اندمجت اليمن رياضياً في المنظومة الخليجية وظهرت من خلال مشاركة المنتخب الكروي في الدورات الخليجية الكروية التي انطلقت عام 1970م في منامة البحرين وعملت على تطوير كرة القدم في الدول الست (السعودية – الكويت – البحرين – قطر – الإمارات – عمان) إضافة إلى العراق وهو المنتخب السابع ثم التحق اليمن لتكتمل المنظومة ثمانية منتخبات..ويتغير نظام البطولة من نظام الكل مع الكل إلى نظام المجموعتين. ورغم أن مشاركات المنتخب الوطني تعد قصيرة كونها ابتدأت من خليجي 16 في الكويت..أي أنها تجربة خمس بطولات وإلى جانب(خليجي 21) يصبح رصيد منتخبنا الوطني (6) بطولات..لكننا نريد أن نعمل على تقييم مشاركة الأحمر اليمني في بطولات الخليج من حيث المردود الإيجابي للدورة بمشاركة اليمن..فهل فعلاً شكلت بلادنا إضافة نوعية «لخليجي» سواءً فنياً أم جماهيرياً..؟ ثم ماالذي اكتسبته الكرة اليمنية من ذلك.. وهل هناك موانع للاستفادة من هذه البطولة؟! للإجابة عن هذه التساؤلات..وللاستقراء الموضوعي كان ينبغي علينا قراءة التجربة اليمنية في بطولات الخليج بعيون فنيين ذوي تخصص ورؤية تقييمية.. للحصول على ماهية الجدوى الإيجابية للكرة اليمنية.. وما يتصل بذلك. (الجمهورية) التقت الكابتن يحيى فارع اللاعب الأسبق للنادي الأهلي في تعز والكابتن خالد عتيق المدرب الوطني ولاعب صقر الحالمة سابقاً والمدرب واللاعب السابق في القلعة الحمراء الكابتن عبدالعزيز طه حسين..وهاكم التفاصيل: يحيى فارع: إلى الآن أضافت اليمن الزخم الجماهيري فقط لدورات الخليج تحدث الكابتن يحيى فارع مقيّماً مشاركة المنتخب في البطولات الخمس الخليجية السابقة وموازنتها بالبطولة المقامة في البحرين هذه الأيام فقال: إذا أردنا أن نقيم بحيادية وبشفافية مطلقة مشاركة اليمن في بطولة الخليج الكروية وجب علينا القول: إننا لم نضف إلى البطولة من الناحية الفنية أو التنافسية شيئاً جديداً حتى الآن.. فنحن قابعون في ذيل القائمة ولم نحقق فوزاً واحداً حتى اللحظة..لكن يمكننا التأكيد هنا أن اليمن أضاف الزخم الجماهيري الذي كان ينقص بطولات الخليج وهذا تجلى واضحاً عند إقامة (خليجي20) في بلادنا حيث شهدت الملاعب اليمنية حضوراً جماهيرياً كبيراً لم يسبق له مثيل. وأوضح الكابتن يحيى: يمكن تقسيم المنتخبات المشاركة في بطولات الخليج الآن إلى أربعة مستويات من خلال النتائج التي تم حصدها خلال 42عاماً أي منذ العام 1970م على النحو الآتي: - المستوى الأول: الكويت وهو المنتخب الذي حصد نصف بطولات الخليج(10بطولات). - المستوى الثاني: السعودية والعراق وحصد كل منهما 3 بطولات،رغم أن المنتخب العراقي انضم لاحقاً. - المستوى الثالث: قطر – الإمارات – عمان وأحرز كل منتخب بطولات واحدة التي استضافتها على أرضه. - المستوى الرابع: البحرينواليمن ولم يحرز أي منهما البطولة. - مشكلتنا أنه لايوجد هدف من المشاركة. وتابع يحيى فارع: لاشك أن مشاركة اليمن في بطولة الخليج بصورة منتظمة سوف تأتي ثمارها شريطة أن يتم الإعداد لهذه البطولات بصورة جدية وذلك بحسن الاختيار للجهاز الفني أولاً..