تحول لقاء لجنة التواصل للحوار الوطني مع ممثلين عن الشباب بحضور رئيس الوزراء صباح اليوم الاحد بصنعاء إلى ساحة لمشادات كلامية واشتباكات بالأيدي بين مناهضين ومؤيدين للنظام السابق، الأمر الذي اضطر وزير حقوق الانسان المكلفة بالحوار مع الشباب إلى مغادرة القاعة.. وذكر شهود أن الفوضى سيطرت على الحفل التدشيني الذي أقامته اللجنة الوزارية للتواصل مع الشباب تحت شعار "كلنا نبني اليمن "، في قاعة المركز الثقافي بصنعاء، مشيرين إلى أن الفوضى وقعت بسبب حضور مجموعة من أنصار النظام السابق، أو ممن يوصفون ب"البلاطجة" الذين تهجموا على الناشطة في الثورة عفراء حريري، بالإضافة إلى منع مجاميع من الشباب القادمين من ساحة التغيير من الدخول.. وأثارت الحادثة انتقادات للحكومة ووزارة الداخلية لعدم قيامها بتهيئة الأجواء لإنجاح الحفل.. في حين تذهب اكثر المصادر إلى أنه الفوضى لإفشال اللقاء كانت معتمدة ومعدة مسبقاً، من قبل الموالين للنظام السابق.. وقال رئيس الوزراء في تعليقه على ما جرى: "لقد وجهت مدير امن العاصمة اليوم بعدم التعرض بسوء او المساس باي شخص معارض للحوار احتراما مني لحقهم في ذلك، فيمكن لنا ان نختلف ونتباين، ولكن على كل واحد ان يحترم راي الاخر، ويضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح". وأكد باسندوة في كلمته التي ألقاها على الحوار الوطني الشامل لمختلف المكونات السياسية والاجتماعية والشبابية للسير في عملية التغيير الذي ينشده كل أبناء الوطن وذلك لتجنيب اليمن مخاطر العنف والانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية . وقال "لا يوجد عاقل يريد أن يقتل العشرات من اليمنيين كل يوم، او ان يراق الدم اليمني بأيدي اليمنيين، وان اختيارنا طريق الحوار هو لتجنيب الوطن ما يحدث في بعض الاقطار الشقيقة". وأشار الى ان على الجميع ان يدرك ان الحوار سيسهم في الوصول الى التغيير الذي ننشده جميعا مهما اختلفنا من أجل رقي وازدهار الوطن.. وقال " ليس من حق أي شخص مهما كان أن يصادر حرية الآخرين في قبول الحوار أو رفضه".. مبينا عدم رفضه اطلاقا "لمعارضة اي احد للحوار فهذا من حقهم، وبالمقابل عليهم احترام حق الاخرين" ودعا جميع أبناء الوطن إلى نبذ الحقد والتحلي بالتسامح فالوطن ساحة للجميع ولا يمكن لأي احد ان يقصي الاخر على الاطلاق.. وقال" علينا أن نذهب جميعا إلى الحوار بقلوب صادقة، خاصة وأن العالم اليوم ينظر إلى اليمن بفخر واعتزاز، ويضرب المثل بالنموذج اليمني للتغيير والانتقال السلمي للسلطة".. موضحا ان عملية التغيير قطعت شوطا لابأس به دون دماء، والحوار الوطني يحظى بتأييد المجتمع الاقليمي والدولي. وأضاف" علينا ان نبتعد عن المزايدة، فهي سهلة لكنها لا يمكن ان تحقق ما ترفعه من شعارات مزايدة". ولفت باسندوة الى ان تقديمه لقانون الحصانة ينطلق من قناعته ان الوطن كان امام خيارين إما السير نحو التغيير السلمي لبناء الدولة المدنية أو الانزلاق في أتون الصراعات والحرب الأهلية، وهذا "ما دفعنا الى التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة للسير في عملية التغيير بعيدا عن الحقد والصراعات والدماء". وشدد على ضرورة ان يحرص الجميع على أمن واستقرار وسلامة هذا الوطن الذي يتسع للجميع وذلك من خلال التحلي بالتسامح، وترك الماضي والعيش في الحاضر والنظر في المستقبل الواعد بالخير والعطاء . وحث رئيس الوزراء الجميع على أن يضعوا أيديهم في ايدي بعضهم البعض لبناء الدولة الحديثة التي هي مطلب جميع اليمنيين .. وقال " انتم شباب هذا الوطن ومن حقكم ان تكونوا متحمسين ولكن عليكم أيضاً الاستماع لنصيحة آبائكم ومن هم اكبر منكم سنا واكثر خبرة". وأكد باسندوة رفضه لافتعال العراقيل من هنا او هناك.. مشيرا الى الحرص على الوصول الى الانتخابات الرئاسية عام 2014م، بأمان وان يتحقق فيها التنافس بنزاهة وشفافية. من جانبها استعرضت وزير حقوق الانسان رئيسة اللجنة الوزارية للتواصل مع الشباب حورية مشهور جهود اللجنة الوزارية التي تنظمها منذ 12 أبريل الماضي بصدور قرار مجلس الوزراء رقم (31) لسنة 2012م .. مشيرة إلى أن اللجنة استهلت أعمالها بسلسلة من الإجراءات التنظيمية لإعداد خططها التنفيذية المحدودة لمسارات العمل وكونت فريق فني يتابع تنفيذ العمل بالإضافة إلى عقد مجموعة من اللقاءات الأولية الاستطلاعية الاستشرافية مع ممثلين لمختلف المكونات الشبابية الذين كان تجاوبهم يفوق التوقعات لا بقبول التواصل فحسب بل بتقديم المقترحات والرؤى لإدارة عملية التواصل البناء والمثمر معهم وجلهم قد هيئوا أنفسهم تهيئة كاملة للولوج في الحوار في استشعار وإدراك عميق لطبيعة وحجم التحديات المحدقة بالوطن. وأكدت الوزيرة مشهور بأن هذا اللقاء سيكون بداية انطلاق لفعاليات متقدمة للتواصل ستتمثل في المنتديات وورش العمل ونشاط إعلامي واسع لنشر وتعميم رسالة اتصالية راشده تداوي الجروح وتشفي النفوس وتعيد اللحمة وترتق ما تمزق من النسيج الاجتماعي، وسينتقل الشباب من منتديات وورش عمل ستغطي كل المحافظات إلى مؤتمر وطني للشباب يحددون فيه رؤاهم لمعالجة قضاياهم الأساسية ولإدماجهم في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وبالتركيز على تعليمهم وتدريبهم وتوفير فرص العمل لهم من خلال انعاش الاقتصاد الوطني. وقالت الوزيرة مشهور " لقد سقطت رهانات البعض من أن الشباب سيرفضون التواصل والحوار وأثبت الشباب في هذا المشهد الوطني شديد التعقيد بأنهم الأكثر وعيا ونضجاً وفوتوا الفرصة على أصحاب تلك الرهانات والدعوات اليائسة ،وانحازوا للوطن وهم يدركون أن هناك كثير من القضايا الشائكة والملفات العالقة والتي لا يمكن أن تحل أو تعالج إلا بالحوار لا بالاختلاف أو الصراع أو النزاع وأن الوقت قد حان لنبذ كل تلك الخلافات ".