صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    "سبحان الله".. جمل غريب ب"رقبة صغيرة" يثير تفاعلا في السعودية    "مساومة جريئة تُفاجئ الحوثيين: نجل قاضٍ يُقدّم عرضًا مثيرًا للجدل للإفراج عن والده"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    المهرة: شجاعة لا مثيل لها.. رجال الإنقاذ يخوضون معركة ضد السيول ينقذون خلالها حياة مواطن    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    الإنذار المبكر بحضرموت يطلق تحذيرا هاما للساعات القادمة    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقطرى.. عين يستهويها الجمال.. وأخرى يدميها الإهمال..!!
تعاني من تجاهل رسمي وشعبي.. وأقل ما توصف به أنها (جوهرة بيد فحام)
نشر في الجمهورية يوم 29 - 01 - 2013

آخر مستودعات الطبيعة البكر .. عذراء اليمن الفاتنة.. متحف طبيعي غاية في الدهشة والجمال .. تلك هي جزيرة سقطرى أو جزيرة النعيم والبركة واللؤلؤ كما يسميها البعض.. أعلنت الجزيرة كمحمية طبيعية في عام 2000م، وفي عام 2008م تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي.. وتعد هذه اللؤلؤة الخضراء من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، كما تعتبر من أكبر الجزر في العالم العربي وإحدى أكبر الجزر في الجزء الغربي من المحيط الهندي..
والحقيقة.. لا شيء يستطيع تصوير روعة الأرض وجمال الطبيعة إلا عدسة العين الطبيعية، فكل الصور التي تلتقطها عدسات الكاميرات ليست سوى ظل لحقيقة الجوهرة الثمينة التي تقطن في أحضان المحيط، وتلتحف خضرة ساحرة وبيئة خلابة تنبت في جبالها ووديانها أشجار ونباتات نادرة، وتجمع في طياتها بين الأحياء البحرية المبهرة والأعشاب المفيدة والرائعة والشواطئ الممتعة وبيئة سياحية جذابة وتنوع حيوي متميز وفريد وخيرات عظام مازالت بانتظار من يميط عنها اللثام لتبدي الوجه المشرق لجزيرة يعرف قيمتها العالم ويجهلها أبناء الوطن.
الجزيرة من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور.
- معلومات قيمة وحقائق هامة وطموح وعوائق تجسدها صحيفة الجمهورية للقراء الكرام من خلال هذا الملف الذي يشخص جانباً من واقع حقيقة الحياة في هذه الجزيرة وتفاصيل مثيرة وممتعة عن أحد أغرب الجزر في العالم.
فرص استثمارية ذهبية
تؤكد الدراسات والأبحاث أن البيئات السياحية اليمنية تفرز مناخات متعددة تعتبر عنصر جذب السياح، لتواجد أنواع من الأشجار والطيور والنباتات النادرة التي لا توجد إلا في البيئة اليمنية، إلى جانب أن البيئة المائية على طول الساحل اليمني تغلب عليها صفتي الغنى والتنوع. فقد تم العثور على ما يقارب 130 نوعاً من الشعاب المرجانية على طول خط الساحل على البحر الأحمر وخليج عدن.. ووفقاً لتلك الدراسات يمتلك أرخبيل سقطرى، الذي يقع على بعد 400 كم جنوبا، العديد من السمات البيئية الفريدة من نوعها. حيث نجد أن أكثر من ثلث الحياة النباتية تستوطن مجموعة الجزر وتعود إلى أصول نباتية قديمة كانت قد اختفت منذ زمن بعيد من الأراضي الإفريقية العربية.
وتشير الدراسات إلى أنه وبسبب عزلتها، فإن سوقطرى، في معظمها، لم تتأثر بالتطور الحديث، وأن البيئات المائية في الأرخبيل، والتي لم تتأثر بالتلوث في معظم أجزائها، ما تزال في حالة بدائية، كما أن هناك في البر العديد من المحميات الطبيعية التي تشكل مصدر جذب للسياح، إلى جانب وجود أصناف من الطيور ذات خليط من المواقع الثلاثة، خصوصاً وأنه يعد نقطة توقف للطيور المهاجرة.
