أشعب.. أشعب، ظريف من أهل المدينة هو أبو العلاء، وقيل: أبو القاسم، المعروف بأشعب الطمّاع، ويقال له ابن أم حميدة، وابن أم الخلندج، لم يعرف عن أصله شيء، وأكثر ما أشتهر به طمعه بالنوادر الظريفة في ذلك. عن طمع أشعب: سأل أبو السمراء أبا عبيدة عن طَمَع أشعب، فقال: - اجتمع عليه يوماً غِلْمان من غِلْمان المدينة يُعَابثونه، وكان مَزَّاحاً ظريفاً مغنياً، فآذاه الغِلْمة. فقال لهم: إن في دار بني فلان عُرْساً، فانْطَلِقُوا إليه ثمَّ فهو أنْفَعُ لكم، فانْطَلَقُوا وتركوه. فلما مَضَوْا قال: لعل الذي قلتُ من ذلك حَقّ، فمضى في أثرهم نحو الموضع، فلم يجد شيئاً، وظفر به الغلمانُ هناك فآذوْهُ. *** وكان أشعب صاحبَ نوادر وإسناد. يقول: حدّثنا سالم بن عبد الله - وكان يبغضني في الله - فيقال له: دَعْ ذا، فيقول: ما عَنِ الحقِّ مَدْفع. وكانت عائشة بنت عثمان كَفَلَته وكفلت معه ابن أبي الزناد، فكان أشعب يقول: تربيت أنا وابن أبي الزناد في مكان واحد، فكنْتُ أسْفُلُ ويعلو حتى بلغنا إلى ما ترون.