في تظاهرة طلابية بديعة وحضور رسمي وشعبي كبير كرمت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني نهاية الأسبوع الفائت بصنعاء (224) طالبا وطالبة من أوائل الجمهورية في جميع التخصصات المهنية والتقنية وكليات المجتمع، وذلك تحت شعار (بالقيم واحتراف المهن ترقى اليمن) وسط حضور للطلاب الأوائل وزملائهم وأولياء الأمور من مختلف محافظات الجمهورية.. أساس التنمية في عمق تلك الأجواء الفرائحية أجرت الجمهورية حوارات مقتضبة مع عدد من المعنيين في الوزارة وعدد من أوائل الجمهورية المكرمين وخرجنا بحصيلة جيدة توضح أهمية هذا النوع من التأهيل والتدريب والصعوبات التي يواجهها الطلاب خلال سنوات الدراسة.. كانت البداية مع الدكتور عبد الحافظ ثابت نعمان وزير التعليم الفني والتدريب المهني، الذي تحدث قائلاً: يأتي تكريم هذه الكوكبة المضيئة من أوائل الجمهورية من أصحاب المهن والمهارات الفنية تحفيزا لهم للإسهام في بناء اليمن الجديد من خلال طاقاتهم ومهاراتهم الفنية والمهنية المتميزة، فالخريجون بلا شك هم حملة رسالة لبناء المجتمع والإنسان من خلال المهارات النوعية والأفكار الطموحة التي يتميزون بها عن سائر الخريجين في مختلف أنواع العلوم. وأضاف: لا شك أن التعليم الفني يعاني من أشكليات كبيرة تتمثل أولا بالنظرة الدونية لهذا النوع من التعليم من قبل الدولة والمجتمع أيضا بالرغم التعليم الفني والمهني كان الأساس في أحداث النهضة الصناعية والتنموية في كل دول العالم المتقدمة، إضافة إلى ذالك تدني مستوى المخرجات من التعليم الأساسي في بلادنا، الذي يجعل الطالب غير قادر على استيعاب مختلف العلوم الحديثة والمهارات التي يقدمها التعليم الفني والتدريب المهني، وبالتالي لابد من النظرة الايجابية لهذا النوع من التعليم المهني والمهاراتي المهم والذي يعتبر أساس التنمية الحقيقية التي تبدأ بالإنسان، ولابد أيضا من مشاركة القطاع الخاص والرأس المال الوطني في الدخول في شراكة حقيقية والاستثمار في هذا القطاع الحيوي، والانطلاق بأفاق واسعة وحديثة للإسهام في دعمه وتطويره، لان الدعم الحكومي وحدة لا يفي بجميع متطلبات واحتياجات التعليم الفني المكلف الذي يعنى ببناء الإنسان فالعنصر البشري هو رأس المال الحقيقي لليمن، ولابد من العناية والاهتمام به من خلال بناء الطالب مهنيا وسلوكيا واجتماعيا وتسخير كل الإمكانيات لدعم وتبني مشاريع التعليم الفني والمهني وتفعيل نظام متابعة الخريجين لضمان وصولهم إلى سوق العمل والإسهام في الحد من البطالة ومكافحة الفقر. - وحول التوجهات الجديدة للوزارة في دعم الطلاب المتميزين تحدث الأخ الوزير بقولة: تعتزم الوزارة في إطار توجهها الفترة القادمة إيجاد بنك يمول كل مشاريع المبدعين من أوائل الجمهورية والخريجين من المعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع ومساعدتهم على بناء وتحقيق طموحاتهم وبناء مستقبل وطنهم بالتعاون مع القطاع الخاص والحكومة . حصاد طبيعي كما التقينا بعدد من الطلاب الأوائل في عدد من التخصصات والبداية كانت مع الطالب مراد احمد محمد بخيت الحاصل على المركز الأول في معهد دار الشرف بمحافظة اب قسم كهرباء الذي سألناه حول مستوى التكريم ودلالاته فأجاب بقولة: تكريم اليوم يؤكد أن هناك توجها من الحكومة للاهتمام بمخرجات التعليم المهني ورغم التأخر في التكريم لكنة ترك اثر ايجابي في نفوسنا، وننتهز الفرصة لندعو قيادة الوزارة إلى إعادة النظر في المنح الدراسية حتى يحصل عليها من يستحقها والاهتمام أيضا بالمنهج الدراسي حتى يواكب التطورات التي يشهدها العالم. - أما الطالب وليد محمد احمد من محافظة تعز، الأول في معهد الجند برمجة كمبيوتر فقال: طبعا التكريم هو حصاد طبيعي لجهود الطلاب المجتهدين الذين نالوا المراتب الأولى في كافة التخصصات ونتمنى من الوزارة الاهتمام بفتح مشاريع مناسبة للأوائل والخريجين وتسويق مخرجاتهم الفنية والمهنية واستغلال الأموال المجمدة في صندوق تنمية المهارات بإقامة مشاريع مدروسة يستفيد منها الطلاب الخريجين ويكون عائد المشاريع للدولة وللعاملين بدلا من البحث عن فرص عمل وضياع الشباب في الشوارع .. - كما تحدث عن العوائق التي يواجها في المعهد قال: ابرز العوائق هي عدم توفر المعامل والتجهيزات التعليمية، إضافة إلى عدم وجود صيانة للمعهد ومحتوياته، كما أن بدل المواصلات المعتمدة