عزوف المستثمرين
وسجلت الدراسات (71) نوعاً من الثدييات البرية تعود إلى (8) رتب حيوانية بما فيها الخفاشيات كما سجلت الدراسات (5) أنواع من الغزلان في اليمن وأكثرها شيوعاً هو الغزال الجبلي الغربي، أما الأنواع الأربعة الأخرى فهي نادرة جداً.
وتسجل الدراسات البيئية ما بين (370) إلى (400) نوع من الطيور منها (190) نوعاً في جزيرة سقطرى (6) أنواع منها مستوطنة و(11) نوعا يشتبه في أنها مستوطنة.
ورغم تلك المميزات الهائلة إلا أن إقبال المستثمرين للاستثمار في تلك الجزيرة معدوماً ولا يكاد يذكر رغم امتلاك الجزيرة لأحد أبرز مقومات الاستثمار وجذب المستثمرين والمتمثلة في الأمن والاستقرار وعدم انتشار المشاكل الأمنية التي تحول دون تنفيذ المشاريع بسهولة ويسر إذ أن أهالي الجزيرة يمتازون بطبائعهم البسيطة وخلقهم العالي وشهامتهم الكبيرة، وفي منأى عن استخدام السلاح إذ يتراشقون بالمواد البلاستيكية غير المؤثرة في حال اختلافهم كما حدث في أيام الثورة الشبابية الشعبية.. وتشكل الاستثمارات السياحية أحد قطاعات الاستثمار الهامة لتنشيط الحركة السياحية إلى الجزيرة سقطرى، لتوفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية.
مبادرات شبابية
يقول المستثمر أمين درهم في حديث لصحيفة الجمهورية أنه مهتم بالاستثمار في الجزيرة منذ سنوات وأنه يقرأ لهذه الجزيرة من خلال مقوماتها، فرص استثمارية واعدة ومشاريع عملاقة ستشهدها الجزيرة في المستقبل القريب.
وأكد أنه لن يتراجع عن دعوته لرجال المال والأعمال مراراً وتكراراً لاستغلال الفرص الذهبية في الجزيرة والمساهمة في إحداث تنمية مستدامة فيها وبما يعود بالنفع للمستثمرين والوطن.. وأشار إلى حرصه لتشجيع كافة الأعمال والأنشطة التوعوية التي تهدف حماية البيئة وتطوير السياحة البيئية وتنمية الثروة النباتية والحيوانية .. مشيداً بالمبادرات الشبابية التي تهتم بهذا الجانب وآخرها مبادرة مؤسسة همة شباب للتنمية ومحبي سقطري في الحملة البيئية التي استمرت أربعة أيام الأسبوع الماضي.. وأشار إلى أن بعض العراقيل الاستثمارية سهلة المعالجة، ويمكن احتوائها والتغلب عليها بفضل تقاطر المستثمرين إلى الجزيرة وتوفير الخدمات والبنى التحتية وانتشار المشاريع في شتي المجالات والتي يكمل بعضها الآخر.
ميناء متعثر ومورد
اقتصادي مهمل
يمثل ميناء سقطرى أحد أهم الموانئ اليمنية من حيث موقعه وأهميته الاقتصادية، فضلاً عن كونه الشريان الأخر للجزيرة بعد المطار والذي من خلاله تستقبل الجزيرة احتياجاتها من المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى.. وكانت الحكومة قد بادرت بإنشاء لسان بحري عام 1996م بطول 280مترا وعرضه 10أمتار، وتشهد الجزيرة حركة تجارية من خلال الواردات من داخل الجمهورية أو من الدول المجاورة (الخليج و الصومال).
