حذر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من العودة باليمن إلى مربع الأزمة الأول ،مشيرا إلى أن مهام حكومة الوفاق محددة وليس لها أي علاقة بالحزبية وان أي توجيهات من خارجها مرفوضة، متحدثا انه "كان من المفترض أن تغير جميع الأحزاب اليمنية سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني واقليمي ودولي، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف المماحكات السياسية او محاولة إفشال مهام الحكومة". هادي الذي ترأس يوم السبت بصنعاء، اجتماعاً استثنائياً لحكومة الوفاق هو الرابع برئاسته منذ تشكيلها بمقتضى مخرجات المبادرة الخليجية والية تنفيذها ، شدد على أن الحكومة ، حكومة وفاق لا حكومة أحزاب، وأنها مطالبة بتجاوز المحاصصات الحزبية، مضيفا بالقول "اننا أمام مفترق طرق ولا نريد الانحراف امام المخاطر والمتاهات والانقسامات وعلى الجميع مسئولية وطنية كبيرة للوصول باليمن الى الطريق المأمون". وجاء الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس هادي بعد موجة من الإرباك في ما يخص عمل الحكومة بين أطرافها مؤخرا ، مع معوقات من تسخين قوى الصراع السياسي تهدد مسار استحقاقات المرحلة الثانية من التسوية. وفي كلمته خلال الاجتماع ، أشار هادي إلى أن دعوته للحكومة اليوم لهذا الاجتماع الاستثنائي لأطلعهم على الوضع السياسي والأمني في البلد خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي بصورة مشهودة وتاريخية، مشيرا إلى أن اليوم أمام الحكومة مهام جديدة متمثلة بالمرحلة الثانية من ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بكل إيمان وإصرار على المضي وتجاوز كل التحديات الماثلة. وأضاف الرئيس عبد ربه منصور هادي: أمامنا هدف كبير وهو الوصول مع كل القوى السياسية والإجتماعية ومختلف شرائح المجتمع اليمني، إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخرج برؤية وطنية شاملة يتم وضع خطة عمل على ضوئها لكل الإجراءات، من التعديلات الدستورية وكل ما يرسم مستقبل اليمن الجديد المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد وذلك ما يتطلب من الحكومة العمل في هذا الاتجاه، وأمامها مهام العمل المؤسسي الذي يخدم حاجيات الناس ومتطلباتهم وتلبية تطلعاتهم. وأكد الرئيس هادي أن انجازا كبيرا قدم تم على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014 ,وقال" اعتقد أن ذلك قد مثل شوطا كبيرا ومهما وتجاوزنا بذلك الكثير من التحديات". منوها الى أن بعض القضايا من مهام المرحلة الأولى ما تزال عالقة ،وخصوصا ما يتصل بالجانب الأمني وعلى لجنة الشئون العسكرية تحقيق الأمن والاستقرار، والعمل الجاد لتنفيذ بنود المبادرة، وعلى القوى السياسية والاجتماعية بمختلف اتجاهاتها التعاون الكامل من اجل إنجاح مهام اللجنة. وتطرق الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى موضوع الحكومة التي قال بأنها تمثل ائتلافا وطنيا أو حتى حكومة إنقاذ وطني ناتجة من الوفاق الذي كان أساس التسوية السياسية التاريخية في اليمن وليس لها أي علاقة بالحزبية أو العمل الحزبي بأي شكل من الأشكال وعليها مسئولية وطنية وإقليمية ودولية تتمثل فقط في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 ،والعمل على تلبية متطلبات الشعب وحاجياته الأساسية والتموينية . وقال " عمليا يفترض أن تغير جميع الاحزاب سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني واقليمي ودولي، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الاحزاب للمماحكات السياسية او محاولة افشال مهام الحكومة". وأعرب الرئيس هادي عن ثقته ان الحكومة تحضى بدعم غير مسبق من اجل تنفيذ مهامها الوطنية التي تخدم جماهير الشعب اليمني .. منوهاً الى اننا امام مفترق طرق ولا نريد الانحراف امام المخاطر والمتاهات والانقسامات وعلى الجميع مسئولية وطنية كبيرة للوصول باليمن الى الطريق المأمون. وطالب رئيس الجمهورية من الجميع العمل بروح وطنية وصادقة ،بروح الفريق الواحد وعدم الانشداد الى الماضي، وقال" المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تجعلكم جميعا مسئولين عن تنفيذها دون الإلتفات الى الانتماء الحزبي لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لاي توجيهات تأتي من خارج الحكومة ايا كان مصدرها". وأضاف: هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة الى المربع الأول، وعلينا أن نكبر أمام اليمن وأمام العالم لأننا أثبتنا أننا شعب الحكمة واستطعنا أن نخرج سلمياً الى رحاب السلام والوئام والتسامح وانقاذ شعبنا من الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة والكف عن إستمرارية قطع الكهرباء والإعتداء عليها وأنابيب النفط والبنى التحتية، ونمضي في الطريق السلمي الذي اخترناه في إطار التسوية السياسية التأريخية في اليمن. وخاطب الرئيس هادي الجميع قائلاً" عليكم الإبتعاد عن ما يسيء الى مهامكم وواجباتكم، وعدم التسرع بإتخاذ القرار او السعي للمصلحة الشخصية او التعاطف مع هذا او ذاك من الأقارب او المحسوبين، فالنظام والقانون فوق الجميع". واستطرد قائلاً" على الوزير أن يكون مثالاً في عدم تفضيل هذا على ذاك ولا بد أن يشعر الجميع بأنه عادلاً وصادقاً، ويمثل الأب والأخ للجميع لأن الوزير هو في خدمة الناس وخلق الأوضاع الملائمة للعمل والإنتاج بصورة أفضل ونحن ننظر الى اليمن الكبير الموحد وننطلق من أجل الأمن والإستقرار ووحدة اليمن". ونبه الرئيس هادي الى أن أي احد من حكومة الوفاق الوطني ليس مفروضاً مهما كان ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك ابدا ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد واخراجها من المتاعب والصعاب، وقد نلنا ثقة الشعب من اجل ذلك.