ووضع كافة الإمكانات لتنفيذ الخطة الموضوعة والتي يجب أن تتخللها معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية لتحقيق الأهداف من المشاركة وهو الوصول إلى أعلى مستوى ممكن للمنافسة على بطولة الخليج.. فإذا استطاع المنتخب العماني كسب البطولة وهو من كان يتذيل القائمة فهذا يعني أننا قادرون على تحقيق ذلك لكن بالعمل الجاد والمثمر وليس بالأموال والتمنيات.. فنحن في كل مشاركاتنا الخارجية ومنذ زمن بعيد نكتفي بالمشاركة فقط..ولايوجد لدينا هدف نسعى إلى تحقيقه وهذه هي مشكلتنا الرئيسية رغم أن اليمن انضم مؤخراً إلى البطولة الخليجية. في الأونة الأخيرة بدأ التنافس جلياً بين الفرق وذلك للمستوى المتقارب لكل البلدان والدليل أن سلطنة عمان والتي كانت تقبع في ذيل القائمة حققت البطولة..كما أن دخول العراق منذ الدورة الرابعة أضاف الكثير إلى المنافسة وخرجت البطولة من أقدام الكويت وحصلت كل من العراق والسعودية وحتى قطروالإمارات وسلطنة عمان على البطولة بعد أن كانت حكراً على الكويت.. والتي أقيمت في قطر والحقيقة أن بطولة الخليج الرابعة ومن وجهة نظري هي الأفضل لمشاركة العراق لأول مرة وكان التنافس بين العراقوالكويت على أشده وقدما الفريقان مستوى رائعاً وتوج الكويت بطلاً وأن جيل العمالقة في كل من الكويتوالعراق هو الأفضل على امتداد دورات الخليج ويمكن نطلق على هذه الفئة من اللاعبين الجيل الذهبي لكل من العراقوالكويت. العراق: رعد حمودي - عبده كاظم – دوجلاس عزيز – مجبل فرطوش – صباح نوري – صباح عبدالجليل – هادي أحمد – علي كاظم – فلاح حسن – صاحب خزعل. الكويت: الطرابلسي عبدالله معيوف – محبوب جمعة – فاروق إبراهيم – حمد بوحمد – جاسم يعقوب – فيصل الدخيل - العنبري – سعد الحوطي – فتحي كميل ،وإبراهيم دريهم. المباراة الأولى عادة هي المحك حيث يبذل اللاعبون قصارى جهدهم لتحقيق إنجاز ما لكن ما إن يتعرض الفريق إلى خسارة يصابون بالإحباط ويتراجع المستوى،نحن مازلنا نعاني من القصور في الجوانب الهجومية وتسجيل الأهداف مسألة في غاية الصعوبة. كما أن الكرات العالية الجانبية تشكل خطراً كبيراً علينا رغم وجود حارس مقتدر أدى مباراة كبيرة أمام الكويت. نحن يجب أن نتجاوز مرحلة الخوف السابقة وعلينا الثقة بأنفسنا وهذه لن تأتي إلا بالإعداد الجيد البدني والمهاراتي والنفسي واللعب مع فرق كبيرة سبقتنا في هذا المجال لاكتساب التجربة والبناء عليها فنحن لازال أمامنا الكثير من العمل قد يمتد لسنوات طوال لكننا حتى اللحظة لم نبدأ الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح. خالد عتيق: مشاركة اليمن في دورات الخليج لمجرد المشاركة أوضح الكابتن خالد عتيق أن مشاركة اليمن في دورات الخليج لم ترتق وأنها حتى الأن لمجرد المشاركة وللإجابة