاذ القرار أو السعي للمصلحة الشخصية أو التعاطف مع هذا أو ذاك من الأقارب أو المحسوبين، فالنظام والقانون فوق الجميع”. واستطرد قائلاً:”على الوزير أن يكون مثالاً في عدم تفضيل هذا على ذاك ولابد أن يشعر الجميع بأنه عادل وصادق، ويمثل الأب والأخ للجميع؛ لأن الوزير هو في خدمة الناس وخلق الأوضاع الملائمة للعمل والإنتاج بصورة أفضل ونحن ننظر إلى اليمن الكبير الموحد وننطلق من أجل الأمن والاستقرار ووحدة اليمن”.. ونبه الأخ الرئيس إلى أن أي أحد من حكومة الوفاق الوطني ليس مفروضاً مهما كان ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك أبداً، ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد وإخراجها من المتاعب والصعاب، وقد نلنا ثقة الشعب من أجل ذلك. وتحدث في الاجتماع رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة بكلمة عبّر في مستهلها باسمه ونيابة عن أعضاء حكومة الوفاق الوطني عن شكره وتقديره للأخ رئيس الجمهورية لتشريفه للحكومة خلال هذه الفترة القصيرة بترؤسه لأربعة اجتماعات لإعطاء توجيهاته فيما يتعلق بمستجدات الأوضاع والسبل الكفيلة بتجاوزها لإخراج البلد من الوضع الراهن.. مؤكداً أن الأخ رئيس الجمهورية أصبح مرجعية لكل اليمنيين وقائداً لكل اليمن. وقال:”لقد منحك الشعب الثقة كما لم يمنح أحداً من قبل، وكان خروج الناس بهذا الزخم الكثيف للاقتراع في الانتخابات الرئاسية دليلاً على حب الناس والآمال التي يعقدونها عليكم، ورجائها في إخراج اليمن من أزماتها”. وأكد الأخ رئيس الوزراء أن الجميع يضع كل ثقته بالقيادة الحكيمة للأخ رئيس الجمهورية.. مشيراً إلى أنه يمد الحكومة بطاقة من التشجيع والتوجيه السديد لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والتنمية والازدهار. وأعرب باسندوة عن سعادة حكومة الوفاق الوطني لهذا الاجتماع برئاسة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية الذي أقسمت أمامه اليمين الدستورية على مراعاة مصالح الشعب والوطن والعمل على كل ما فيه خيره وتقدمه ورخائه.. وقال:”نحن نعتبرك يا فخامة الرئيس أباً لليمنيين وقائداً للوطن وزعيماً للبلد، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويوفقك، وستجدنا دوماً عوناً لك ونتطلع إلى ترؤسك لاجتماعاتنا بين فترة وأخرى، فأنت محل احترام وتقدير كافة أعضاء الحكومة وتحظى بحبنا واحترامنا جميعاً”.. ولفت الأخ رئيس مجلس الوزراء إلى أن حكومة الوفاق الوطني ستقف بكل قوتها خلف رئيس الجمهورية الذي لم نلمس منه إلى الآن إلا كل التشجيع والمساندة، والتي نأمل أن تستمر رعايتك وتوجيهاتك ودعمك للحكومة وبما يساعدها على تنفيذ الأهداف المناطة بها. وأضاف:” وإذا رأيت في أي منا أي اعوجاج فعليك توجيهنا حتى نقومه، فمصير الوطن يعتمد عليك وقد تحملت المسؤولية في ظرف دقيق، والوطن يعقد آمالاً كبيرة في حكمتك ومقدرتك على الخروج بالبلاد من الأوضاع الراهنة”.