- العميد حميد هادي العبيدي (وكيل محافظة حجة): الخلاف الحاصل في قيادة المحافظة ألقى بظلاله سلبا علي سير العمل الإداري والوضع الأمني.. - رضوان الشارف: على حكومة الوفاق تمكين محافظ المحافظة القيسي من ممارسة مهامه ومحاسبة المتسببين في خلق الفوضى.. - رماح شعيل: القادم بدون تحرك إيجابي من قبل من بيدهم القرار سيكون أدهى وأمر.. - الشيخ عبده الحملي: الأوضاع الأمنية في حجه أفضل نسبياً من بقية المحافظات!! في ظل توجهات الدولة للإصلاحات وفرض سلطة النظام والقانون وإعادة الأمن والاستقرار لجميع محافظات الجمهورية، تعيش محافظة حجة أوضاعاً مزرية، غابت عنها أي قرارات قويه تعيد هيبة الدولة أو أي مبادرات توافقية من شأنها إعادة المياه إلي مجاريها، فأغلب أجهزة الدولة معطلة.. وفي مقدمتها جهاز الأمن الذي نسي أو تناسى واجباته ومهامه المنوطة به.. وأصبح بلا مُهمة! الحلقة الأضعف كما برزت على الساحة ظاهرة حمل السلاح، وهناك.. إطلاق نار مُستمر منذ أكثر من شهر في حدود عاصمة المحافظة دون أن تُحرك أجهزة الأمن ساكنا، إلى جانب الفساد المالي والإداري الذي يسود أغلب المكاتب الحكومية بدون رقيب أو حسيب، والخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ونظافة منقطعة ويظل المواطن هو الحلقة الأضعف في هذه القضية، والمتضرر الوحيد من كل ما يجري في ظل حالة الفقر المدقع التي يعيشها أغلب سكان المحافظة.. في هذا التحقيق حاولنا أن نقترب أكثر من معاناة أبناء هذه المحافظة والتعرف عن قرب على أبرز ما يعانوه بعد مطالباتهم لوسائل الإعلام تسليط الضوء على قضاياهم وإيصالها إلى الجهات ذات العلاقة.. اعتداءات متكررة - بداية أشار الأخ رضوان الشارف “صحفي” أن الوضع الأمني بالمحافظة يكاد يكون معدوما لدرجة أنك لا تستطيع أن تصفها بأنها محافظة تتبع دولة نظام وقانون.. وأضاف: لا يقتصر الأمر على الجوانب الأمنية المعدومة، بل وصل الحال إلي تسيب وفساد مالي وإداري لم تشهده المحافظة من قبل، في كل مرافق الدولة والمديريات في ظل صمت الحكومة التي تركت الحبل على الغارب، و كأن محافظة حجة ليست من محافظات الجمهورية اليمنية, وتطرق أيضاً إلى الاعتداءات المتكررة من قبل الحوثيين على أبناء أربع مديريات بالمحافظة، والسيطرة على ثلاث منها وقتل وسفك دماء أبنائها وسلب ونهب للممتلكات في ظل صمت أجهزة الدولة التي لم تضع حداً لهذه الاعتداءات.. وأضاف بأن هذا الانفلات الأمني والتسيب الإداري الحاصل بالمحافظة مخطط له من قبل المسئولين والمشايخ التابعين للنظام السابق لجعل المحافظة تغرق في الفساد والانفلات الأمني، ومنع محافظ المحافظة القيسي المعين بقرار رئيس الجمهورية من ممارسة مهامه كمحافظ لمحافظة حجة، وتكليف أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة للقيام بمهامه غير آبهين بالقرار..وتساءل: لماذا هذا الصمت من حكومة الوفاق تجاه هذا الانفلات الأمني والإداري بالمحافظة؟ وناشد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق، تمكين محافظ المحافظة القيسي من ممارسة مهامه ومحاسبة المتسببين في خلق هذه الفوضى في المحافظة ووضع حد لهذه المهزلة في محافظة حجة. نداء استغاثة - أما الأخ علي حسين التاج تربوي بمديرية بني قيس قال: سنة ونصف من انطلاق الثورة الشبابية الشعبية وأبناء محافظة حجة يعانون الأمرين، فالحالة المادية الصعبة التي يعانونها لم تشفع لهم.. وأوضح أنه بعد المشاركة الايجابية غير المتوقعة لأبناء المحافظة في ثورة التغيير بدأت المشاكل والنوازل تتوالى بأبناء هذه المحافظة البطلة، استهدافا لهذه الهبة. وأضاف قائلا: لكن هذه الممارسات لم تؤثر فيهم ولم تثنهم عن المشاركة في تحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني من بناء دولة يمنية مدنية حديثة والتأسيس لحياة حرة كريمة لكل أبناء الشعب، استمرت هذه المشاركة حتى لاحت في الأفق بشائر الانتصار لإرادة الشعب وبدأت أهداف ثورة التغيير تتحقق.. لكن الأوضاع في محافظة حجة ظلت كما هي، بل ازدادت سوءاً، فالأمن غائب وظاهرة حمل السلاح في ازدياد وخدمات الماء والكهرباء أصبحت في خبر كان ومحافظ المحافظة المعين ما زال بصنعاء، ولم يستطع استلام مهامه فهل سيطول تجاهل هذه الأوضاع المأساوية، وقد وجه نداء استغاثة بقوله: هذا نداء استغاثة نوجهه عبر هذا المنبر الإعلامي الحر لفخامة رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني نقول لهم إننا أبناء محافظة حجة نثق بكم وأملنا فيكم كبير في تحسين الأوضاع فلا تخيبوا ظننا فيكم كونوا المنقذ نكن لكم عونا وسندا. متقطعون.. - الأخ عبد الله صالح صالح (موظف) أكد أن هناك العديد من المشاكل التي يعاني منها أبناء المحافظة وقال: إن عدم وصول محافظ المحافظة علي بن علي القيسي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار العصابات المسلحة منها التي احتلت المجمع الحكومي وأخرجت أجهزة الحكومة منه حيث اضطر الموظفون لمزاولة أعمالهم من بيوتهم وأضاف قائلا: ومن المكاتب التي تم إخراج موظفيها منها الإدارة المحلية والواجبات والوحدة الهندسية ومركز المعلومات والخدمة المدنية والمعضلة الكبرى أن هذه العصابة تتبع أحد وكلاء المحافظة، كما نشبت حرب في ضواحي المدينة بين قبيلتين بسبب أرضية فيها أحكام قضائية نهائية لا يوجد من يقوم بتنفيذها، كما ظهرت تقطعات قبلية على امتداد طريق حجةصنعاء.. - واللافت للنظر حسب توصيف صالح أن المتقطعين لا يبعدون عن النقاط الأمنية سوى مئات الأمتار والعجيب ظهور تقطعات بمديريات مسالمة كمديريات بني قيس وعبس وحرض وقال: لا يفوتنا أيضا ذكر تلك الاختناقات المرورية في وسط عاصمة المحافظة فالباعة المتجولون يبسطون بالشارع وأصحاب المحال التجارية أيضا أخذوا جزءا من الشارع فقد تركوا محلاتهم وأخرجوا بضائعهم أمام محلاتهم وما زاد الطين بلة تجار الخضروات الذين تركوا السوق المخصص بهم وأخذوا ينتشرون ببسطات وسط الشارع ذلك الشارع الوحيد بالمدينة، والمسمى بالشارع العام هذا كله جرى ويجري بتغاضي الأجهزة ذات الاختصاص وتشجيع مكتب الأشغال الذي يقوم بتحصيل رسوم مفارش من هذه البسطات وهناك العديد من المشاكل التي لا يتسع هذا المقام لذكرها. - وناشد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه واللجنة العسكرية والأمنية وكل المعنيين النظر في هذه المشاكل بعين المسؤولية وإعطاء المحافظة الأولوية في حل قضاياها وتغيير الصورة النمطية