أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الحكومة اليمنية تحضى بدعم غير مسبوق من أجل تنفيذ مهامها الوطنية التي تخدم المواطن اليمني. وقال أن الحكومة تمثل إئتلافا وطنيا أو حكومة إنقاذ وطني ناتجة من الوفاق الذي كان أساس التسوية السياسية التاريخية في اليمن وليس لها أي علاقة بالحزبية أو العمل الحزبي بأي شكل من الأشكال، وأوضح أن عليها مسئولية وطنية وإقليمية ودولية تتمثل فقط في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014، والعمل على تلبية متطلبات الشعب وحاجياته الأساسية والتموينية. ورأس هادي اليوم بالقصر الجمهوري بصنعاء، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء بحضور رئيس المجلس محمد سالم باسندوة. واعتبر مراقبون أن الاجتماع يأتي كرد عملي على توجيهات الرئيس السابق علي عبدالله صالح لوزراء المؤتمر في الحكومة بالتغيب عن اجتماع الحكومة الثلاثاء الماضي وطلبه من هادي حبس رئيس الحكومة والاحتفال الذي أقيم أمس بعيد ميلاد صالح. وقال هادي: "هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة إلى المربع الأول، وعلينا أن نكبر أمام اليمن وأمام العالم لأننا أثبتنا أننا شعب الحكمة واستطعنا أن نخرج سلمياً الى رحاب السلام والوئام والتسامح وإنقاذ شعبنا من الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة والكف عن إستمرارية قطع الكهرباء والإعتداء عليها وأنابيب النفط والبنى التحتية، ونمضي في الطريق السلمي الذي اخترناه في إطار التسوية السياسية التأريخية في اليمن". وخاطب هادي أعضاء الحكومة قائلاً: "عليكم الابتعاد عن ما يسيء إلى مهامكم وواجباتكم، وعدم التسرع باتخاذ القرار أو السعي للمصلحة الشخصية أو التعاطف مع هذا أو ذاك من الأقارب أو المحسوبين، فالنظام والقانون فوق الجميع". وأضاف: "إننا أمام مفترق طرق ولا نريد الانحراف أمام المخاطر والمتاهات والانقسامات وعلى الجميع مسئولية وطنية كبيرة للوصول باليمن إلى الطريق المأمون. وطالب هادي من أعضاء الحكومة العمل بروح وطنية وصادقة وبروح الفريق الواحد وعدم الانشداد إلى الماضي، وقال "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تجعلكم جميعا مسئولين عن تنفيذها دون الالتفات إلى الانتماء الحزبي لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لأي توجيهات تأتي من خارج الحكومة أيا كان مصدرها". واستطرد قائلاً" على الوزير أن يكون مثالاً في عدم تفضيل هذا على ذاك ولا بد أن يشعر الجميع بأنه عادلاً وصادقاً، ويمثل الأب والأخ للجميع لأن الوزير هو في خدمة الناس وخلق الأوضاع الملائمة للعمل والإنتاج بصورة أفضل ونحن ننظر إلى اليمن الكبير الموحد وننطلق من أجل الأمن والاستقرار ووحدة اليمن". ونبه الرئيس هادي إلى أن أي أحد من حكومة الوفاق الوطني ليس مفروضاً مهما كان "ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك أبدا ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد وإخراجها من المتاعب والصعاب، وقد نلنا ثقة الشعب من أجل ذلك". وأضاف هادي: "أمامنا هدف كبير وهو الوصول مع كل القوى السياسية والاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع اليمني، إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخروج برؤية وطنية شاملة يتم وضع خطة عمل على ضوئها لكل الإجراءات، من التعديلات الدستورية وكل ما يرسم مستقبل اليمن الجديد المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد وذلك ما يتطلب من الحكومة العمل في هذا الاتجاه، وأمامها مهام العمل المؤسسي الذي يخدم حاجيات الناس ومتطلباتهم وتلبية تطلعاتهم". ونوه إلى أن بعض القضايا من مهام المرحلة الأولى ما تزال عالقة، وخصوصا ما يتصل بالجانب الأمني وعلى لجنة الشئون العسكرية تحقيق الأمن والاستقرار، والعمل الجاد لتنفيذ بنود المبادرة، وعلى القوى السياسية والاجتماعية بمختلف اتجاهاتها التعاون الكامل من أجل إنجاح مهام اللجنة. وأضاف: "عمليا يفترض أن تغير جميع الاحزاب سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني وإقليمي ودولي، والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الاحزاب للمماحكات السياسية أو محاولة إفشال مهام الحكومة".