على السؤال الكبير : هل تعد مشاركة كرتنا في بطولات الخليج إيجابية أم أنها لم تستثمر محلياً ولم تؤثر على البطولة فنياً فإنني أؤكد وأجزم أن دورة الخليج لم تستفد فنياً من مشاركة بلادنا،حتى الآن منتخبنا ضعيف فنياً أكثر من اللازم ولم يرتق إلى المستوى الفني الذي وصلت إليه منتخبات الخليج واليمن بعيداً جداً فنياً فلا يلعب بمنهجية واضحة واأداء التكتيكي والخططي ضعيف لأننا مازلنا نلعب (ألف باء) كرة القدم ولم نستطع خلال هذه السنوات ومن خلال المشاركات أن نتطور فنياً أو أن نطور الفكر التكتيكي لعدة أسباب ومنها : 1 - مازال التدريب في اليمن بعيداً عما وصلت إليه الدول المجاورة وبعض مدربينا بعيدون فنياً وذلك من خلال الملاحظة في ربط الأداء التكتيكي بالتمارين بالمباراة فأصبحت الوحدات التدريبية في واد والمباراة في واد آخر وللتوضيح أكثر نجد أن البعض يدرب بطريقة بدائية،حافظ المدرب بعض التمارين يدرب بها وهذه التمارين التكتيكية إن وجدت لاتتناسب مع طريقة اللعب ولا تتناسب مع التكتيك إن وجد وهل الطريقة تتناسب مع إمكانات اللاعبين وكذلك التكتيك فأصبح التدريب لمجرد التدريب وليس التطوير والارتقاء بالفريق . اللاعب اليمني موهوب ومظلوم 2 - مستوى الدوري ضعيف جداً جداً ولايخفى ذلك على أحد والدليل مستوى الدوري العام الماضي ضعيف فنياً وبدنياً مع احتفاظنا بحق اللاعب.. اللاعب اليمني موهوب جداً وإمكاناته التكتيكية والمهارية عالية جداً،لأنها لم تصقل ولم توظف بشكل صحيح وسليم حتى يتم الارتقاء بها للأفضل وتطويرها من خلال كفاءات تدريبية وفاقد الشيء لايعطيه،ومدربو الفئات العمرية ليس لهم علاقة بكرة القدم أو غير مؤهلين، فلذلك أصبح الأداء الفني للمنتخب ضعيفاً ولايعطي أية إضافة لبطولة الخليج العربي . وجود المنتخب اليمني مجرد كمالة عدد فقط لاغير بشهادة كثير من المحللين والمدربين. 3 - عدم وجود دوري قوي في اليمن يعطي منتخباً ضعيفاً. 4 - عدم استراتيجيات يقام عليها عمل البرامج لمنتخبات كرة القدم والارتقاء باللعبة ولايوجد رؤى لذلك . لمجرد المشاركة وحول ماهي المنافع المأمولة والمردود الفني الذي ستستفيده منتخباتنا من دورات الخليج ؟! أضاف خالد عتيق : المفروض أن نستفيد من المشاركة وأن نكتسب الخبرة وأن نتطور نظراً للاحتكاك ومشاهدة غيرنا إلى أين وصلوا إلى جانب النظر إلى الأمور التي تفيدنا في التطور والارتقاء وتخدم الكرة اليمنية ولكن للأسف لم نستفد من جميع المشاركات لعدة أسباب أهمها: عدم الاستفادة من أخطائنا السابقة وتصحيح المسار بما يخدم الفريق اليمني فنياً عدم وجود تخطيط سليم ووضع برامج للارتقاء بالكرة اليمنية. عدم استقرار المنتخب لفترة طويلة ومستمرة عدم بقاء الأجهزة الفنية واستمرارها مع المنتخب وعمل برامج تطويرية لها. عدم وجود لجان فنية متخصصة لمعالجة القصور وتصحيح الأخطاء ومحاسبة الأجهزة الفنية ومناقشتها بما يخدم الكرة اليمنية. عدم وجود استراتيجيات ثابته من شأنها تطوير الكرة اليمنية..