وتشير بعض التقارير إلى أن اللسان البحري تأثر نتيجة الرياح الشديدة وارتفاع الأمواج (التسونامي) مما أدى إلى قيام المؤسسة بإعادة ترميمه في عام 2008م لتجديد الحركة التجارية بالجزيرة وتوفير المواد الغذائية ومشتقات النفط.. وأقر البرلمان عام 2010م قرضاً خاصاً بمشروع ميناء سقطرى ب (40) مليوناً، و(800) ألف دولار ممول من الصندوق الكويتي للتنمية.. ووقعت اليمن والصندوق الكويتي للتنمية في23مارس2010م على الاتفاقية التمويلية الخاصة بالمساهمة في تنفيذ مشروع ميناء جزيرة سقطرى بكلفة تصل41 مليون دولار..
وقضت الاتفاقية بتقديم الصندوق الكويتي للتنمية مبلغ 11 مليونا و 800 ألف دينار كويتي أي ما يعادل41 مليون دولار للمساهمة في تمويل تنفيذ مشروع ميناء جزيرة سقطرى، ويهدف مشروع تنفيذ ميناء سقطرى إلى مواجهة الطلب على النقل البحري الآمن للبضائع والركاب بين الجزيرة والمواني اليمنية والدولية حيث تشتمل مكونات المشروع على أعمال الجرف البحري للقناة الملاحية وحوض الاستدارة للميناء والأعمال الهندسية اللازمة لتشييد كاسري أمواج وأرصفة وأعمال الحماية البحرية والطرق.. وتشتمل الاتفاقية أيضا على الأعمال الهندسية الخاصة بتشييد وتجهيز المستودعات ومكاتب الموانئ ومباني الخدمات والمرافق وتوريد معدات ورافعات مناولة البضائع وتجهيزات الإرشاد والمساعدات الملاحية وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية ومولدات الكهرباء ومعدات مكافحة الحريق والزوارق والخدمات الاستشارية اللازمة والتي تشمل أعمال المسح البحري ومراجعة التصاميم التفصيلية والأشراف على التنفيذ.
وظل المشروع رهناُ للتعثر غير المبرر والتصريحات تلو التصريحات بأهمية المشروع من قبل المعنيين دونما اهتمام بمعالجة أسباب التعثر.
مسوحات بحرية
وأكد تقريرِ للجنة النقل والاتصالات البرلمانية إلى مجلس النواب عقب زيارتها لمحافظة عدن وجزيرة سقطرى في مايو2012م، أن الميناء بحاجة إلى حماية وإزالة الترسبات وتعميقه بقدر كافٍ وبشكل يسمح للسفن من الرسو قريبا من الرصيف ( اللسان) فمكان الرسو حاليا ضيق جدا ويسبب صعوبات في استقبال السفن وتفريغ حمولتها فعادة تقف السفن بعيدة عن الرصيف.
وبالنسبة لمشروع ميناء سقطرى الجديد الواقع في منطقة (قرمة) أوضحت اللجنة البرلمانية بأن العمل لم يبدأ بعد في المشروع رغم موافقة المجلس على القرض الخاص بهذا المشروع في العام 2010م والمقدر بمبلغ ما يعادل أربعين مليوناً وثمانمائة ألف دولار أمريكي.. وأشارت اللجنة إلى أن مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية ووزارة النقل هما الجهة المعنية بهذا الأمر, واللتان قامتا بالتشاور مع وزارة التخطيط بكامل الخطوات الإجرائية لتنفيذ المشروع وعند مراجعة الدراسات التي أعدت سابقا وجد أنها غير مكتملة ، حيث لم تتم أعمال المسوحات البحرية وفحص التربة وهي من الأعمال الميدانية الهامة المطلوبة لإعداد التصاميم ومعرفة كلفتها المادية.. وتم الإعلان عن مناقصة لاختيار الاستشاري شركة يونانية للقيام بهذه المهمة, إضافة إلى قيامه بالإشراف على تنفيذ المشروع، ولكن لم يتم اختيار هذا الاستشاري؛ نظراً لعدم توافق رؤية مؤسسة الموانئ والصندوق الكويتي من جهة ورؤية اللجنة العليا للمناقصات.. وخلصت اللجنة البرلمانية إلى العديد من التوصيات أكدت سرعة البت بإطلاق المناقصة الخاصة بمشروع ميناء جزيرة سقطرى والاهتمام بالميناء الحالي, واستجد مؤخراً أن مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية أعلنت في موقعها الإلكتروني عن تمديد فتح المظاريف للمرة الثانية لمشروع ميناء سقطرى المستقبلي وتحديد الموعد الجديد بيوم الأربعاء الموافق 2 يناير 2013م الساعة الحادية عشر صباحاً في مقر مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية ميناء المكلا، ويأمل المواطنين في الجزيرة أن تكون الإجراءات جادة هذه المرة..وفي هذا الشأن يؤكد وزير النقل الدكتور واعد باذيب أن الوزارة تعمل بجدية واهتمام من أجل بناء ميناء سقطرى بدعم تم إقراره من دولة الكويت بمبلغ 13 مليار ريال في منطقة دي حمض، وإعادة تأهيل باقي الموانئ اليمنية حتى تكون جاهزة للمنافسة على المستوى العالمي كالمخأ والحديدة والمكلا وبروم.
