سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الجمهورية: لن نرضى بعد اليوم بأن يكون هناك ظالم ومظلوم في مؤتمر صحفي مشترك عقده عصر أمس في دار الرئاسة مع أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج
أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ، رئيس الجمهورية أن كافة الأطراف اليمنية قدمت تنازلات في سبيل إخراج اليمن من الأزمة التي كادت تعصف به في العام الماضي وإنجاز التسوية السياسية لتحقيق التغيير عبر الانتقال السلمي للسلطة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأخ رئيس الجمهورية عصر أمس في دار الرئاسة مع أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني عقب الاحتفال بمرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وقال الأخ الرئيس :« لقد تنازل جميع الأطراف.. تنازل الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك ومن يساندون الشرعية الدستورية وأنصار الشرعية الثورية وكل الشعب اليمني تنازل من أجل الخروج بوطننا من تلك المرحلة وذهبنا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ».. مبيناً أن المبادرة الخليجية لم تنفذ ببساطة الأمر الذي استوجب بلورة آلية تنفيذية لها. وأضاف :« استمررنا نعد الآلية التنفيذية للمبادرة ابتداء من شهر يوليو من العام المنصرم حتى ال 23 من شهر نوفمبر من ذات العام وقد أوجدنا في هذا الآلية بحسب ما نعتقد أنه سيلبي طموحات كل اليمنيين إن شاء الله كما أوجدنا الطرق والأساليب والخطوات التي يتم اتباعها لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة». وأردف الأخ الرئيس قائلا: «لقد جسد أبناء الشعب اليمني التبادل السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة.. حيث جرى تبادل سلمي للسلطة لأول مرة في تاريخ اليمن وبأسلوب حضاري ديمقراطي وعبر انتخابات حرة ومباشرة وبإشراف وتعاون الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن ودول الاتحاد الأوربي». وتطرق الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى طبيعة التحديات التي واجهت اليمن والمساعي الوطنية والجهود الدولية التي بذلت في سبيل الخروج من الأزمة وتجاوز شبح الحرب والاقتتال الأهلي. وقال الأخ رئيس الجمهورية : «لقد وصلت اليمن الى مرحلة بداية الحرب الأهلية ..جيش وأمن مقسم ومجتمع مقسم وإطلاق النار يدوي في أرجاء العاصمة صنعاء العاصمة وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام إلى جانب تردٍ كبير للخدمات الأساسية فالكهرباء والطرق والمشتقات النفطية قطعت ..وكانت الظروف صعبة ومعقدة ولكن والحمد لله بتنازل كافة الأطراف وكافة أبناء الشعب اليمني تم الخروج من الأزمة» . واستطرد الأخ الرئيس قائلاً:«واليوم نحتفل بمرور عام على توقيع المبادرة وآليتها التنفيذية كونها كانت المخرج الوحيد للشعب اليمني لتجنيبه الانزلاق الى الحرب الأهلية»، موضحاً أن الأوضاع في اليمن كانت تتسم بصعوبات وتعقيدات كبيرة نظراً لطبيعة تأثيرات العوامل الثقافية والقبلية والمناطقية والمذهبية وغيرها بجانب الصعوبات في الأمن والجيش نتيجة طبيعة بنائهما وتركيبهما المنقسم. ولفت إلى أنه لايمكن مقارنة الأوضاع في اليمن بالأوضاع التي كانت سائدة في بعض دول الربيع العربي ومنها تونس ومصر . واستدرك الأخ الرئيس قائلاً :« ولكن الحمد لله نحن اليوم في مرحلة أفضل من العام الماضي بكثير، ولدينا تصميم وإيمان قوي بأننا سنوصل جهودنا