أكد دولة الأستاذ محمد سالم باسندوة، رئيس مجلس الوزراء أهمية الحوار الوطني الشامل لمختلف المكونات السياسية والاجتماعية والشبابية للسير في عملية التغيير الذي ينشده كل أبناء الوطن؛ وذلك لتجنيب اليمن مخاطر العنف أو الانزلاق إلى الحرب الأهلية. وقال في حفل تدشين التواصل والحوار مع الشباب بأنه لا يوجد عاقل يريد أن يفقد العشرات من اليمنيين كل يوم أو أن يراق الدم اليمني بسبب الخلافات السياسية. وأضاف: علينا أن نختلف من أجل رقي وازدهار البلد؛ لكن ليس من حق أي شخص مهما كان حجمه أن يصادر حرية الآخرين في قبول الحوار أو رفضه، مؤكداً على جميع أبناء المجتمع الابتعاد عن الحقد الأعمى الذي سيُوصل البلد إلى الهلاك وإلى أتون حرب أهلية - لا سمح الله - وأن يحرص الجميع على أمن واستقرار وسلامة هذا الوطن الذي يتسع للجميع؛ وذلك من خلال التحلّي بالتسامح، وأنه لا يمكن لأحد أن يقصي أحداً على الإطلاق، وأن نترك الماضي بكل سلبياته، وأن نعيش الحاضر وننظر إلى المستقبل الواعد بالخير والعطاء.. وخاطب رئيس الوزراء أبناءه الشباب في مختلف الساحات قائلاً: «علينا أن نذهب جميعاً إلى الحوار بقلوب صادقة؛ خاصة أن العالم اليوم ينظر إلى اليمن بفخر واعتزاز واعتبرها نموذجاً ناجحاً للتغيير السلمي، وأن يضع الجميع أيديهم في أيدي بعضهم البعض لبناء الدولة المدنية الحديثة التي هي مطلب جميع اليمنيين».. وتحدّث لأبنائه الشباب قائلاً: «أنتم شباب هذا الوطن الذين تتحلّون بالقوة والحماس، وعليكم نعوّل لبناء اليمن الجديد؛ لكن عليكم أيضاً الاستماع إلى نصيحة آبائكم».. وأقول لكم بأنه من أجل اليمن وشباب اليمن قمت أنا شخصياً بتقديم مشروع قانون الحصانة انطلاقاً من أن الوطن أمام خيارين؛ إما السير نحو التغيير السلمي لبناء الدولة المدنية الحديثة بطريقة سلسة وآمنة أو الانزلاق في أتون الصراعات والحرب الأهلية - لا سمح الله - لهذا تم القبول بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة للسير في عملية التغيير المنشود بعيداً عن الحقد والصراعات والدمار والدماء، وبإذن الله سنصل إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العام 2014م، وسيتنافس الجميع منافسة شريفة ونزيهة مهما واجهتنا من تحديات، وعلى الجميع أن يدرك أن افتعال العراقيل أمام هذا التغيير الذي خرج من أجله كل أبناء اليمن أمر مرفوض مرفوض مرفوض. من جانبها ألقت حورية مشهور، رئيسة لجنة التواصل الوزارية، وزيرة حقوق الإنسان مع الشباب كلمة أشارت فيها إلى أن انطلاق التواصل الفعلي مع الشباب بدأ منذ 12 ابريل الماضي بعد صدور أمر مجلس الوزراء رقم 31 لسنة 2012م، حيث استهلت اللجنة أعمالها بسلسلة من الإجراءات التنظيمية لإعداد خططها، وعقدت مجموعة من اللقاءات الاستشرافية مع ممثلين لمختلف المكونات الشبابية الذين كان تجاوبهم يفوق كل التوقُّعات؛ وذلك لقبول التواصل وتقديم المقترحات والرؤى لإدارة عملية التواصل البنّاء والمثمر. وقالت: إن رهانات البعض من أن الشباب سيرفضون الحوار قد سقطت، وأثبت الشباب في هذا المشهد الوطني شديد التعقيد أنهم الأكثر حرصاً ووعياً ونضجاً من أصحاب تلك المراهنات البائسة والدعوات اليائسة، حيث انحاز الشباب إلى الوطن، وأدركوا أن هناك الكثير من القضايا الشائكة والملفات العالقة التي لا يمكن معالجتها إلا من خلال الحوار؛ لا بالاختلاف أو الصراع؛ كما أدركوا أن الوقت قد حان لنبذ كل تلك الخلافات والاختلافات، وأن المسؤولية الوطنية تقتضي من كل الأطراف الوطنية الإسهام الفاعل في حل المشكلات وإزالة أسباب التوترات؛ لأن آلام الوطن قد تعاظمت ومشاكله تفاقمت. إلى ذلك ألقت الأخت عفراء علي الحبوري كلمة الشباب أكدت من خلالها أهمية معالجة العديد من المشكلات القائمة كتوحيد الجيش والأمن تحت قيادة واحدة، ومعالجة جرحى الثورة الشبابية السلمية من مدنيين وعسكريين، وتعويض أسر الشهداء التعويض العادل. هذا وقد شهد حفل تدشين التواصل مع الشباب إعاقة من البعض، حيث كانت الأصوات تتعالى خلال إلقاء الكلمات، كما صعد أحد الأشخاص إلى المنصّة ومنع عفراء الحبوري من إكمال كلمتها نيابة عن الشباب، وشهدت القاعة هرجاً ومرجاً ممّن يسعون إلى إفشال الحوار الوطني والذين دخلوا إلى قاعة الاحتفال بشكل عشوائي وغير منظم مما حمّل البعض الأمن المسؤولية عن تلك العشوائية التي حدثت. حضر حفل التدشين العديد من الوزراء وكذلك شايف عزي صغير وزير الدولة، عضو اللجنة الوزارية للتواصل مع الشباب والذي كانت قد تناقلت العديد من المواقع أنه استقال من عضويته في اللجنة؛ غير أن حضوره يؤكد كذب مثل هذه الأخبار، كما حضر كذلك العديد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى بلادنا.