خلال الفترة الماضية برزت الكثير من الصراعات والإشكاليات في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، وطفت عدد من القضايا التي شابها الكثير من اللبس ومنها قضية المعارك التي تجري بين حين وآخر بين معسكر الحرس الجمهوري في جبل الصمع بأرحب وبعض الجهات القبلية والحزبية لأسباب غير واضحة، وما ترتب عليها من تداعيات وأحداث خلال الفترة الماضية، وحتى اللحظة.. وأيضاً قضايا الحديث والتلميحات عن وجود مراكز تابعة للحوثيين في أرحب، تحاول التوسع في المديرية.. وقضايا أخرى ارتبطت بمسألة محاولات بعض الجهات ممارسة أعمال قطع الطرقات في المديرية، والحلول التي توصلت لها القبائل في أرحب من أجل منع التقطعات وإنهاء الثأرات بين قبائل أرحب وتوقيع وثيقة العهد التي تحوي مجموعة من الضوابط لمنع أي تناحرات أو ثأرات في المستقبل وغيرها من القضايا الملحة التي تشكلت حولها الكثير من علامات الاستفهام ولمناقشة هذه القضايا وتسليط الضوء عليها بشكل أوسع وتوضيح بعض الحقائق ومعرفة خلفياتها.. كان للجمهورية لقاء مقتضب مع الشيخ عرفات أحمد حميد الحباري رئيس لجنة الحوار في المجلس القبلي المنبثق عن ملتقى السلم والوئام لأبناء قبيلة أرحب وخرجنا بحصيلة جيدة، بدأناها أولاً بسؤال للشيخ عرفات عن المهام التي نفذها المجلس القبلي المنبثق عن ملتقى السلم والوئام في أرحب حتى الآن والأهداف التي من أجلها تم تشكيله فكانت الإجابة كالتالي: طبعا المجلس كان مخرجا من المخرجات التي خرج بها ملتقى السلم والوئام لأبناء قبيلة أرحب هذا الملتقى الذي تم تاسيسه بهدف حل الخلافات وإنهاء الثأرات وحل مشاكل أبناء القبيلة، والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضدها وبدأنا أولاً بدعوة جميع الأطراف من أبناء قبيلة أرحب سواء كانوا مستقلين أو في مختلف الأحزاب السياسية، للدخول في الصلح العام وحل جميع المشاكل العالقة والنظر إلى ما ينفع القبيلة.. وعملنا جاهدين وبعزيمة كبيرة لمسناها عند جميع أبناء القبيلة من أجل إزالة الأحقاد والضغائن بين جميع الأطراف؛ لأننا نؤمن بالله سبحانه وتعالى وندرك أن الهدف من خلقنا في الدنيا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجب أن نؤدي المهمة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، ومحاربة أعمال سفك الدماء وأخذ حقوق الناس والاعتداء وانتهاك الحرمات.. وبحمدالله حققنا شوطا كبيرا في هذا الطريق، وأيضاً لأن مصلحة اليمن ومصلحة القبيلة تهمنا فوق أي مصلحة أخرى ونسعى لتحقيق هذه المصالح بكل إصرار وعزيمة من أجل إنهاء أي صراعات لا تخدم سوى أعداء اليمن وأعداء القبيلة، قبيلة أرحب وأبنائها؛ لهذا وبعد تشكيل المجلس نشعر أننا نتحدث اليوم من مصدر قوة بعد أن جمعنا ووحدنا الناس في ملتقى السلام والوئام لأبناء أرحب والذي يضم كل مشائخ ووجاهات أبناء القبيلة، وهذا التوحد والتكتل القوي هو مصدر قوتنا وأي شخص خارج عن النقاط والاتفاقات التي نقرها جميعنا فيما يصلح شأن القبيلة وحقن دماء أبنائها ودمائهم وأعراضهم وأموالهم فهو ليس منا، ووقعنا على وثيقة عهد واتفاق من قبل الجميع وتعتبر عهدا وميثاقا نافذا على الجميع. وبفضل الله تجاوزنا الفتن والمشاكل التي ظلت تستنزف قبيلة أرحب والحمدلله القبيلة بكل أطيافها تجاوبت معنا والأمل تضاعف وكبر بعد أن توحدنا في هذا الملتقى وقررنا حل