إلى يوم 21 فبراير من عام 2014م لإنجاح المرحلة الثانية للمبادرة الخليجية والوصول إلى الحكم الرشيد والتبادل السلمي للسلطة وإنجاح النهج الديمقراطي في اليمن وتجسيد العدالة والمساواة وبناء دولة مدنية وإنجاز تعديل الدستور بما يرضي كل الأطراف ،وبحيث لا يكون هناك لا ظالم ولا مظلوم».. وقال :«لن نرضى بعد اليوم على الإطلاق أن يكون هناك ظالم أو مظلوم، ويجب أن يكون جميع المواطنين سواء أمام القانون ». وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل تسير بوتائر عالية وتم انجاز ما يزيد عن « 95 ٪» من أعمال التحضيرات ولم يتبق إلا الشيء القليل وهو في طريقه للإنجاز في غضون الأيام القليلة القادمة . وفي إجابته على سؤال عن نتائج التواصل مع ممثلي الحراك الجنوبي في الخارج بغية إشراكهم في الحوار .. قال الأخ الرئيس:«بالنسبة للحراك الجنوبي هناك طرف يريد انفصال ويطالب بفك الارتباط وفي طرف آخر يريد الفيدرالية وفي طرف آخر يريد الحوار وسيشارك ضمن الحوار الوطني، وفي اتصالات بيننا وبينهم». وأضاف :«نتمنى من الجميع أن لا تفوتهم الفرصة في المشاركة في الحوار، وأما الذين يتحدثون عن فك الارتباط فعليهم أن يدركوا أن هناك قرارين لمجلس الأمن رقمي (2014) و (2051) ينصان على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة أراضي اليمن وأن أية معالجات لأية قضايا ستتم تحت سقف وحدة وأراضي اليمن الموحد، وأي نظام سيأتي يتبنى أقاليم ويجسد العدالة في كل منطقة فهذا شيء مقبول ويمكن طرحه في إطار الحوار. وشدد الأخ الرئيس أن قراري مجلس الأمن والمبادرة الخليجية كانت واضحة فيما يتعلق بالحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن ، وذلك ما نص عليه البند الأول من المبادرة الخليجية وتضمنه قراري مجلس الأمن . وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن المبادرة الخليجية انطلقت من خلال قناعات إقليمية ودولية وهي مرعية بضمانات إقليمية ودولية والأممالمتحدة تتابع سير تنفيذها والشعب اليمني سينفذها تماماً بكل إصرار وقوة. ومضى قائلا:«ينبغي أن يكون واضحاً في عقل كل يمني صحفياً وإعلامياً أو قيادياً وسياسياً أن المبادرة الخليجية هي ليست كوثيقة العهد والاتفاق وأن هذه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مربوطة بمجلس التعاون الخليجي وبالأممالمتحدة وبقراري مجلس الأمن 2014 و2051 وعملياً سينفذ كل حرف فيها ومن يتطاول او يخرج عنها سيعاقبه الشعب اليمني قبل الأممالمتحدة». وتابع :«يجب أن يستوعب الجميع أن الشعب اليمني هو الذي سيعاقب من يسعى لعرقلة المبادرة قبل ما تعاقبه قرارات الأممالمتحدة»..وعبر الأخ الرئيس عن ثقته في أن الشعب اليمني قادر على التغلب على أية تحديات ويحقق المعجزات كما حدث وقت الانتخابات الرئاسية المبكرة .. ولفت إلى التساؤلات التي كانت تثار عقب توقيع المبادرة الخليجية كيف ستجرى انتخابات والتوتر قائم إلا أن أبناء اليمن أسقطوا الرهانات على فشل الانتخابات وكان الناخبون يمرون من وسط المتارس ويذهبون إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم وكانت هذه معجزة شهد لها العالم».. مبيناً أن النجاح الكبير لتلك الانتخابات قد عكس ان الغالبية العظمى وبنسبة 95 % من أبناء الشعب اليمني يريدون السلم والأمان والعيش بكرامة وأن يخرج البلد من أزمته ويتم التغلب على كافة التحديات ويتم القضاء على الفقر المدقع .. ودعا الأخ الرئيس الجميع وفي المقدمة الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والشباب إلى ان يعززوا ثقتهم بأنفسهم ويتفاءلوا بالمستقبل وأن يدعموا المبادرة الخليجية والحوار الوطني ليخرج اليمن من هذا المأزق الذي هو فيه .. وقال :« كلما تعززت الثقة في أنفسنا نستطيع تحقيق كل طموحاتنا ومثلما وصلنا في الأمس القريب إلى صناديق الاقتراع وتخطينا كل المتارس, سنصل إلى الحوار الوطني والى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على الدستور الجديد بكل نجاح إن شاء الله تعالى». من جهته جدد الأمين العام للأمم المتحدة التزام المجتمع الدولي بدعم مسار التسوية السياسية في اليمن.. مشيراً إلى أن العملية السياسية القائمة في اليمن حققت الكثير من أهدافها المتمثلة في تثبيت مسار التهدئة الناشئة في البلاد وتطبيق بنود المبادرة الخليجية عقب التوقيع على وثيقة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في الرياض .. وقال :«يشرفني ويسعدني أن أزور للمرة الأولى هذا البلد بصفتي الأمين العام للأمم المتحدة وبشكل خاص عشية الذكرى الأولى للانتقال التاريخي والاتفاقية التاريخية لنقل السلطة والتي وقعت في ال 23 من تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي في الرياض». وأضاف :«إن اليمن قد حقق إنجازاً تاريخياً عظيماً وأنا أثني بشكل عظيم على قيادة الرئيس هادي وحكومته الكفؤة وشعب اليمن الشجاع ،فالأممالمتحدة واقفة هنا كي تشهد التقدم الذي أحرزتموه وأيضا كي تعيد تأكيد التزامنا القوي بأننا سنقف جنباً إلى جنب مع شعب وحكومة اليمن في سعيكم لإحراز تقدم نحو مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً ويتسم بالمصالحة والمشاركة والديمقراطية». وأردف قائلاً :«الآن وقد حققتم هذه الانجازات التاريخية وهي، اتفاقية نقل السلطة وأحرزتم الانتقال السلمي للسلطة والحكم, فهذه لحظة تاريخية ولكن ربما من السابق لأوانه أن نحتفل بذلك تماماً ، فما زال أمامنا شوط طويل أعرف أنه سيكون مليئاً بالعراقيل والتحديات، لقد بدأتم التحضير لمرحلة الحوار الوطني وقد اجتمعت مع أعضاء اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وهم ملتزمون بالكامل لمعالجة كل التحديات بما في ذلك تظلمات الجنوب والمسألة الجنوبية، وتلبية التطلعات المشروعة لشعب اليمن». وتابع :«إن هذه العملية يجب أن تكون وسوف تكون بقيادة اليمن وملك لليمن, والأممالمتحدة ستقف جنباً الى جنب مع بقية الدول الأعضاء في المجتمع الدولي وستواصل توفير المساعدة». وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن ثقته في أن الرئيس هادي وبقية الوزراء والمسئولين والشعب سيبذلون مزيدا من الجهد المكرس لخلق مستقبل أفضل وأكثر وعداً لشعب اليمن،فهذه هي الرؤية التي نحملها ». وأردف :« وكما قال فخامة الرئيس هادي إن بلادكم كانت على شفير حرب أهلية قبل نحو عام وقد تغلبتم على كل ذلك بشجاعتكم السياسية وبعزمكم ،الأمر الذي أثبت في نهاية الأمر أن الحكمة السياسية وبعد النظر هي التي انتصرت، وهذه العملية يجب أن تكون لا رجوع عنها، فلا يمكن العودة عما تم انجازه».. وقال:« أعرف أن أمامكم أو أنكم تحملون إرثاً صعباً من الماضي ولكن بالإمكان التغلب على ذلك عن طريق المصالحة والتفاهم المشترك ، وعن طريق سياسات راعية ومهتمة من جانب الرئيس هادي ورئيس الوزراء باسندوة وحكومة الوحدة الوطنية ، فحكومة الوحدة الوطنية هذه كانت تلعب دوراً مهماً للغاية». وأضاف :«أنا على ثقة بأنه في ظل القيادة القوية وبفضل