مشروع كبير
الاستشاري والخبير الوطني هاني السحولي وفي تصريح لصحيفة الجمهورية أشار إلى أن الجزيرة معروفة عالميا بندرة أشجارها وطيورها والبيئة المحمية وحتى الآن مازالت محافظة على الكثير من العناصر البيئية العالية بسبب عدم دخول الإنسان وتدخله في تغيير الجزيرة الطبيعية.
- وقال :” الآن هناك مشروع كبير وهو ميناء سقطرى، وهذا الميناء سيفتح الجزيرة على كل العالم وستدخل كل المنتجات والسياح ولابد من وجود رؤيا لكيفية تطوير المدينة وتخطيط اقتصادي واجتماعي وبيئي وأيضاً توزيع استخدامات الأراضي وخطط تطويرية على مدى 25 عام وتطبق ضمن قواعد وتنظيمات وتشريعات وقوانين تعمل بعد دراسة الجزيرة نفسها وميزاتها وتضبط عملية الحفاظ على ما هو قائم حاليا وعدم تهديم البيئة الطبيعة الحية لأنه تحتاج إلى قوانين وتشريعات وإلى آليات لتطبيقها لأن هناك أيضا مشكلة في موضوع التطبيق”.
وأضاف :” إذا هذا الكلام لم يعمل خلال فترة قصيرة جداً وواكب موضوع تنفيذ الميناء ممكن كل ما هو مميز في الجزيرة سيقضى عليه خلال فترة قصيرة جدا” مؤكداً ضرورة عمل الجهات ذات العلاقة لمشروع موازي لتنفيذ مشروع ميناء سقطرى، وهذا المشروع هو دراسة الأثر البيئي لمشروع الميناء على مدينة سقطرى من كل النواحي سواء اجتماعية أو اقتصادية وبيئية.
وأشار السهولي إلى إمكانية عمل سياحة بيئة لتطور المدينة ، والإنطلاق من جانب الحفاظ على البيئة إلى التطوير ، مع ضرورة وجود تصورات لتطويرها يحميها من أي تدخل في الفترة القادمة، من خلال المنح للسياحة البيئية والتي ستفتح مشاريع للقطاع الخاص ومشاريع للمؤسسات الحكومة، أو الجهات المانحة التي ترغب في تطوير الجزيرة..
وأكد أن الوقت لازال متاحاً، ومشروع الميناء في حاجة إلى عام ونصف تقريبا لاستكمال الإجراءات .. معرباً عن أمله في أن تبدأ الجهات المعنية في اعتماد مشروع دراسة الأثر من تنفيذ الميناء نفسه على المدينة كاملة.
