الشيخ حمد: قطر ستقوم باستكمال المشاريع التي تنفّذ والمشاريع التي يطلبها اليمن عاد إلى العاصمة صنعاء مساء أمس الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي, رئيس الجمهورية بعد زيارة قصيرة لدولة قطر بناءً على دعوة من أخيه أمير دولة قطر سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني, حيث وصل الأخ الرئيس إلى مطار الدوحة الدولي وكان في مقدمة مستقبليه هناك سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، حيث تعانق الزعيمان عند سلّم الطائرة الرئاسية المقلّة للأخ الرئيس والوفد المرافق عناقاً أخوياً حاراً وسط ترحيب رسمي كبير، حيث اصطف حرس الشرف الأميري على الجانبين تعبيراً عن حفاوة الترحيب. كما كان في استقبال الأخ الرئيس رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية سمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ورئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حمد بن ثامر آل ثاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية ورئيس هيئة الأركان العامة حمد بن علي العطية ووزير المالية والتجارة يوسف كمال ورئيس الديوان الأميري عبدالله بن حمد آل ثاني. وفي الديوان الأميري عقدت القمة اليمنية - القطرية برئاسة الزعيمين عبدربه منصور هادي وحمد بن خليفة آل ثاني، جرى فيها البحث في شؤون العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين. واستعرض الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي جملة من المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية في ضوء سير تنفيذ عملية التسوية السياسية التاريخية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 من مختلف الجوانب. وتطرّق الأخ الرئيس إلى ما عاناه الشعب اليمني منذ نشوب الأزمة الطاحنة مطلع العام الماضي 2011م، وما ألحقته من آثار سلبية كبيرة على مختلف الصعد والمستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وما تركته هذه الجوانب من تداعيات على مختلف مناحي الحياة. ونوّه إلى أن الوضع الاقتصادي قد تضرّر بأضرار فادحة إلى أقصى حد، مؤكداً أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة شكّلت المخرج المناسب والمشرّف لكل الأطراف وحلحلت الأزمة من الأفق المسدود إلى آفاق السلام والوئام والعبور باليمن إلى بر الأمان وبموافقة كل الأطراف السياسية المختلفة، كما أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن المرحلة الانتقالية ستمثّل محطة عبور مهمة في تاريخ اليمن المعاصر وصنع المستقبل الآمن والأفضل من خلال إجراء الإصلاحات الواسعة على مختلف الصعد الدستورية والقانونية والنظام الانتخابي وبما يشكّل مدخلاً استراتيجياً لبناء الدولة الحضارية الحديثة بكل المعاني والأبعاد.. وتناول الأخ الرئيس الموضوعات المتصلة بالمشاريع المموّلة من دولة قطر، وقضايا تخص المغتربين اليمنيين في دولة قطر الشقيقة. من جانبه رحّب أمير دولة قطر سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد المرافق له في هذه الزيارة، مشيراً إلى اهتمامه الكبير بأمن ووحدة وسلامة اليمن. وقال: «لقد تابعت باهتمام بالغ مجريات الأحداث في اليمن، وكنت من أول الداعين إلى أهمية تجنيب اليمن ويلات الاختلاف والاقتتال باعتبار أن أمن اليمن من أمننا نحن في قطر والجزيرة العربية واستقراره من استقرار أمن المنطقة أيضاً». مؤكداً أن دولة قطر ستقدّم المساعدات اللازمة والممكنة لليمن من أجل خروجه من الظروف الراهنة ونجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها. وأشار في هذا الصدد إلى أن دولة قطر ستوفد وفداً رفيعاً لحضور مؤتمر المانحين لليمن الذي سينعقد في الرابع من سبتمبر المقبل في العاصمة السعودية الرياض، وستسهم بقوة في تقديم الدعم في هذا المؤتمر، منوّهاً إلى أهمية تدفق الاستثمارات إلى اليمن من أجل إحداث تطوّر نوعي وتوظيف الأيادي العاملة في مختلف تخصّصاتها باعتبار أن الاستثمار من عوامل تكريس الأمن والاستقرار. وأوضح سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أن الإصلاحات الواسعة في اليمن على مختلف مستوياتها أمر مهم ونحن معه في سياق دعم التحولات السياسية في اليمن على قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي 2014، 2051. مؤكداً أن دولة قطر ستدعم الحوار الوطني الشامل والقيام بدور مناسب في طريق إنجاحه. وفيما يتعلّق بأوضاع الجالية اليمنية وجّه سمو أمير قطر بمعاملة أولاد أبناء الجالية بالتحاقهم في المدارس الأساسية والثانوية والجامعية أسوةً بإخوانهم القطريين، كما وجّه بتنفيذ مشاريع مدينة سمو الشيخ خليفة الطبية في مدينة تعز، واستكمال مشروع الريان السكني في العاصمة صنعاء، ومشروع طريق “الحديدة - أبين” والخط الدائري البحري في مدينة عدن بطول 8كم. وفي جانب آخر أكد سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أنه سيتم العمل على استقدام عمالة يمنية خصوصاً في مجال التجهيزات الكبيرة والمتعدّدة لمشاريع أولمبياد كأس العالم لكرة القدم 2022م الذي ستستضيفه دولة قطر، وكذلك التوجيه بتقديم مائة منحة طبية ومائة منحة دراسية بالخارج في مختلف التخصصات العلمية. وعند الإشارة إلى مشاكل الكهرباء، أكد سمو أمير دولة قطر أنه سيدعم قطاع الكهرباء وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين المختصّين في الجانبين، وقال: «إن قطر ستقوم باستكمال المشاريع التي تنفّذ، والمشاريع التي يطلبها اليمن». وقد جرى خلال القمة مناقشة العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.. وعبّر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عن سعادته البالغة لهذه الزيارة القصيرة في مدّتها والكبيرة بنتائجها، معتبراً أن الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس، معبّراً عن تقديره الكبير للحفاوة البالغة وكرم الضيافة التي لقيها والوفد المرافق من سمو أمير دولة قطر وكبار المسؤولين فيها. رافق الأخ الرئيس في هذه الزيارة مستشارو رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الآنسي وعبدالله أحمد غانم وقائد الفرقة الأولى مدرّع، قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن علي محسن صالح ووزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالهادي الهمداني.