تشهد محافظة حجة يوماً بعد آخر تدهوراً حاداً في شتى المجالات, لاسيما في ظل الفراغ الإداري والانفلات الأمني اللذين عملا على تعزيز أعمال الفوضى والمزاجية سواء للمسلحين المنتشرين في مركز المحافظة أو غيرهم, كان نتيجتها الأخيرة توقف مرتبات كافة موظفي الدولة بمختلف مؤسساتها نتيجة إغلاق مكتب المالية من قبل مسلحين يطالبون بتوظيفهم بالقوة, يتهمون مسؤولين في قيادة المحافظة بالتلاعب في الدرجات الوظيفية للعام 2012م. موظفون ومواطنون من أبناء المحافظة عبروا من خلال لقاءهم مع "أخبار اليوم" عن استياءهم من الأوضاع العامة التي تشهدها إدارات الدولة والتي وصفوها بالسيئة، مشيرين إلى أنهم لم يجدوا سلطة الدولة بمختلف الجهات ضعيفة ومهانة بهذا الشكل مثلما تشهده حجة هذه الأيام . وناشد أبناء حجة رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق بسرعة إنقاذ المحافظة من مغبة السير بها إلى الهاوية، والفوضى العامة, من خلال التهاون والتساهل والإهمال العام في مختلف مرافق الدولة العامة، منبهين ومحذرين من تنفيذ ما يُسمى بمخطط تسليم المحافظة لجهات أخرى بعد إفراغها من هيبة الدولة, الأمر الذي يجري حالياً المضي فيه.. مشيرين إلى الغياب شبه الكامل لقيادة المحافظة عن مركزها وفي مقدمتهم محافظ المحافظة الذي يتخذ من العاصمة صنعاء مقراً له، إلى جانب وقوفه مع رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة دهشوش حجرة عثرة أمام ممارسة مدير أمن المحافظة لمهامه, لتبقى حجة بلا أمن ولا استقرار سواءً إداري أو أمني. وكان أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة أمين القدمي كشف في تصريح سابق مع "أخبار اليوم" عن سقوط ما يقرب من ثلاث مديريات بأيدي ميليشيات الحوثيين منذ عام, مدللاً على ذلك بعدم انصياع أبناء تلك المديريات (المفتاح وكحلان الشرف والشاهل مع مستبأ) إلى أوامر الدولة, خاصة فيما يتعلق بالزكاة والضرائب وغيرها من الشؤون الإدارية والأمنية المختلفة, كما أن هذه الأوضاع التي تعيشها تلك المديريات لم تجد أي تحرك إزاءها لضبطها من قبل قيادة المحافظة المتمثلة في المحافظ علي القيسي الذي يتعامل معها بتساهل ولا مبالاة، الأمر الذي يدعو الحكومة إلى ضرورة الالتفات إلى ما يُعتمل في محافظة حجة من المضي بها إلى مرحلة (اللادولة)، والعمل على إنقاذها من الوضع الخدمي السيئ الذي يعيشه أبناؤها في شتى المجالات.