لأوائل الخريجين المقدرة بتسعة ألف ريال مبلغ ضئيل لا يفي بمتطلبات الطالب.. كما أضاف: ادعوا قيادة الوزارة إلى توفير المتطلبات للمعاهد، والعدالة في توزيع المنح الدراسية وتصفية رموز الفساد والمحسوبية ، وإعادة الثقة بالوزارة وقيادتها. منح للطالبات كما التقينا بالطالبة سمر حمود حسين خالد الحاصلة على المركز الأول في معهد أروى التقني بمحافظة حجة وسألناها وحول العوائق التي يواجها الطلاب أثناء الدراسة فقالت: ابرز العوائق هي عدم توفر معهد متخصص وكانت الدراسة في مدرسة تعليمية ثانوية لفترة ومن ثم تحول الطلاب إلى مدارس أخرى وتم توزيعنا إلى نصفين، وبعد هذه المعاناة ومطالبتنا المستمرة تم إنشاء معهد خاص بالتعليم الفني، ومازال يحتاج إلى بعض المتطلبات، كما طالبت بتزويد الطلاب المتفوقين بالمنح التي يستحقوها وتوفير منح داخلية للطالبات، وتوفير درجات وظيفية لهن مؤكدة أن التحاق الطالبات بالتعليم الفني أصبح ضرورة كون المعاهد الفنية وكليات المجتمع تضم الكثير من التخصصات المرغوبة والمطلوبة والتي تتناسب مع قدرات الفتاة - الطالبة ارزاق احمد بن احمد الأولى على دفعتها في المعهد التقني بدار سعد بمحافظة عدن ترى أن التكريم لم يلبي طموحات الخريجين وحقهم أسوة بزملائهم السابقين من ناحية الجوائز والتكريم إضافة إلى عدم وجود منح للطالبات في الكثير من المحافظات، وحول أسباب عزوف الطالبات عن المنح الخارجية قالت: المنح الخارجية لا تتناسب مع ظروف الطالبات اليمنيات وبالتالي على الوزارة أن تراجع لوائحها وتوفر منح داخلية للفتيات لاسيما مع وجود تخصصات مناسبة في كليات المجتمع والجامعات وتأهيل الفتيات للحصول على درجة البكالوريوس، كما طالبت باعده النظر في مهام ونشاط صندوق تنمية المهارات الغائب كليا والذي لم تسمع عنة أو ترى أي نشاط ملموس يقوم به. قصور كبير الطالبة فاطمة عبدا لله داؤود الأولى في قسم تصوير فوتوغرافي بمحافظة عدن قالت: التكريم أعطانا انطباعا جيدا ولكن لازال هناك قصور كبير في التنظيم من حيث التواصل بالخريجين وتوزيع المنح وحرمان فتيات عدن من المنح الدراسية التي رفض قبولها من قبل طالبات أمانه العاصمة ومحافظة صنعاء، وقالت : لوكان هناك تواصل مع مكاتب التعليم في المحافظات لتم الاستفادة من هذه المنح بدلا من ضياعها. - كما أضافت : ادعوا وزير التعليم الفني إلى توفير التجهيزات والمعامل كون الكثير من المعاهد لا يتوفر فيها أدنى المتطلبات التعليمية والاهتمام بهذه الكوادر التي حققت أعلى الدرجات والذي يمكن استغلالهم في التدريب في مختلف معاهد اليمن إذا توافر لهم التأهيل الأكاديمي والدورات التدريبية خاصة وأننا اليوم أكثر احتياجا للكادر التدريبي في المعاهد المهنية وكليات المجتمع. - الطالبة سهر عبدالجبار طارش الأولى في المعهد التقني التجاري بالحصب محافظة تعز قالت: التكريم يعبر عن بداية الاهتمام بالطلاب الخريجين من الأوائل ويعد فرصة لطرح مختلف القضايا والمشاكل التي يواجهها الطلاب سوء من حيث توزيع المنح الدراسية أو القضايا الأخرى والتي طرحناها أمام الوزير والمسئولين في الوزارة الخاصة بمشاكلنا في المعهد والمتمثلة بعدم وجود مدرسين لبعض المواد الدراسية وعدم تعاون إدارة المعهد، وترى الطالبة سهر أن النهوض بالتعليم الفني والمهني بحاجة إلى توفير الإمكانيات وتأهيل الكادر التعليمي والاهتمام بالمخرجات التعليمية من حيث التسويق والمنح الدراسية . - الطالبة فلسطين ناصر محمد الحلي : أكدت أن التكريم لم يرقى إلى مستوى يليق بأوائل الخريجين من حيث الجوائز المقدمة والتي انتظرها الطلاب الأوائل طويلا وأملوا أن يتم مساواتهم بالدفع السابقة.. وحول العوائق قالت: وجدنا قصور كبير في التدريب العملي ونتمنى أن يعاد النظر في وضع الطلاب الدارسين وتوفير الاحتياجات الأزمة للتدريب، وتشجيع الفتيات بالالتحاق بالتعليم الفني والمهني بتسهيل الإجراءات، وأيضا ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي لتخطي القيود الاجتماعية التي تحرم الكثير من الفتيات من الالتحاق بالمعاهد المهنية والفنية إضافة إلى ضرورة مواكبة التخصصات المهنية والفنية وتوفير المتطلبات العلمية، الموجود في العالم فالعالم أصبح اليوم قرية واحدة، والتواصل والاستفادة من الخبرات أصبح أمر سهل ومتاح للجميع فلماذا لا نستفيد من تجارب ودول حققت نجاح في هذا الجانب..