الثأرات بين أبناء القبيلة سواء كانت فيما قبل الثورة الحالية أو الأزمة أو بعدها.. وأقررنا في الوثيقة عدة أمور مهمة كانت تؤثر على قبيلة أرحب وتحاول تشويه صورتها والقبيلة بعيدة عنها كل البعد ومنها مثلا تأمين الطرق كاملة ومنع التقطعات، بمعنى تأمين الطرق بشكل كامل ومطلق وعدم السماح بتعكير الأمن والاستقرار الذي يتضرر منه كل شخص في المديرية ويشوه صورة أبناء القبيلة، ومعروف من قديم الزمان أن قبيلة أرحب وأبناءها لم يمارسوا أي أعمال من أعمال التخريب؛ لأنهم يحملون قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومشبعون بقيم وصفات القبيلة اليمنية وهذا الأمر يعرفه كل الناس في اليمن عن قبيلة أرحب، وأنها ملاذ للضعفاء وتكرم الضيف وتساعد المحتاج وتنصر المظلوم ولا ترضى بالظلم مطلقاً. والنقطة الثالثة أقررناها في إطار وثيقة العهد تركز على معالجة قضايا الشباب شباب القبيلة، وإزالة رواسب الماضي من جهة ومن جهة أخرى حل مشاكل الشباب بصورة مباشرة فقد درسنا أسباب المشاكل التي يعانيها الشباب دراسة متأنية فوجدنا أن أكثر المشاكل تأتي من الشباب نتيجة المعاناة التي يعانونها فالشباب لهم مشاكلهم ومنها عوائق الزواج وعندما يلحظ الشاب أن هناك عوائق تمنعه من الزواج مثلا يتجه إلى إثارة المشاكل نتيجة الإحباط وشعوره بعدم مقدرته على إكمال نصف دينه؛ لهذا أقررنا إزالة عوائق الزواج من خلال تخفيض التكاليف الباهظة للزواج وجعلها في حدود خمسمائة ألف ريال شاملة لكل شيء.. وأيضا أقررنا ميثاق شرف للعمل ملزما يمنع تغليب مصلحة الحزب على مصلحة الوطن والقبيلة وبدون إثارة الأحقاد أو التفريق بين أبناء القبيلة من منظور حزبي ضيق، وعدم إدخال الحزبية في قضايانا الاجتماعية والتزمنا جميعا بتنفيذ هذا الأمر ومعاقبة المخالف له من قبل الجميع.. .. هناك من يقول إن مديرية أرحب أصبحت ساحة ومرتعا للصراعات الدينية وغيرها كالحوثي ما هي حقيقة هذا الأمر؟ هذه قضية أعتبرها من أهم القضايا وهي محاولة البعض اتهام أرحب أنها أصبحت مرتعا للحوثيين وأن الحوثيين مخالفون للسنة والمذهب الزيدي، وهذه محض افتراء وكذب من أجل إشعال الفتنة بين أبناء القبيلة؛ لهذا كنا حريصين على كشف الحقائق ودحض الافتراءات، وقد ذهبنا وتحاورنا مع الشيخ شمسان نشطان راعي مركز الشيخ محسن نشطان في أرحب واستفسرنا منه عن الادعاءات التي يدعيها البعض بأن مركز الشيخ محسن نشطان يدرس مناهج الحوثيين يخرج حوثيين وهم كما يقال الذين يلعنون الصحابة رضي الله عنهم أو من الرافضة وتأكدنا من كذب هذه الادعاءات وكان رد الشيخ شمسان أنه ابن من أبناء القبيلة ويعمل على تدريس أبناء القبيلة المنهج الإسلامي الذي يدرس في كل اليمن بدون أي إضافات أو تحريفات واستنكر مثل هذه الاتهامات الباطلة التي تحاول نشر الفتنه في القبيلة، وأعطانا كتبا واطلعت عليها مع أناس من الإصلاح والإخوان وسألتهم ما الفرق بين السنة والزيدية فخلصوا إلى أن السنة والزيدية شجرة واحدة ولا يوجد بينهما خلاف والإشاعات التي تروج للخلاف بين السنة والمذهب الزيدي إشاعات فعلا حاقدة تحاول بث روح الفرقة والخلاف بين أبناء قبيلة أرحب وتدخل الفتنة بين أبناء اليمن كاملاً.. ونعمل الآن على تحديد موعد للقاء بالشيخ عبد المجيد الزنداني كونه عالما وكلامه مسموع ونطالبه بالدعوة إلى إنهاء الصراعات المذهبية؛ كون الجميع على مذهب واحد ومتوافق وهذا التوافق موجود من قديم الزمان، ولا أخفي عليكم هذا الأمر والاطمئنان الذي شعرنا به هو الذي أراحنا جميعا واندفعنا إلى تأسيس الملتقى من أجل مصلحة القبيلة وأبنائها بعد أن كنا على وشك أن نعادي المركز واصحابة ونقطع عليه كل الطرقات إذا صدقنا الإشاعات ولم نتأكد من أنفسنا من كذبها وزيفها. .. كيف يمكن وضع حد لمثل هذه الشائعات التي تؤثر على المجتمع من وجهة نظركم؟ أعتقد أن على الدولة أن تجمع العلماء في مؤتمر كبير وتجعلهم يوضحون للناس الحقائق ويعرفون بتحريم قتل النفس المسلمة وإزهاق الأرواح دون أي أسباب منطقية هذه الفتوى ستساهم في وضع حد لسفك الدماء، وإنهاء الصراعات التي تنشب بين أبناء اليمن فالحروب التي تجري في صعدة يذهب ضحيتها آلاف القتلى دون أي ذنب .. في اعتقادكم ما هي أهم التحديات التي تواجهها قبيلة أرحب في الوقت الراهن؟ أهم التحديات في اعتقادي هو الجهل وعدم فهم الواقع لهذا جميعنا محملون مسئولية من أجل محاربة الجهل ونحن نؤمن بأن وجود سلطة بهذا الشكل ومعارضة بهذا الشكل كل ما يهمهم مصالحهم ونؤمن أن اليمن ليست همهم وهدفهم واليمن معرضة للمخاطر مالم تكن مصلحتها مقدمة على كل المصالح، فنحن أولا بدأنا بأنفسنا وطمأنا أبناء القبيلة بأن المستقبل لن يكون مظلما إذا تكاتفنا جميعا في مواجهة التحديات وأنهينا الصراعات ومن خلال تأسيس الملتقى أعدنا لأبناء أرحب الأمل من مصدر قوة في توحدنا، وأيضا لا ننطلق من خلال الملتقى إلى معاداة أي طرف كان، بل نعمل على توحيد صفوفنا، وجمع قوتنا، وإنهاء خلافاتنا وثأراتنا، من أجل مستقبلنا نحن وأبنائنا وحتى نواجه أي تحديات بقلوب موحدة وبعزيمة لا تلين، ونتغلب عليها ولم نمنع على أبناء أرحب أن يتحزبوا، لكن داخل القبيلة نحن شيء واحد ومصلحة وطننا وقبيلتنا هي الأولوية وأخوتنا واحدة والحزبية لن تفرقنا مطلقا؛ لأننا رأينا أن الحزبية أضرت بالقبيلة أكثر مما نفعتها وأوصلتها إلى الدم. .. هل لكم موقف أو رؤى من مؤتمر الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له؟ طبعاً قبيلة أرحب ستشارك بقوة في الحوار الوطني ونحن الآن، إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بالأخ المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونحن نعتبر أنفسنا جندا من جنود اليمن؛ لأن مسئولية حماية اليمن وأمنها واستقرارها تقع علينا كلنا وليست مسئولية العسكري والمسئول الفلاني.. والأخ عبدربه منصور هادي هو رئيس لليمن ويحتاج لتكاتف الناس حوله ومساندته والتفافهم حوله، ويكفينا ما حدث في الماضي من خسائر في الوطن واقتصاده ودماء سفكت دون ذنب وبالتالي مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد سيكون بين خيارين إما خلاف وصراع جديد أو التئام وتوافق جميع شرائح المجتمع اليمني ومنهم القبائل التي تعتبر مؤثرة تأثيرا كبيرا، وهي تعتبر أساس المجتمع اليمني، وما سيجمع الجميع ويوحد رؤاهم في مؤتمر الحوار هو الاتفاق على الدستور الذي يضمن العدالة والمساواة بين جميع فئات الشعب وعلى شريعة محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم وهذا الدستور إذا كان أساسه الشريعة الإسلامية فسيكون أساس نجاح مؤتمر الحوار الوطني، أما إذا حاول البعض إدخال العمل الحزبي في الدستور فالخلافات ستستمر، لاسيما إذا تجاهلت الأحزاب الأطراف الأخرى في الحوار..