حماية البيئة مسؤولية مجتمعية
أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون أرخبيل سقطرى عيسي عبدالله أحمد لصحيفة “الجمهورية” أن الموقع البيئي المتميز لسقطرى ومناخها وبتعدد تضاريسها يحتاج إلى تعاون من كل الجهات وتكامل الجهد الرسمي والشعبي في سبيل أن تبقى سقطرى نظيفة، مع ضرورة أن يكون هناك تزامن وتنسيق في أن تظل تجربة مؤسسة همة شباب ومحبي سقطرى في حملتهم البيئية تقليد دائم وليست موسمية بحيث تظل سقطرى نظيفة وبيئتها جذابة كما عهدها الناس، وفي تصريح مماثل ل « الجمهورية» أشار العقيد الركن محمد علي الصوفي أركان حرب اللواء الأول مشاه بحري بأرخبيل سقطرى، إلى أن الدفاع عن البيئة والدفاع عن الوطن متوازيان، إذ أن البيئة النقية ضرورية كضرورة الأمن والاستقرار الأمر الذي يوجب الحرص على النظافة والصحة والمحافظة على طبيعة الجزيرة .. مؤكداً أن القوات المسلحة والأمن بكامل أفرادها في الجزيرة حريصة كل الحرص على المساهمة في التوعية البيئية وتشجيع الحملات المتعلقة بهذا الجانب، والمشاركة الفاعلة في كل الأنشطة التي تحفظ للجزيرة رونقها، وتساهم في تطويرها وترويج فرصها الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين، وتقديم لهم كل جوانب الرعاية والحماية اللازمة..ويقول الشيخ علي عامر سعد إن حملة البيئة التي نفذتها مؤسسة همة شباب للتنمية ومحبي سقطرى تعزز من غرس مفاهيم الحفاظ على جمال الطبيعة وتنمية وتطوير الثروة النباتية النادرة في الجزيرة.
السلاحف الخضراء
من جانبهما أشار عضو اللجنة العليا للمناقصات والمزايدات رئيس تجمع محبي سقطرى المهندس محمد قاسم العريقي، ورئيس مؤسسة همة شباب، محمد مراد مطهر إلى أن فكرة الحملة البيئية قامت على أساس قيام جميع محبي سقطرى بحملة نظافة في محيط مطار جزيرة سقطرى، إضافة إلى منطقة بيع القات وذلك لضمان إعادة الشكل الجمالي الذي تم إهداره فيها، وكذا غرس الأشجار حول الحديقة البيئية التي بدأ إنشائها بدعم من وزارة الزراعة بحيث تكون حديقة خاصة بجميع الأشجار السقطرية النادرة والتي أصبحت مهددة بالانقراض.. ولفتا إلى أن المشروع تضمن زيارة موطن السلاحف الخضراء الذي بات مهدداً بالانقراض والعمل على إيجاد الحلول الخاصة بحمايته وتوعية المواطنين بذلك، إضافة إلى تعميق روح الشراكة العملية بين أبناء الجزيرة والمحبين لها من المحافظات الأخرى، وإقامة برنامج توعوي في كلية التربية بسقطرى حول أهمية الحفاظ عليها وحمايتها من الاعتداء والانقراض، وضرورة العمل الرسمي والمجتمعي لإنشاء جامعة متخصصة بالعلوم البيئية والتخصصية بالأرخبيل، وثمنا دور السلطة المحلية في تسهيل مهمة الشباب في تنفيذ المشروع، والذي ساعد في لفت الأنظار إلى الجزيرة والتي تعتبر من أهم المناطق السياحية والجمالية في اليمن ومن الواجب على الجميع إبرازها بشكل حضاري يتفق مع ما تزخر به من جمال وتنوع بيئي، حيثُ تعد من أهم المحميات الطبيعية في العالم.
