كان سيدي عظيماً فيه طهر الأنبياء صدقهم زهدهم عفتهم كم صلى للرب في باب الفقراء يدعوه أن يهبهم الدفء يحميهم من وحشة العراء يتعهدهم يذود عن حقوقهم بعصاه ويمحو أحزانهم بأنامل الضوء يغسلها من نبع عينيه يجتثه من أحضانهم ويلعن الشقاء كان سيدي ولازال يتجول في بساتيننا في عتمة الليل وحيداً ونحن في سبات عميق يحرسها.. ينقيها من أدران القبيلة يشذبها بحس المدينة يدفن القبح في مسالخ العمالة ويبتر الرذيلة تفيض الحشود من قلب المدينة وأنا فيهم حالماً باحثاً عنك في فضاءتهم يا سيدي فتطل من السماء ملاكا وفي يديك كسرة خبز للفقراء وفي عينيك ربيع أمان للخائفين في مواسم جنائزنا تكون هدهدات روحك ونبضنا.. وفيض الدموع... توائم يهمس الجرح والليل عزاء جرح هاجر فيما تبقى من فتات عظام أبيك سؤالك كم كان محرجاً: لم نهشته في أدغال الحدود السوائم؟!! أي عار تطويه ربطة أعناقهم والعمائم؟!! عذراً سيدي خلفت عُصبة عندما تحاور تقيم حضرة وتحمل المباخر بالنار يحيكون مؤامرتهم ونحن نعزي على قيثارة الأنين نحن لحلمنا الكبير للإنسان للأمان للسلام لصرخة عظيمة يكون فيها تقرير المصير عندما استيقظت من نومي الحزين خرجت أبحث عنك في شوارع المدينة منابرها كنائسها أزقتها زنازنها حدائقها مدافن قوتها صناديقها منابع أنهارها وشواطئ البحر العميق كنت وحيداً وخلفي الحشود عدت واليأس في قبضة يدي استلقيت في ظلال مدينتك قليلاً أحط عن كاهلي الحنين إليك فوجدته يسبقني في البحث عنك يا سيدي أسابقه دخلت المضيق كانت ترسانة العدو مخضرة ومن حولها يبس النخيل نخرته السوس وعلى حافته شباك صيد كالرميم وشيء من فتات صياد قديم جديد منعتني إشارة المرور العبور ظللت أقاوم وأقاوم كانت رائعة صهيل البنادق وتلك الأساور والجنازر وهي تسحبني للزنازن ظننت أنك محبوس هناك يا سيدي فاستعذبت أن أغادر علّي أجدك فيها كنت تصلي خلف صدورهم وترسم حلمك أحلامهم وتفتح الطريق للمظلومين للمسافرين للكادحين قلت لي ألا أداهن ألا أحاذر