التي جسدها تكرار المقولة المشهورة (وأخيرا في حجة) اللاءات الثلاث -الأخ رماح شعيل معد ومقدم برامج في إذاعة حجه أكد أنه منذ عام أو يزيد وفي ظل الأزمة التي مر بها وطننا الغالي وحجة في هدوء.. فتعاون حكمائها وطيبة قلوب أهلها جنبها الكثير من الويلات. وأضاف: لكن أصحاب النفوس المريضة لم يرضهم أن تعيش هذه المحافظة وأهلها بسلام فأثاروا الفتن والقلاقل وأوضح أن مدينة حجة هذه الأيام تعيش حالة انفلات أمني مروع فقد صارت مرتعا لحملة السلاح، وما زاد الطين بلة أن معظم من يحمل السلاح ليسوا من أبنائها؛ وإنما وافدون من مناطق صراع مسلح في خارج المحافظة ليصفوا حساباتهم في قلبها، ناهيك عن تفجر صراع مذهبي بمديرية كشر، صراع الحوثيين والسلفيين ومشايخ القبائل كما شهدت مداخل المحافظة في الآونة الأخيرة تقطعات مسلحة وإطلاق نار لأسباب واهية، وصار حمل السلاح والتجول به موضة العصر.. وأضاف رماح قائلا: حلمت المحافظة بعودة الحياة الطبيعية عقب قرار رئيس الجمهورية بتعيين محافظ لها، لكنها كانت القاصمة؛ إذ لا محافظ يدير شؤونها.. ولا أمن تعيشه.. ولا كهرباء ولو لساعات تضيئها.. والقادم بدون تحرك إيجابي من قبل من بيدهم القرار سيكون أدهى وأمر، لكن أبناء المحافظة يأملون خيرا في رئيس الجمهورية في أن ينظر بعين المسؤولية إلى محافظة الوفاء حجة.. الولاءات الضيقة - من جهته ناشد الأخ عبد العزيز الحجوري من أبناء مديرية كشر رئيس الجمهورية المشير عبد دربه منصور هادي سرعة معالجة الوضع الأمني للمحافظة الذي أصبح يشكل خطرا على حياة المواطنين بسبب انتشار حمل السلاح واختفاء دور الأجهزة الأمنية بشكل لافت وخاصة في عاصمة المحافظة والمديريات التي يسيطر عليها الحوثيون، وإيقاف التوسع والاعتداءات المتكررة من قبل الحوثيين في مديريات المحافظة، ومحاولاتهم السيطرة على المحافظة ونزع الألغام التي تحصد يوميا العديد من الأرواح، بالإضافة إلى وضع الحلول العاجلة من حكومة الوفاق لإيقاف التسيب الإداري الذي شمل كافة المرافق الحكومية بالمحافظة، وزاد من انتشار الفساد بشكل خطير يدفع ثمنه المواطن المغلوب على أمره.. ودعا الحجوري كافة العقلاء في المحافظة إلى التكاتف والتعاون للحفاظ على أمن ووحدة المحافظة، وترك الولاءات الضيقة التي لا تخدم الوطن ولا المحافظة.وتحدث أيضا بالقول: يجب على الجميع المسئولين والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجلس المحلي والمواطنين، التعاون وتغليب مصلحة الوطن والمحافظة على كل المصالح والعمل على النهوض بالمحافظة وإخراجها من هذه الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها. سفينة واحدة طرحنا شكاوى المواطنين في قضايا الانفلات الأمني والتسيب الوظيفي على العميد حميد هادي العبيدي وكيل محافظة حجة الذي قال إن محافظة حجة جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير، وقد تأثرت بالوضع العام في عموم الوطن وهذا نتاج طبيعي لما مرت به البلاد في الفترة الماضية.. وأضاف قائلا: لا يخفى على أحد الخلاف الحاصل في قيادة المحافظة الذي ألقى بظلاله سلبا على سير العمل الإداري والوضع الأمني في عموم المحافظة، وخصوصا عاصمة المحافظة. - وأضاف: نأمل أن