أشعب هو شخصية ذات أصل حقيقي يدعى: أشعب بن جبير، وقد ولد في سنة تسع من الهجرة، وكان أبوه من مماليك عثمان بن عفان، وقد عُمّر أشعب حتى أيّام خلافة المهدي. وروى عن عبد الله بن جعفر، أنه كان طيّب العشرة من الظرفاء. وروت عنه كتب الأدب نوادر تبيّن حرصه وجشعه وطمعه. وقد اختلط الصحيح بغير الصحيح، غير أن شهرة أشعب لم تقف عند عصر معيّن أو مكان معيّن فها هو أشعب ما يزال ماثلاً حتى في الأدب الفارسي. *** ومن نوادره, قال أشعب : جاءتني جارية بدينار وقالت: هذه وديعة عندك، فجعلته بين ثني الفراش، فجاءت بعد أيام فقالت: أفديك بأبي أعطني الدينار. فقلت: ارفعي الفراش وخذي ولده، وكنت تركت إلى جنبه درهماً. فتركت الجارية الدينار وأخذت الدرهم، وعادت بعد أيام فوجدت معه درهماً أخر فأخذته، وعادت في الثالثة كذلك، فلمّا رأيتها في الرابعة بكيتُ، فقالت: ما يبكيك؟ قلت مات دينارك في النّفاس، قالت: وكيف يكون للدينار نفاس؟! قلت: يا فاسقة، تصدّقين بالولادة ولا تصدّقين بالنفاسي.