أنعش المنتخب القطري (العنابي) آماله في مواصلة مشواره ببطولة كأس الخليج الحادية والعشرين، وتغلب على نظيره العماني 2-1 مساء يوم أمس الثلاثاء في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى.. وحصد العنابي أول ثلاث نقاط له في البطولة، بعد أن خسر مباراته الأولى أمام نظيره الإماراتي 1-3، بينما تجمد رصيد المنتخب العماني عند نقطة واحدة حصدها بتعادله السلبي مع نظيره البحريني في المباراة الافتتاحية. وافتتح النجم خلفان إبراهيم خلفان التسجيل لقطر في الدقيقة 55 من ضربة جزاء، ثم تعادل حسين الحضري للمنتخب العماني من ضربة جزاء أيضاً في الدقيقة 70، قبل أن يخطف اللاعب البديل محمد السيد «جدو» هدف الفوز للمنتخب القطري في الدقيقة 88.. ونجح الفرنسي بول لوغوين المدير الفني للمنتخب العماني في الارتقاء بمستوى الفريق بشكل ملحوظ، مقارنة بما ظهر عليه في مباراته الأولى أمام المنتخب البحريني المضيف، وخلق المدرب التوازن بين النشاط الهجومي المتواصل، واليقظة الدفاعية وكان الأفضل طوال المباراة رغم الهزيمة. أما المنتخب القطري فقد افتقد الانسجام والتفاهم بين لاعبيه، خاصة بعدما أجرى المدير الفني البرازيلي باولو أوتوري عدداً من التغييرات في التشكيل الأساسي للفريق.. وسيطر المنتخب العماني على مجريات اللعب في الشوط الأول وكان الأفضل والأخطر من الناحية الهجومية وكاد أن يسجل أكثر من مرة لولا تألق حارس المرمى القطري قاسم برهان، بينما أخفق العنابي في تشكيل أي خطورة هجومية على المرمى العماني.. وفي الشوط الثاني، لم يختلف الحال كثيراً، حيث استمر تفوق الفريق العماني وظلت الفاعلية الهجومية غائبة عن أداء العنابي، لكن الأخير نجح في انتزاع الفوز والخروج من المباراة بالنقاط الثلاث. تغييرات مثيرة للجدل أجرى كل من المدربين عدداً من التغييرات المثيرة للجدل على التشكيل الأساسي الذي خاض به الجولة الأولى، كان أبرزها غياب نجم الهجوم العماني عماد الحوسني عن التشكيل الأساسي وإعادة هيكلة خط وسط المنتخب القطري.. ودفع أوتوري بحسن الهيدوس وماركوني في الدفاع إلى جانب محمد كسولا وإبراهيم ماجد، وغامر بإشراك الرباعي يونس علي رحمتي وطلال البلوشي وعبدالعزيز حاتم وخلفان إبراهيم خلفان في خط الوسط، كما دفع بيوسف أحمد في الهجوم مع سيبستيان سوريا علماً بتشابه أسلوب اللعب بينهما. استبعاد الحوسني أما الفرنسي لوغوين فقد فجر مفاجأة باستبعاد النجم عماد الحوسني من التشكيل الأساسي، ودفع بعبدالعزيز المقبالي في الهجوم أمام رائد صالح وأحمد مبارك كانو ومحمد الفارسي وإسماعيل العجمي وفوزي بشير.. وخاض أوتوري اللقاء بطريقة 4-3-1-2، وبدأت المباراة حماسية، وأظهر كل من الفريقين رغبته في تقديم أداء جيد يصالح به جماهيره بعد البداية المتواضعة في الجولة الأولى من مباريات المجموعة. هجمة منظمة بدون إيجابية وكاد فوزي بشير أن يتقدم للمنتخب العماني في الدقيقة الثالثة عندما شن الفريق هجمة منظمة وسدد بشير كرة خطيرة، لكن قاسم برهان تألق وتصدى لها ببراعة. كان المنتخب العماني