سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفايات تعز تتحوّل إبداعاً ! مدير بيت الفن يقول إنه العمل الأول من نوعه على المستوى العربي والعالمي.. باعتباره فناً يتجاوز حدود القاعات ويحطم أسوار الأروقة ليلتصق بمحيط الإنسان وبيئته..
الفن البيئي هو أحد الفنون التي استلهمت الإرث الحضاري للبيئة، بهدف إعادة الصياغة الجمالية بقولبة فنية جمالية بانفرادية تامة لهذا الفن، وذلك بتحويل المهمل إلى قيمة بصرية.. فهذا الفن هو الذي تجاوز حدود القاعات وحطم سور الصالونات ليلتصق التصاقاً مباشراً بالإنسان في محيطه الخارجي، والفن البيئي هو فن ذو رسالة تعبيرية تهدف لتغيير الذائقة البصرية لدى الجمهور وإرضائه في نفس الوقت، وكذلك تغيير عاداته وسلوكياته من خلال توجيه رسالة فنية تربوية جمالية. من وحي الثورة حول هذا الموضوع يبدأ تشكيليو بيت الفن بتعز بتنفيذ عمل جدارية (ريليف) او (افريز) بارز بطريقة (الكوليج)، القص واللصق على جدار ملعب الشهداء.. بالاضافة الى مجسمات جمالية وفنية.. للتعرف أكثر عن المشروع حدثنا محمد العسلي، مدير بيت الفن بتعز الذي قال: فكرة العمل استلهمت خلال أيام الثورة الشبابية حينما كانت شوارع مدينة تعز مكتظة بالمخلفات، فأردنا جعل هذه النفايات والقمامة أشكالاً فنية تعكس إبداع الفنان اليمني وتبرز جمال المدينة، وتنفيذ أعمال من أجل زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية حماية البيئة وترك لمسات جمالية عليها. المدينة الفاضلة ويبين العسلي أن الجدارية التي سينفذها الفنانون والتي ستحكي تاريخ المدينة الفاضلة (تعز) ستكون بطريقة (ريليف) بارز او (كوليج) وهي طريقة القص واللصق بحيث سيتم اضافة كل المخلفات من خامات الكرتون والقنينات البلاستيكية والعلب وقطع البلاستيك وقطع الحديد والتي سيتم تثبيتها على الجدار بإضافة مادة وسيطة، الجبس والاسمنت، وصبها على الجدار وبعدها يتم طلاؤها بلون واحد فقط. وأكد العسلي أن هذا العمل يعد الأول من نوعه على المستوى العربي والعالمي.. كذلك لم يقم أي فنان من قبل بهذا العمل إلا في الصين ولكن بطريقة اخرى، حيث تم صناعة قوالب من الحديد وكبس المواد داخلها والمشاركة بها في أكبر معرض عالمي والذي اقيم على سور الصين العظيم. لوحات فسيفسائية أيضاً من ضمن المشروع سيتم انجاز لوحات فسيفسائية كالأعمال الاندلسية والأخوين والتي تعد من أرقى الاعمال الفنية، حيث سيتم استغلال قطع الزجاج المحطمة التالفة وتجهيز ست لوحات فسيفساء. مشيراً الى أنه سيتم إعادة تدوير كافة مخلفات البيئة والمنزلية لتحويلها إلى مجسمات فنية معبرة.. كما سيتم تجهيز عدد كبير من المزهريات من خلال خلط مادة الكرتون واضافة مواد وصب الخليط في قوالب لانتاج مجسمات ورقية على شكل ورود ومن ثم تلوينها. وأضاف العسلي إنه سيتم اعادة الاعتبار للمساحة الواقعة أمام المتحف الوطني من خلال تحويله الى متحف مفتوح دائم، بحيث سيتم تشكيل جدران الموقع من خامات الطبيعة ومخلفات البيئة. تأهيل أثناء العمل ويقول العسلي: إن الفن البيئي يختلف اختلافاً كلياً عن الفن التشكيلي- مع أنه جزء منه- من حيث نقطة المبادأة ونقطة الشروع إن صح التعبير، حيث ينطلق العمل الفني التقليدي، في حين ينطلق الفن البيئي من نسبة المستوى وطبيعة المكان المراد معالجته جمالياً بفن بيئي مميز. مضيفاً أن المرحلة الثانية من المشروع سيتم خلالها استخدام اطارات السيارات لعمل مجسمات وتلوينها بطلاء يقاوم عوامل الطبيعة والزمن وسيتم وضعها بأشكال حداثية محددة في الأماكن العامة بالمدينة. وأوضح العسلي ان هذا العمل عموماً يعد دورة تدريبية لعدد من الفنانين لكيفية الاستفادة من المخلفات لأن المدينة مازالت بطبيعة الحال ظاهرة متجددة. واختتم العسلي حديثه بأن بعد الانتهاء من العمل الفني والابداعي سيتم تنفيذ دورة لطلاب المدارس في منتصف شهر فبراير وهي عبارة عن دورة في تشكيل المجسمات الورقية والاشغال اليدوية بالورق.