كُتب وقيل الكثير حول التسول وأساليبه وطرقه ، ولكن ما جعلني أكتب مجدداً حوله أنه في شهرنا هذا شهر رمضان المبارك ما أكثر المتسولين والمحتاجين فيه وكذلك ما أكثر المنفقين والمحسنين فيه, فالأجر مضاعف والنفوس تتهيأ للإنفاق وبذل العطاء وهذه عادة حميدة ولله الحمد والمنة.. فما من مسجد أو سوق أو شارع أو حي أو .....إلخ إلا ويوجد فيها متسولون في مختلف الأوقات وخصوصاً في هذا الشهر الكريم, والملاحظ أن بعض المتسولين لا يملون من البحث عمن ينفق في أي وقت ومكان, فينتقلون من مسجد إلى آخر ومن محل الى محل ومن شارع الى شارع ، فهذا يعطي وذاك يرفض, طبعاً بعض المتسولين يدعون لمن يعطي قبل وبعد العطاء بالمقابل الدعوة تختلف لمن لا يعطي في البداية له وعند الرفض الدعوة عليه, فهل مثل هذه الدعاوي مقبولة الله أعلى وأعلم اسألوا أهل العلم. أيضاً طرق وأساليب التسول كثيرة ومتنوعة وتختلف حتى من مكان إلى آخر, وقد وصل الأمر إلى أنه أصبح لا يفرق بين المتسول الذي يستحق ومن لا يستحق, ورغم كثرة وانتشار هذه الظاهرة إلا أنه لا تزال الحلول الجذرية لها غائبة, فهل يا ترى سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه هذه الظاهرة وتقام الصلوات ولا يوجد متسول يلقي بعد الصلاة خاطرة من أجل المساعدة... أعتقد أنه من صميم مهام المجالس المحلية على وجه الخصوص حل مثل هذه المشاكل وإيجاد المعالجات والحلول المناسبة لمثل هذه الظواهر . إن ما يدفع إلى التسول الفقر وما أكثر الفقراء في بلادنا وأسباب الفقر كثيرة من أهمها غلاء الأسعار، إضافة إلى الدخل المحدود ، فأصحاب الدخل المحدود يعتبرون في حكم الفقراء مقارنة بالغلاء وظروف الأوضاع المعيشية الصعبة, بالإضافة إلى أن هناك كثيراً من الفقراء بسبب الإحجام عن التوظيف وعدم وجود الحجم الكافي من التوظيف والعمالة, أيضاً زيادة حجم الأسر ، لهذا عدم تنظيم النسل له دور في زيادة أفراد الأسرة, وهناك عوامل كثيرة نتيجة لظروف معيشية معينة نتيجة لكوارث أو ما شابه ذلك , لكن أهم أسباب الفقر يتمثل في الحالة المعيشية التي تلعب دوراً كبيراً جداً. والحل يتمثل بضرورة العمل على الحد من الفقر بشتى الوسائل ولا يمكن القضاء على الفقر ولكن بالإمكان الحد او التخفيف منه وذلك أن يوجد تكامل بين منظمات المجتمع المدني والدولة. فكرة الشراكة المجتمعية بتعز فكرة الشراكة المجتمعية في محافظة تعز طرحت قبل أكثر من اربع سنوات وما تزال مطروحة للمناقشة حسبما أعتقد , وكانت قد قطعت خطوات عملية بهدف تأسيسها وعقد أكثر من لقاء ضم الجمعيات والمنظمات الخيرية الموجودة في المحافظة وأيد الجميع فكرة الشراكة ولم يعترض أو لم يؤيد أحد الفكرة. وتهدف الشراكة المجتمعية كما أشارت الدراسة التي اعدت بشأنها إلى توحيد الجهد الشعبي لأفراد المجتمع ومساهمته إلى جانب الجهود الرسمية في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية , ومن أهم أهداف الشراكة المجتمعية تجسيد معاني البر والإحسان, والتكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع, وتعزيز النهج الديمقراطي, أيضاً من أهداف العمل الاجتماعي المساهمة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية, ونشر الثقافة الاجتماعية والتعليم , ورعاية حقوق الإنسان ,ورعاية حقوق الطفل والمرأة. وفكرة إيجاد شراكة مجتمعية بين الجمعيات فكرة جيدة وناجحة لو وجدت ستحل كثير من المشاكل والصعوبات فهل سيجد هذا المشروع طريقه للتنفيذ ؟. نسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا في هذا الشهر الفضيل.