لا تمل مجالسته .. يمضي الوقت سريعاً وأنت ترافقه تستمتع فتنسى هموم الدنيا وتعلو الضحكات .. بأجنحة السعادة تحلق مع الكابتن فؤاد محمد عباد المدرب الوطني لألعاب القوى ساحر البسمة والضحكة اليمنية الأصيلة والبريئة. بصدق إحساسه وبساطة تعبيره يعتلي المسرح ويمضي في بطولته راسماً السعادة في وجوه الآخرين. فؤاد صاحب تعليقات ساخرة يجيد فن (الحشوش) بوصفة خاصة ممزوجة ببراعة الإلقاء والتقليد .. يعشق إسعاد الناس فيخفي هو آلام وجراحات لا تقدر على حملها جبال الألب ولا الهملايا. أبكاني شخصياً وامتلأت حدقات عيون طبيب البعثة الرياضية للأولمبياد .. عندما سألته عن عزيز فقده فلم يجب فؤاد ولم يقدر حتى على نطق كلمة من ثلاثة أحرف (أبي). سالت دموعه كنهر جارف لم تتوقف..اضطررنا على إثرها أن نوقف دردشتنا لنعيد المحاولة في وقت لاحق. فؤاد عندما عاد إلينا وبدأ يسرد بدايته مع الرياضة عرفنا للمرة الأولى : كان لاعباً في صفوف فريق كرة القدم بفريق نجم سبأ ذمار والصدفة وحدها التي قادته إلى درب أم الألعاب ويقف وراء تلك الصدفة صديقه العزيز علي محمد يحيى الذي أصر على أن يشارك فؤاد في سباق اليوم الأولمبي ليفاجئ الجميع ويفوز بالمركز الأول ويتوج بالبطولة وهو ما أشعر فؤاد بالسعادة الغامرة ورغم أنه استمر في الجري والركض في السباقات لم يترك حبيبته كرة القدم إلا بعد فترة طويلة وعاد إليها مجدداً إثر توقيفه من أم الألعاب لظروف إحدى المشاركات الخارجية فخلافات رياضة ألعاب القوى كثيرة وليست بالجديدة على حد قوله .. هو اليوم مدرب بارع وبالأمس كان عداءً متفوقاً حقق العديد من الميداليات الملونة وفي رصيده ذهبيتين وثلاث فضيات وبرونزيتين في محافل وبطولات خارجية كانت ثمرة 13 سنة كلاعب. يحب أكل الكبسة باللحم وعلاقته مع المطبخ جيدة ازدادت قوتها في الجزائر حينما ذهب إليها لدراسة التربية الرياضية .. حكمته في الحياة «أزداد قوة كلما وقف أعدائي ضدي» يحب الوفاء ويكره الخيانة ويبغض في المرأة التبرج الزائد ويجذبه إليها الحياء وينصح شقيقه الرجل بغض البصر..يهوى مشاهدة سباقات الفولامولا “1” ويشعر بأنه يسابق الزمن ويتجاوز كل ألم وهو يتابعها. لمن لا يعرف الكابتن فؤاد عباد فقد كان رجلاً منذ نعومة أظافره اعتمد على نفسه في توفير تكاليف دراسته وفي المرحلة المتوسطة اشتغل في بيع «البلس» على العربات الصغيرة (الجاري) يهرول مسرعاً حاملاً كيساً مليئاً بحاجات المنزل بعد يوم شاق وطويل يطرق الباب فيُفتح على دعاء والدته التي تربطه اليوم بفؤاد علاقة خاصة ونموذجية .. عمل أيضاً في البناء أيام الثانوية وأكمل دراسته في الجزائر تخصص تربية رياضية ويفخر بتلك الأيام والمعاناة ويشتاق في طفولته إلى صيد الحمام بالقوس والحجارة وبحسب قوله لو لم يكن مدرب ألعاب قوى لكان مدرب كرة قدم..يرى السعادة في يوم ولم يذق طعم الراحة وبابتسامة تضيء الدرب لمن هم حوله يرفع يده إلى السماء فيقول لم نصل إلى السعادة (اللهم لك الحمد على كل حال وفي كل وقت وحين وآن). مقتل محمد الدرة أثر فيه ويبكي عندما يشعر بالظلم ولا يواسيه أحد في أيامه الصعبة وسعادته في رؤية الآخرين سعداء ، لا تستهويه السياسة كثيراً ويستمع إلى نشرات الأخبار لمعرفة ما يدور في العالم ، يعجبه أحمد حلمي و«يتسلطن» حينما يشاهد عبلة كامل ويشده فيها بساطة أسلوبها في التمثيل. من الزمن الجميل يستمع إلى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ومن الجيل الجديد يستمع إلى تامر حسني وكاظم الساهر وأصالة نصري واليسا ، يرى أن الدراما اليمنية في تحسن ويتابع (همي همك) وبرنامج (نوح الطيور)..لم يندم على شيء فعله وقراراته لا يشاركه فيها أحد. حلمه الرياضي أن يعيش حتى لحظة رؤية فوز يمني بالأولمبياد وعلمنا يرفرف عالياً في سماء المنافسة. حلمه الشخصي أن يصبح لديه منزل .. قاطعناه وقلنا هل تحلم ببيت كبير (فيلا) قال احلم بالستر وبيت خاص أمتلكه يجمعني فيه مع أولادي. الكابتن فؤاد محمد عباد في سطور: - بدأ ألعاب القوى 1990 - حائز على ذهبية البطولة العربية في الماراثون فرقى ذهبية الضاحية العربية 1995 (فرفي ذهبية المهرجان العالمي للشباب بالجزائر فضية 5 كيلو للجامعات العربية العراق فضية عربية في 5 كيلو – العراق 2001م. - برونزية البطولة العربية 94م - برونزية الماراثون العربي 95م. - يعتبره الكثيرون في الأسرة الرياضية لأم الألعاب مكتشف النجوم فقد اكتشف مثلاً إسماعيل الدولة – وضاح عباد – سعيد الأضرمي – سالم علوي – نبيل الجربي – جعبل علي قائد – أحمد الرجاي – معين العوسجي..كلهم أبطال جمهورية والقائمة تطول.