لاخلاف ولا اختلاف على استحقاق الطاهش الحوباني لنقاط ديربي الحالمة الأسبوع الفائت، فقد سجل هدفين في مرمى جاره العميد مقابل هدف.. إنما تحفظاتنا التي أعلناها في الملعب كانت بوجوه من صدرت منهم سلوكيات غير لائقة، شوهت سجلهم الكروي، وتكسرت وتهشمت المكانة التي تصدروها في مسيرتهم الفنية كقادة أنموذجيين، وكباتنة في التدريب، وقدوة للاعبين الذين كانوا يرونهم أعلاماً جديرين بالتقدير.. ثم أصابتهم الدهشة، وأخرستهم الصدمة بإنهيار مجموعة القيم الرائعة التي كانوا يرسمونها لمدربين أخفقوا في الإنضباط، وتفلتت منهم الحكمة، وزلت ألسنتهم، وتحولوا في (الديربي) إلى متطرفين، يجيدون (طقطقة ولعلعة اللسان) وقد كانوا ممن خدعونا بظاهر(نبلهم وكرمهم) إلى أن غضب جمهور أهلي تعز على حكام الديربي واحتجوا بالأحجار وأكياس المياه.. فكانت تلك اللحظة إيذاناً بسقوط الذين اعتبرناهم من (النجوم النبلاء)!! حكاية الشغب في الديربي لاتوجد في الأهلاوية بغضاء ولاترصد، ولايوجد فيه من اللاعبين أو الجهازين الإداري والفني من احتج ضد الطلعاوية، أو أساء إلى أحد منهم خلال مباراة الديربي، كما أن شعارات المؤازرة والتشجيع خلت من الدلالات والألفاظ المؤججة للمشاعر السلبية، أو الخارجة عن الروح الرياضية التنافسية، مما أسهم في خوض الفريقين الحصة الأولى من الديربي بندية وتنافس وتركيز على تنفيذ المهام، واجتناب الاحتكاك العنيف والتدخلات الخطيرة، فكانت الأجواء رياضية والإثارة أيضاً حاضرة فانتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بينهما.. وهذا يشير إلى أن أسباب التوتر لم تكن موجودة مع أو من لاعبي الفريقين بل جلبتها في الشوط الثاني غفلة حكم الساحة عن الحزم واتخاذ القرارات الصائبة، إضافة إلى «توهان» الحكم المساعد الذي انصب غضب الجماهير الأهلاوية عليه لتغاضيه عن التدخل العنيف من الطلعاوي البديل زكريا مهيوب علي الأهلاوي علي ناصر بلكمة خلفية في الكوع تستوجب البطاقة الحمراء المباشرة«كما في الصورة المنشورة».. ولكنه احتسب للظهير الطلعاوي ضربة حرة بنفس الموضع من الجهة اليسرى لحارس الأهلي سجل منها الطليعة هدفه الثاني، وهو ما أشعل غضب الجماهير.. وليس الحذيفي الذي ظل في مقصورة الإعلاميين حتى نهاية المباراة الماراثونية زمنياً وتحدث مع مراقب المباراة حول بذاءات أحد المدربين.. ولم تكن ستتجه المباراة نحو مربع الاحتجاج والشغب لولا أن الطاقم التحكيمي «طسيس» وسحب بأخطائه زمام المباراة من مربع التنافس والحماس الإيجابي، والندية المعهودة في الديربيات، إلى مربع انفلات الأعصاب، والخروج عن الروح الرياضية التي سادت في الشوط الأول، ثم أماتتها في الشوط الثاني رايات وصافرات الطاقم التحكيمي غير الموفق وغير المتهيئ بدنياً وفنياً ونفسياً لإدارة ديربي يمتاز بالحماس والجماهيرية، وحساسية أحداثه على المستطيل الأخضر. لهذا من المعيب القول: إن الديربي قد أضر بالأهلي وأفاد الطليعة.. لأن كلا الفريقين سفيران للرياضة الحالمية.. والفائز جدير بالنقاط والاحترام والتقدير، والخاسر يستفيد من تعثره ويفكر في الاستحقاقات القادمة والصواب أن لايدفع ماجرى في الديربي إلى القطيعة والتربص بين الناديين، لاعبين وإداريين وجماهير.. فكرة القدم لها طقوسها وتقاليدها المعتمدة على التنافس في الملعب، واستخدام كل التكتيكات من المدربين خلال المباريات في المستطيل الأخضر وأن لا يلجأوا إلى الاستعانة بوسائل غير شرعية خارج ميدان التنافس ومادام ذهاب الدوري قد انتهى فإن الانشغال برحلة الإياب سيجلب الفائدة للفريقين. فريضة اللحمة الجماهيرية ما نأمله في الصحافة الرياضية أن تستمر جماهير الأهلي والطليعة في مناصرة الفريقين وتنسق جميع روابط أندية الحالمة الجماهيرية لتشكل لوحة رائعة من التشجيع لأي من أندية تعز وأعني الأهلي والطليعة في دوري المحترفين والصقر والرشيد في دوري الثانية للعودة مبكراً إلى موقعهما الطبيعي. ونحث الجماهير الأهلاوية والطلعاوية على الابتعاد عن الفرق والاختلاف وأن يدركوا جيداً أن العميد والطاهش يحتاجان إلى المؤازرة ولابد أن تنصرف جهود أنصار ومحبي الناديين إلى التفكير في ابتداع وابتكار وسائل وآليات وشعارات جديدة تحفز لاعبي الفريقين لتقديم أفضل مستوى وتحقيق النتائج المطلوبة لتفادي الوقوع في حسابات الإرباك ولن يتمكن الفريقان من ذلك دونما مساندة ودعم معنوي من الجمهور منذ انطلاق رحلة الإياب وحتى إسدال الستار عن البطولة. فلا تلتفت الجماهير الكروية إلى إحباطات الديربي كي لا تتشكل بيئة خصبة لنمو الضغائن ووضع الكمائن وحتى لا ينتج عن آثار الديربي احتقان بين لاعبي الفريقين وجماهيرهما فذلك خروج عن الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الأهلاوية والطلعاوية وأن تعود اللحمة الجماهيرية وتلتئم الروابط لتشجيع فرق الحالمة بعيداً عن منغصات الغلو والتطرف والتعصب المقيت والمميت للرياضة والرياضيين والمتعة الكروية. نكتة جماهيرية في ديربي الحالمة تحاور مشجع طلعاوي مع نظيره الاهلاوي عن أداء فريقيهما. الطلعاوي : ما لفريقكم الأهلي يلعبوا اليوم مثل الغنم بلا راعي .. قدهم مسافيخ ومدوخين. الأهلاوي : ما فريقكم الطليعة يا سلام سلم.. كل لاعب مسفوخ أزيد من الثاني مثل الذبّان اللي ضربوا لهن فليت بف باف. وعقبت على ذلك بقوله تعالى (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه).. فلا داعي للنخيط فكلاهما يعانيان وعلى الجميع مساندتهما، والحال يكفي عن السؤال.