عموم السلفيين أصرح الناس برؤيتهم للنظام الديمقراطي (بإنكاره نظاماً بديلاً عن الإسلام أو معارضاً له، أو اعتباره أصلح من الإسلام بكل مكوناته، أو يكون حاكماً ومهيمناً عليه). وموقفهم سلمي وواضح فهم لم يرفضوا التعايش بظله، ولم ينخرطوا في سلكه بصراع سياسي أو تنافس حزبي وطائفي..فخرجوا بموقف متوازن بين الناحية النظرية والعملية أسئلة باردة طرحها أحمد صالح الفقيه - بالوكالة- ينتظر الإجابة عنها من السلفيين..وكأنها أسئلة في قضايا مصيرية وضعت السلفيين في أضيق الطرق، وأحرج المواقف!! مع أنني استغربت كثيراً أن تأتي من متخصص في شؤون أهل السنة والجماعة يفسر مصطلحاتهم، ويحلل مواقفهم في مقالات متتالية!!! فما الذي أحوج والدنا الكريم لهذه التساؤلات المتأخرة عن وقتها؟!. كانت مفاجئة أن تأتي من منظرين وكتاب لا يهمهم أن يقرؤوا للسلفيين، وليس من شأنهم أن يتعرفوا على علمائهم..وعليّ أن أحترم تساؤلات الوالد الفقيه، وأعتبرها خطوة جادة للوصول إلى قناعة باحترام الآخر والتعرف على رأيه قبل التكهن والرجم بالغيب، وأتمنى أن لا تأتي في سياق نَصْب الشباك لاصطياد مشتبهات العبارات واللعب بها ضمن مسلسل المذهبية والطائفية المقيتة، وإن كانت رائحتها تبدو نفاثة.. لكن تقديمها من ذي شيبة وممن أراه راشداً تعطيني أملاً بأن التساؤل سيُثمر التقارب وإن لم تكن الإجابة ملحة!. وإن رغبته لمعرفة موقف السلفيين قائمة وإن لم تكن ذا بال عند السلفيين!. لأن هناك من المواقف ما ينبغي أن يتفهمها الوالد الفقيه سبقاً أن تناولها وأخطأ في فهمها. وتقديمه لورقة أسئلة في مسائل كهذه كان من حقها التأخير، وتقديم قيمة الأخوة، ونبذ التنابز بألفاظ الطائفية، والتخلص من عقدة الصراع والإقصاء والتحريش، وسد أبواب التنقيب عن الباطن لنقرأ واقع الحال وظاهر الأمر. ونقف جميعاً عند الرأي والفكرة، أو الخطأ والصواب. مع مراعاة أمانة الكلمة قبل حق التعبير، وصحة المصدر قبل الدعوى، والرغبة في اكتساب المعرفة قبل تفريغ الشحنة المذهبية. (وكل إناء بما فيه ينضح، والماء لونه لون إنائه). والآن نأتي إلى الإجابة وسأختزلها بثلاثة أجوبة فقط تغني عما تفرع منها، وهي آراء تخصني بدون الوكالة عن السلفيين لأنها من قبيل وجهات النظر المتعددة بمسائل فرعية وبمستوى ثقافي يقبل الرأي. مزيداً من التفاصيل.. رابط الصفحة اكروبات