مستوصف (زريقة الشام) بني بداية ثمانينيات القرن المنصرم.. كان حضوره الإنساني لافتا في ترويض معاناة أهالي مقاطرة لحج.. كان المزار الصحي الوحيد.. اليوم لم يعد كذلك.. فالأيادي التي كلفت بترميمه لم تكن أمينة.. جعلته خالي الوفاض.. يبحث باستجداء عمن يخلصه من معاناته.. مؤامرة - كان المزار الصحي للكثير من المرضى ما عدا الأمراض المستعصية كان يجرى لها الإسعافات الأولية وتحال إلى المستشفيات القريبة بالتربة أو تعز وتناوب عليه عدد من الأطباء من مختلف المحافظات، ومازال الأهالي يكنون لهم كل الاحترام وآخرهم الدكتور نبيل اليافعي.. الدولة بدورها قدمت العديد من الأجهزة مثل الكشافة وجهاز السونار ومختبرا متكاملا للمركز؛ نظرا لأهمية المستوصف وموقعه في وسط العديد من القرى حصل على دعم توسعة، وترميم بتمويل من الصندوق السعودي بمبلغ قدر بواحد وثلاثين مليون ريال، ناهيك عن مبالغ إضافية قيل بأنها أكثر من عشرة ملايين ريال من أجل ترميم وتأهيل وتجهيز المستوصف، ورست المقاولة على أحد أبناء المديريات المجاورة وابتهل المواطنون واستبشروا خيرا ولم يكونوا يدركون أن المقاول سيتحايل ويتلاعب بالمواصفات ويساعده في ذلك مهندس متهاون هو الآخر لم يزر مقر العمل إلا ثلاث مرات.. وتعاون معه الأهالي وسهلوا له المهمة ولم يكونوا يدركون أن المقاول يتعامل معهم بأسلوب النصب والخداع في العمل، ونفذ مبنى لسكن الأطباء وغرفة للحارس وغرفة لمولد الكهرباء، ثم السور للمركز الصحي وعرف الأهالي الغش في المواصفات والمقاييس فبدأوا مشوار نقل ذلك إلى الجهات المسئولة ونزلت اللجان على قاعدة إذا أردت إفشال عمل أي لجنة فشكل لجنة أخرى. شكاوى - تقدم المواطنون إلى مدير الأشغال بمحافظة لحج المهندس محسن علوي فندوا فيه الخروقات والتلاعبات في العمل بالمستوصف فالحديد المستخدم (أبو 14 مللي بدلا من 16 مللي) والمسافة بين الكانة والكانة في أعمال الحديد 50 سنتمتر بدلا من 15 سنتمتر.. والمقاييس والمكاييل المعتمدة في عملية الخلطة للصبيات تفتقد للدقة ومخالفة للمواصفات جملة وتفصيلا.. وغير ذلك كثير. - الشكوى الثانية قدمت بتاريخ4/9/2011م ووقع عليها عدد 54مواطنا قالوا فيها إن العمل لم يتم بالشكل المطلوب بل يشوبه الغش الواضح من قبل المقاول احمد محمد سعيد الذي رفض أكثر من مرة تصحيح عمله في هذا الشأن، وقد ثبت أن الخزان التابع للمستوصف قد هبطت قواعده من أثر الإهمال. وعلى إثر ذلك وجه مدير عام المديرية مطالبا المقاول بالتوقف عن العمل حتى ينزل المهندس المشرف للتأكد من سلامة التنفيذ وفي حالة البلاغ الكاذب سيتحمل المبلغ عن البلاغ الكاذب أجور العمال المتوقفين في حال عدم صحة الشكوى إلا أن المقاول رفض التوقف. قال مدير المركز الصحي رضوان شرف مرشد إن المقاول لم ينفذ بنودا بأكملها في العقد وأخل إخلالا كاملاً بالمواصفات والكميات وسبب أضراراً فادحة بالمبنى القديم منها سطح المركز بالكامل يتسرب منها المياه من كل اتجاه بعد أن كان يتسرب من بعض الجهات مما أدى إلى حصول تشققات في أحجار الواجهات الخارجية للمركز وسقوط بعض الأحجار والبقية مهددة بالسقوط رغم المعالجات التي قام بها إلا أنها لم تجد وما زال الضرر واضحا وأصبح السطح الآن أكثر تضررا مما كان عليه قبل الترميم. هذا بالإضافة إلى بعض البنود التي لم ينفذها إطلاقاً والبعض التي نفذها أخل بشروطها إخلالاً واضحا منها على سبيل المثال لا الحصر:الخزان تتسرب المياه من جدرانه برغم المعالجات المتكررة له..وبناء سور المركز ببلك مترب لا يمت للمواصفات بصلة.. وكهرباء المركز لم ينفذ فيها بنودا كاملة وإلغاء بند عازل الصواعق وإلغاء بند رصف الساحة أمام المركز، وكذلك بند التشجير.. وتركيب الرصاص القديم لغرفة الأشعة بطريقة عشوائية على يد عامل طلاء وليس مختصا بذلك.. والأبواب والشبابيك لا تمت للمواصفات بصلة، ناهيك عن قيامه بنهب ممتلكات المركز الصحي.. وطالب من مكتب الأشغال العامة بالتدخل المباشر لإيقاف المستحقات المالية لهذا المقاول في المشروع وحجز معداته، وإعادة ما أخذه من غير استحقاق من مشروعنا وإدخاله القائمة السوداء. كل تلك الشكاوى ربما وصلت واتصالات تلفونية من المواطنين إلى مدير الأشغال في محور لحج، عدن، أ بين المهندس محسن علوي وفضل النزول إلى المركز الصحي بنفسه مع المقاول والمهندس ووصل إلى المركز يوم 19/6/2012م وكان النزول إلى المركز صادما له منذ أن حاول دخول البوابة وشاهد بنفسه التلاعبات واستقبله الأهالي وأوضحوا له العيوب والاختلالات والمخالفات التي ارتكبها المقاول بموافقة المهندس عبدالحكيم القدسي ووعد الأهالي بإنزال لجنة لتقييم قيمة العمل وتغيير المقاول والمهندس وطالب الأهالي بتغيير مدير المركز الصحي ومازال المواطنون ينتظرون وعد المهندس بتغيير المقاول والمهندس. توثيق نزلنا إلى المركز الصحي ووثقنا بالكاميرا عددا من الخروقات في كل الجوانب بالمركز الصحي وحملنا الأهالي نقل مطالبهم بإحالة المتسببين في كل الخروقات للمناقصة إلى المحاكمة وإيقاف كل المستحقات والضمانات للمقاول وتكليف مقاول آخر يتصف بالنزاهة وشرف المهنة لاستكمال الترميم والتأهيل وإصلاح ما خربه المقاول السابق. - قال الأستاذ أحمد أمين إن المركز الصحي كان لا يتسرب منه الماء إلا من جهة واحدة والآن يتسرب الماء من جميع أسطح السقف ونخاف أن المبنى ينهار بأكمله والمواسير كانت مجلفنة والآن أصبحت عادية وتخترق إذا دققتها بأصبعك ونريد من إدارة الانشغال أن تنقذ ماتبقى من المبنى.