الأفضل والأنشط هجومياً في الدقائق الأولى، في حين لم ينجح المنتخب القطري في تشكيل أي خطورة هجومية حقيقية على مرمى الحارس العماني مازن الكاسبي. وظهرت خطورة المنتخب العماني مجدداً في الدقيقة 14 حيث استغل الارتباك الدفاعي لمنافسه، وسدد محمد الفارسي كرة خطيرة تصدى لها قاسم برهان ببراعة، وأخرجها إلى ركنية لم تستغل.. وحاول المنتخب القطري الدخول في أجواء المباراة لتبادل المحاولات الهجومية مع منافسه، لكن الفريق العماني فرض رقابة لصيقة على النجم سيبستيان سوريا، ولم ينجح يوسف أحمد في إحداث تغيير واضح في خط هجوم العنابي. معالجة ثغرات العنابي بمرور الوقت بدأ المنتخب القطري معالجة الثغرات الدفاعية، وقلل الخطورة على مرماه بشكل تدريجي، لكن العنابي ظل غائباً في الجانب الهجومي.. ولعب فوزي بشير دوراً بارزاً في صناعة هجمات المنتخب العماني منذ بداية المباراة، وأثار قلق الجماهير العمانية بشكل كبير عندما سقط مصاباً في الدقيقة 34، لكنه عاد سريعاً وواصل اللعب. وكاد المقبالي أن يتقدم لعمان في الدقيقة 40 حيث تلقى طولية، وهيأ الكرة برأسه، ثم سدد في ظل رقابة دفاعية لصيقة، لكن قاسم برهان أنقذ العنابي مجدداً وتصدى للكرة.. وأشهر الحكم اليمني مختار صالح البطاقة الصفراء للاعب العماني محمد الفارسي بسبب الخشونة مع سيبستيان سوريا في الثواني الأخيرة من الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي. شوط تضميد الجراح وكما كان متوقعاً، دفع أوتوري باللاعب جارالله المري بدلاً من يوسف أحمد في هجوم العنابي، لكن الحال لم يختلف كثيراً؛ حيث استمر التفوق الهجومي للفريق العماني.. وهز أحمد مبارك كانو شباك المنتخب القطري في الدقيقة 50 حيث سدد كرة قوية من ضربة حرة ارتدت إليه بعدما اصطدمت بالحائط البشري ليسددها مجدداً ويوجهها زميله برأسه إلى داخل الشباك لكن الحكم لم يحتسبها هدفاً بسبب وجود تسلل واضح، ثم تصدى قاسم برهان لكرة خطيرة من المقبالي بعدها بثوان. في الدقيقة 54 تلقى المنتخب العماني صدمة حيث حصل الفريق القطري على ضربة جزاء بسبب تصدي محمد المسلمي لكرة من خلفان إبراهيم بيده، وتقدم خلفان لتسديد ضربة الجزاء مسجلاً منها هدف التقدم للعنابي.. وأجرى لوغوين تغييره الأول في الدقيقة 63 وأشرك حسين الحضري بدلاً من النجم فوزي بشير.. وبعدها عزز المنتخب العماني محاولاته أملاً في إدراك التعادل سريعاً، وهو ما تحقق في الدقيقة 70 حيث حصل الفريق على ضربة جزاء، بدعوى قيام إبراهيم ماجد بعرقلة جمعة درويش، وتقدم حسين الحضري لتسديد ضربة الجزاء مسجلاً منها هدف التعادل لعمان. وقبل تنفيذ ضربة الجزاء منح لوغوين النجم عماد الحوسني فرصة المشاركة من مقعد البدلاء وحل مكان المقبالي.. وقبل خمس دقائق من نهاية المباراة، أجرى أوتوري تغييرين دفعة واحدة، وأشرك محمد السيد «جدو» ووسام رزق بدلاً من سيبستيان سوريا وعبدالعزيز حاتم.. وفي الدقيقة 88 استغل محمد السيد «جدو» عرضية، وسجل هدف الفوز للمنتخب القطري ليهدي فريقه النقاط الثلاث، ويجدد آماله في البطولة الخليجية.
