بساطي يغمض عينيه المرسومتين بالأزرق الفياض المنساب، يرفع تحت ركبتيّ فروته التي تهتز كالمدّ تحركه الشمس، إذ ينفعل على الهوينا بتأثير الموجة نفسها التي ترد البحر من شاطئ لآخر من المسافة العميقة،بساطي الحساس لا صداء الهواء، وهي تتقاذف أثر الأصوات، من تأرجح إلى آخر للطيور الشمسية، وقد حملها بحر يعوم في الهواء، ينداح تبعاً لأجنحتها المنفرجة،بساطي الذي يدلني كيف تسري القفزة في حرارة الحبال والأشرعة،بساطي وهو منبسط في الهواء يُقلده نشر الغسيل على النوافذ، حيث تمد القمصان له أذرعها وهي تصفر، ينفي نفسه بهدوء من الأرض وهو يعاود النفحات، النفحات ذاتها الدافئة التي تجتاز رسومه المتداخلة،بساطي الذي ينهض تحت ساقي، وفي رجحانه ها نحن على الصهوة، وقد انفصلنا بفضل ثقتنا في التيارات، في نفس التيارات التي لا تخشانا، والتي تأخذنا بهدوء في فمها، كما كانت تفعل طيور اللقلق وهي تحمل الأطفال. * كاتبة فرنسية