المساعدة القوية من الأممالمتحدة سوف يتحقق لكم النجاح، هذه رسالتي ودعونا نسير معاً جنباً إلى جنب ، وأنا ألتزم هنا بالعمل معكم جميعاً كي نجعل اليمن حكاية نجاح أخرى للديمقراطية التشاركية والازدهار والتصالح والحكم المتسق، ونحن جميعاً رجالا ونساء أغنياء وفقراء يمكننا ان نتمتع بكرامة الإنسان». من ناحيته جدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني التأكيد بأن دول مجلس التعاون تدعم وبقوة إنجاح تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن .. وقال :«بداية لا استطيع أوصف شعوري بأني أول ما وصلت إلى اليمن في هذه الزيارة شاهدت اليمن متغيرة عما كانت عليه في السابق وشاهدت الأمل في عيون المسئولين ولدى المواطنين في الشارع ». وأضاف :« الحمد لله اليوم اليمن أفضل من أمس وغداً اليمن سيكون أفضل بإذن الله تعالى». وتطرق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الى ما يوليه مجلس التعاون لدول الخليج من اهتمام كبير لدعم اليمن ومابذله من جهود لمساعدة اليمن للخروج من الأزمة . وقال :«إن مجلس التعاون وبالتنسيق مع الأشقاء في اليمن ناقش فكرة المبادرة الخليجية وأصحاب السمو المعالي وزراء الخارجية عقدوا خلال شهر حوالي أكثر من خمسة اجتماعات استثنائية وهذه ما حدثت في تاريخ مجلس التعاون إلا من أجل اليمن ولنقاش موضوع كيف ندعم ونساعد إخواننا وأشقاءنا في اليمن».. مبيناً أنه في ضوء ذلك كانت المثابرة والتواصل ضمن زيارات عديدة للوصول الى مشروع مقترح للمبادرة الخليجية تتجسد فيها حقيقة الحكمة اليمنية . واستطرد قائلاً :«كانت هناك اختلافات بسيطة على أمور لكن حقيقة وأنا هنا أسجلها للتاريخ الإخوان اليمنيون عملوا معانا وسهروا الليل وعانوا وواجهوا تحديات حقيقة ولكنهم كانوا القدوة في الإصرار وهذا ما زادني أملاً وتفاؤلاً بأن اليمن بخير مادام في قيادات بهذا المستوى ومادام في قيادات تنأى بروحها عن القتال وتبغي السلم و التحضر وتهتف له وبروح ومنهجية راقية جداً».. لافتاً إلى أن الجهود تواصلت إلى أن تم توقيع المبادرة وجاء الدعم الدولي بقرارين من مجلس الأمن . وكشف الزياني انه كان يتحدث خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة في صنعاء عن كيف يمكن للأمم المتحدة أن ترسم نموذجاً للتسوية السياسية التي جرت في اليمن وكيف استطاع هذا البلد أن يعالج مشكلته بدعم من المجتمع الدولي وصولا الى النتائج التي راح يفتخر بها الجميع المجتمع الدولي والإقليمي وصاحب الشأن.. وقال:«اليوم كلنا لنا الحق أن نفتخر، بأن حبا الله اليمن حقيقة بفخامة الرئيس وبإخوانه رئيس الوزراء والوزراء و حكومة الوفاق تعكس مثال الروح اليمنية وكيف تمكن من كانوا مفترقين أن يكونوا اليوم فريقاً واحداً في حكومة واحدة يخدمون هدفاً واحداً ليكن الشعب كله مع بعضه يلتف حول القيادة يبدأ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية للحوار الوطني لترجمة تطلعات الشباب وتطلعات الشعب اليمني وتطلعاتكم كلكم إلى واقع ملموس من خلال الحوار الوطني ومن خلال دعمكم أنتم في وسائل الإعلام »..مهيباً بوسائل الإعلام بتعزيز دورها في سبيل الوصول إلى حوار وطني يعكس كل طموح وتطلعات الشعب اليمني ليفخر الجميع بيمن عزيز مستقر موحد آمن مزدهر ..وعبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن الأمل في أن يخلص مؤتمر الحوار إلى بلورة رؤية وطنية مشتركة تعيد صياغة مستقبل اليمن صوب الاستقرار والازدهار المنشود .