تعد الحواس الخمس قنوات التواصل الحقيقية للإنسان ومعبراً مهماً للمعلومة إنهن بحق رسل العقل وشهوده ونوافذ العاطفة ومنافذها إلى العالم الخارجي بهن يعطي حكمه عليه ويحدد قناعاته به . ترى كيف عبر الشعراء عن هذه الحواس ؟. سنأخذ في هذه العجالة حاسة التذوق، ونقتطف مواقف لبعض الشعراءعبروا وبرروا وأحيانا سخروا. بالطبع سبق لك وأن أكلت تينا لكن هل شعرت بما شعر به ابن المعتز وهو يتذوق من طبق مملوء بالتين . أنعم بتين ٍطاب طعما واكتسى حسنا وزان مخرّجا في منظّر في برد ثلج في نقا تبر وفي ريح العبير وطيب طعم السكر يحكي إذا ما صب في أطباقه خِيَما ضُربن من الحرير الأحمر أما القهوة فقد وصفها ابن الرومي بما يحلو له حيث قال : من قهوة سرّت الشبان شرتها وعهدها عهد سابور وفيروز لم جدا ولم تحمض مذاقتها بل ذات طعم من الطعمين ممزوز ابن دنيال الموصلي : احذر نديمي أن تذوق المسكرا أو أن تحاول قط أمرا منكرا ابن فركون : ولكن إذا لم تدر ما بي ولم تذق غرامي وما ألقى فسوف تذوق ابن نباته السعدي : ما بال طعم العيش عند معاشر حلو وعند معشر كالعلقم أحمد شوقي : يا أبي والموت كأس مُرة لا تذوق النفس منها مرتين الشريف المرتضى : ومرتشف الشفتين زار مخاطرا حتى سقاني من ديه الريقا ما إن يبالي من تذوق عذبه وهو المنى ألا يذوق رحيقا أبو العتاهية : ما العيش إلا كدر وصفو طعم له مر وطعم حلو الأفوه الأودي : وذقت مرارة الأشياء جمعا فما طعم أمر من السؤال