وتحديد ماذا نريد ؟وأين نريد أن نكون ؟ وماهو موقعنا ؟وماالذي يجب أن نعمله حتى نصل إلى مانريد؟..ومنتخب عُمان مثال على ذلك. كل هذه الأمور وغيرها تعطي مؤشراً أن مشاركة اليمن لمجرد المشاركة..لاأفدناهم ولا استفدنا منهم. فعندما يكون رأس الهرم الرياضي جاهلاً أو يتجاهل أو مُهمل فماذا سينتج سوى جهل×جهل.! هل تمت مناقشة الفشل ؟ ولماذا فشلنا ؟ هل تحت المحاسبة ؟ هل حاولنا أن نطور ؟ هل،هل، هل..والنموذج المصري خير دليل في مسألة المحاسبة لخدمة الرياضة المصرية ، رغم كل ذلك لم يتم إنشاء لجنة فنية للمنتخبات لهذه الأمور ومناقشتها أو لوضح التصورات التي من شأنها نرتقي ونتتطور مع العلم أن لدينا فنيين يحملون مؤهلات عالية جداً لكن للأسف دورهم مهمش والاتحاد مهمشهم فأصبحنا لا نؤثر ولا نتأثر فنياً. عبدالعزيز طه:الحال كما هو عليه لتدني مستوى دورينا.. أكد الكابتن عبدالعزيز طه حسين أن مشاركاتنا في خليجي مازالت تراوح مكانها وقال : من خلال متابعتنا لمشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في خليجي 21في مملكة البحرين الشقيقة في أول لقاء له أمام شقيقه المنتخب الكويتي وما ترتب عليه من إعداد مسبق سواء في مبارياته التجريبية أو المشاركة في بطولة غرب آسيا ومقارنة بالمشاركات السابقة فالحال قد يكون كما هو عليه وقد تكون مشاركاتنا السابقة أفضل حالاً مما هو عليه حالياً،رغم أن الإعداد للمشاركة الحالية قد تكون الأفضل خاصة وأن المنتخب ضم عناصر شابة جديدة ساعدها توقف المسابقات الداخلية تخفيفاً للضغوط النفسية والارهاق الجسدي والذهني إضافة إلى ذلك أن المنتخبات الخليجية الحالية وخاصة منتخب الكويت أغلب الوجوه جديدة على المشاركات الخليجية وبعيداً عن تقييم أداء المنتخب فإنني أرى أن الجماهير اليمنية متعطشة إلى مستويات تليق بحجم الكثافة السكانية لبلادنا والمواهب العديدة الموجودة على الساحة اليمنية دون سواها من الدول المجاورة ولهذا غياب التخطيط والاستراتيجية العلمية وفق معايير دقيقة ومتدرجة. المثال لا الحصر مايلي: هو السبب الحقيقي في تدني مستوى دورينا ومشاركاتنا الخارجية منها على سبيل 1 - تعيين قيادات رياضية على مستوى اتحاد الكرة وفروعه وإدارة الأندية. 2- تنظيم مسابقات رياضية عديدة منتظمة لمختلف الفئات العمرية. 3 - تأهيل الكفاءات المحلية فنياً والعاملة حقيقياً داخل الأندية في مجالات التدريب والتحكيم والإدارة. 4 - دمج الأندية بحيث لا يتجاوز عددها 50نادياً بمختلف الدرجات مع زيادة المخصصات المالية والملاعب النموذجية. 5 - تطبيق معايير الاحتراف الحقيقي من حيث الضوابط والشروط مع منع استخدام وتناول القات. 6 - التقييم السنوي عند نهاية كل موسم رياضي بعقد مؤتمرات داخلية يناقش فيها جوانب الإخفاق والنجاح ووضع الحلول المناسبة لها لتلافيها مستقبلاً. هذا ونسأل الله التوفيق والنجاح لبلادنا في جميع المجالات.