تعد الحواس الخمس قنوات التواصل الحقيقية للإنسان ومعبر مهم للمعلومة إنهن بحق رسل العقل وشهوده ونوافذ العاطفة ومنافذها إلى العالم الخارجي بهن يعطي حكمه عليه ويحدد قناعاته به. ترى كيف عبر الشعراء عن هذه الحواس ؟ سنأخذ في هذه العجالة حاسة البصر ونقتطف مواقف لبعض الشعراء عبروا وبرروا وأحيانا سخروا. يقول ابن رشيق القيرواني: لا بد في العُورِ من تيه ومن صلف لأنهم يبصرون الناس أنصافا وكل أحول يلفى ذا مكارمة لانهم ينظرون الناس اضعافا والعمي أولى بحال العور لو عرفوا على القياس ولكن خاف من خافا أما أبو العيناء والذي كان أحولا فيقول: حمدت إلهي اذ بلاني بحبها على حول يغني عن النظر الشذر نظرت إليها والرقيب يظنني نظرت إليه فاسترحت من العذر ولما أخذ الله بصره أنشد يقول : إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وسمعي منهما نور قلب ذكي وعقل غير ذي خطل وفي فمي صارم كالسيف مشهور ويبرر بشار بن برد فقدانه لبصره قائلا: قالوا العمى منظر قبيح قلنا بفقدي لكم يهون تالله ما في البلاد شيء تأسى على فقده العيون وقال مفلسفا العمى: إذا ولد المولود أعمى وجدته وجدك أهدى من بصير و أجولا عميت جنينا والذكاء من العمى فجئت عجيب الظن للعلم معقلا وغاض ضياء العين للقلب فاغتدى بقلب إذا ما ضيع الناس حصلا وقال المتنبي وربما قالت العيون وقد يصدق فيها ويكذب النظر بشار بن برد: وقد أشاروا بتسليم على حذر من الرقيب بأطراف وأجفان وقال : يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا أبو الشيص الخزاعي: وكأنها وسنى إذا نظرت أو مدنف لما يفق بعد بفتور عين ما بها رمد وبها تداوى الأعين الرمد الحيص بيص: العين تبدي الذي في قلب صاحبها من الشناءة او حب اذا كانا ان البغيض له عين تكشفه لا تستطيع لما في القلب كتمانا فالعين تنطق والافواه صامتة حتى ترى من ضمير القلب تبيانا [email protected]