قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن حكومة الوفاق «تمثل ائتلافاً وطنياً تقوم على أساس التسوية السياسية في اليمن وليس لها علاقة بالحزبية»، محذراً من محاولة إفشال مهامها. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد دعا هادي خلال ترؤسه اليوم السبت في القصر الجمهوري بصنعاء، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء والأحزاب السياسية إلى تغيير سياستها، وأن تتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الأحزاب للمماحكات السياسية أو محاولة إفشال مهام الحكومة.
يأتي هذا بعد أسبوع ساخن طفت فيه خلافات بين الرئيس هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث طلب الأخير من وزراء حزبه يوم اجتماع الحكومة الاسبوعي الثلاثاء الماضي عدم الحضور، قبل أن يتدخل الرئيس الحالي ويطلب منهم العودة إلى الاجتماع.
وأعرب هادي عن ثقته بالحكومة، قائلاً إنها تحظى بدعم غير مسبوق من اجل تنفيذ مهامها الوطنية التي تخدم اليمنيين. واعتبر أن اليمن تعيش في اللحظات الراهنة أمام مفترق طرق، مضيفاً: «لا نريد الانحراف أمام المخاطر والمتاهات والانقسامات وعلى الجميع مسئولية وطنية كبيرة للوصول باليمن الى الطريق المأمون». وقال الرئيس هادي «دعوتكم اليوم لهذا الاجتماع الاستثنائي لأطلعكم على الوضع السياسي والأمني في البلد خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي بصورة مشهودة وتاريخية، واليوم أمام الحكومة مهام جديدة متمثلة بالمرحلة الثانية من ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بكل إيمان وإصرار على المضي وتجاوز كل التحديات الماثلة». وأشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو الهدف الكبير الذي يجب على كل القوى السياسية وكافة اليمنيين الوصول إليه. وأردف: «سنناقش كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخرج برؤية وطنية شاملة يتم وضع خطة عمل على ضوئها لكل الإجراءات، من التعديلات الدستورية وكل ما يرسم مستقبل اليمن الجديد المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد وذلك ما يتطلب من الحكومة العمل في هذا الاتجاه، وأمامها مهام العمل المؤسسي الذي يخدم حاجيات الناس ومتطلباتهم وتلبية تطلعاتهم». ونوه إلى أن بعض القضايا من مهام المرحلة الأولى ما تزال عالقة، وخصوصاً ما يتصل بالجانب الأمني، داعياً لجنة الشؤون العسكرية إلى العمل لتحقيق الأمن والاستقرار. وطالب هادي من الجميع «العمل بروح وطنية وصادقة، بروح الفريق الواحد وعدم الانشداد إلى الماضي»، وقال «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تجعلكم جميعا مسئولين عن تنفيذها دون الالتفات إلى الانتماء الحزبي لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لأي توجيهات تأتي من خارج الحكومة أياً كان مصدرها». وأضاف الرئيس، بحسب وكالة (سبأ): «هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة إلى المربع الأول، وعلينا أن نكبر أمام اليمن وأمام العالم لأننا أثبتنا أننا شعب الحكمة واستطعنا أن نخرج سلمياً إلى رحاب السلام والوئام والتسامح وإنقاذ شعبنا من الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة والكف عن استمرارية قطع الكهرباء والاعتداء عليها وأنابيب النفط والبنى التحتية، ونمضي في الطريق السلمي الذي اخترناه في إطار التسوية السياسية التاريخية في اليمن». وخاطب الوزراء «عليكم الابتعاد عن ما يسيء الى مهامكم وواجباتكم، وعدم التسرع بإتخاذ القرار او السعي للمصلحة الشخصية أو التعاطف مع هذا او ذاك من الأقارب او المحسوبين، فالنظام والقانون فوق الجميع». واستطرد الرئيس هادي في حديثه «على الوزير أن يكون مثالاً في عدم تفضيل هذا على ذاك ولا بد أن يشعر الجميع بأنه عادلاً وصادقاً، ويمثل الأب والأخ للجميع لأن الوزير هو في خدمة الناس وخلق الأوضاع الملائمة للعمل والإنتاج بصورة أفضل ونحن ننظر الى اليمن الكبير الموحد وننطلق من أجل الأمن والإستقرار ووحدة اليمن». ونبه الى أن أي احد من حكومة الوفاق الوطني ليس مفروضاً مهما كان ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك ابدا ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد وإخراجها من المتاعب والصعاب، وقد نلنا ثقة الشعب من اجل ذلك. حسب تعبيره.