نتجاوز ذلك الخلاف لتعود الأمور إلى الوضع الطبيعي حرصا علي المصلحة العامة، ونحن في قيادة المحافظة نعمل جاهدين علي تسيير شؤون المحافظة بما يمليه علينا واجبنا الديني والوطني، كما دعا كل أبناء الوطن ومنهم أبناء محافظة حجة لنبذ الخلافات والفرقة ولمّ الشمل والعمل بروح الفريق الواحد الحريص علي أمن الوطن واستقراره حتى نجنب هذا الوطن الغالي الوقوع في مالا يحمد عقباه.. وأضاف قائلا: ما يجب أن يفهمه الجميع أننا على سفينة واحدة فإن نجونا بها نجونا جميعا، وإن أغرقناها غرقنا جميعا ومع هذا فإني على ثقة بأن حكمة أبناء هذا الشعب وقيادته السياسية ستعمل على تجاوز هذه الظروف والنهوض بهذا الوطن للوصول به إلى ما يأمله أبناؤه. أفضل نسبيا من جهته نفى الشيخ عبده الحملي عضو المجلس المحلي بالمحافظة وجود أي انفلات أمني وأكد أن الأوضاع الأمنية في محافظة حجة تكاد تكون أفضل نسبياً من بقية المحافظات؛ وقال بأن الأجهزة الأمنية بالمحافظة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وتبذل جهوداً جبارة في هذا المجال سواء في مدينة حجة عاصمة المحافظة أو في باقي المحافظات وتحدث أيضا أن ما يحدث من بعض الاختلالات الأمنية، إنما هو انعكاس لم يحدث في بلادنا ككل، وتكاد تكون محافظة حجة هي الأفضل مقارنة بما يحدث في المحافظات الأخرى, ودعا الحملي كافة الإخوة المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في حفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة، والتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن أية اختلالات قد تحدث، كما دعا أعضاء السلطة المحلية والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والقيادات الحزبية إلى المساهمة في حل قضايا المواطنين والابتعاد عن المكايدات السياسية؛ لأن المرحلة الراهنة تتطلب تكاتف الجميع لما فيه مصلحة المحافظة.. كما تطرق إلى الدور الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام بشكل عام في توعية المواطنين بالدور المناط بهم وغرس مفاهيم حب الوطن في نفوسهم.. كما تقدم بالشكر والعرفان إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي على اهتمامه ومتابعته لأحوال المحافظة وحل مشاكلها أولاً فأولاً. -حاولنا التواصل بمدير أمن المحافظة العميد مجاهد الحزورة كي نطرح عليه شكاوى المواطنين ومشاكل حمل السلاح والانفلات الأمني الموجود بالمحافظة فأعطانا موعدا، لكن الموعد تأجل من قبله أكثر من ثلاث مرات وإلى أجل غير مسمى ولأسباب لا نعرفها.. وما أحب التأكيد عليه أن مشكلة الانفلات الأمني والتسيب الوظيفي قائمة والتي أكدها أبناء المحافظة تظل قائمة.. مع التأكيد أن هناك أسبابا أخرى عزاها المواطنون إلى الأجهزة الأمنية التي على الرغم من جهودها المبذولة إلا أن هناك قصورا في أدائها، أما مسئولو المحافظة فقد أكدوا أن الأوضاع الأمنية ما هي إلا انعكاس لأوضاع البلاد.. وصلاحها مرهونة بصلاح اليمن ككل، لكن حسب رأيي يظل تعاون الجميع هو الحل الأمثل لمشاكل المحافظة وعلى كل أبناء المحافظة سواء كانوا عسكريين أو موظفين أو مواطنين العمل بإخلاص كل بتخصصه والتكاتف والتعاون يدا بيد لما فيه مصلحة المحافظة.