المرأة والبيئة والصراع مع مدمني القات
شيخه أحمد سليمان رئيسة اتحاد نساء اليمن بأرخبيل سقطرى من جانبها أشارت إلى أن القات يعتبر المعضلة الكبيرة في الجزيرة من خلال تلويث البيئة بالمخلفات البلاستيكية، فضلاً عن إقدام البعض لبيع الماعز وذهب النساء وأسطوانات الغاز في سبيل البحث عن القات وهذا يشكل هدر للمال خصوصاً لدى الطبقات المعدمة.. لافتة إلى أن السبب الرئيسي في ذلك يكمن في البطالة وعدم توفر البديل الملائم للشباب من الوسائل الفكرية والتثقيفية والترفيهية كالأنترنت والحدائق والمنتزهات، وعدم تشجيع قيام المؤسسات الاستثمارية التي تستوعب عمالة محلية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.. وأشارت إلى أن المرأة تقوم بدور حيوي في حماية البيئة وكانت المرأة تعمل ضمن المرشدات في مكتب البيئة حتى تم إيقاف هذا النشاط .. مشيرة إلى أن سكان الأرياف أكثر استجابة من سكان المدن في الحفاظ على البيئة.وأوضحت أن اتحاد نساء اليمن في الأرخبيل يعمل على تشجيع المرأة للعمل في الحرف اليدوية إلا أن انعدام القدرة الشرائية لدى الناس وعدم الإقبال على تلك الحرف يسبب في انحسار تلك الحرف اليدوية والتي تشمل الفخار والزنابيل والقبعات والمفارش وبأدوات محلية..وقالت: نحن نريد الجزيرة خالية من القات، مع تعاون وتظافر الشباب والمرأة والمشائخ وكل فئات المجتمع، والتعاون في تقديم أفكار تخدم هذه الجزيرة وتساهم في تنمية السياحة وانتظامها، وتجعل الجزيرة محل فخر للجميع”.
الطاقة النظيفة بديل آمن وخدمة مستمرة
تزامنت زيارتنا لجزيرة سقطرى مع وصول فريق فني من المهندسين لتنفيذ دراسة مسحية للمناطق الساحلية وإمكانية تغذيتها بطاقة نظيفة.. وأوضحوا في حديث لصحيفة الجمهورية أن الهدف الرئيسي هو دراسة احتياجات الجزيرة وتقديم معلومات دقيقة وواقعية للجهات المعنية والقطاع الخاص وبما يضمن توفير طاقة كهربائية نظيفة خالية من التلوث لتكون سقطرى هي النادرة في اليمن في هذا المجال.
مشاتل زراعية وحدائق عائلية
الوالد أديب حديد يروي لصحيفة الجمهورية قصة إنشاء مشتله الذي بدأت فكرته في منتصف التسعينيات بإرشاد من أحد الباحثين الزراعيين القادمين من صنعاء، وتم ابتعاث ولده وابنته إلى الخارج لدراسة دورة تخصصية حول النباتات من قبل جهات خاصة، إلا أن الجهات الرسمية لم تعطيه الاهتمام الكافي لتنمية ثروته النباتية.. ويشير إلى أن المشتل يضم عدد نحو عشرة آلاف شجرة ل 120 نوعاُ من الأشجار منها أشجار نادرة لا توجد إلا في جزيرة سقطرى فقط ، فيما يبين الأخ حسن ناصر المظفري أن حرمان الأطفال والعائلات من الحدائق المؤهلة دفعه إلى التبرع بأرضية 55 X 45 متر إسهاماً منه في تشجيع المستثمرين والجهات الحكومية للاهتمام بهذا الجانب وتوفير أماكن ترفيهية للأطفال والعائلات المحرومين من الحدائق في الجزيرة.
لم تكن سقطرى المنطقة الوحيدة ضحية لفسادِ وإهمال العقود السابقة، لكنها الأكثر تضحية بفعل العزلة التي عانتها تاريخياً، والحرمان الذي أضفى إلى معاناتها مرارة الحصول على أبسط الخدمات الرئيسية، رغم امتلاكها ثروة تؤهلها لتكون مصدراً ومورداً هاماً لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المنشودة..
مشاريع خدمية في انتظار تفاعل الحكومة..!!
يؤكد الباحثون والمؤرخون إلى جانب أهمية الجزيرة البيئي والسياحي، أن موقعها الاستراتيجي يحدد علاقة الإقليم بجيرانه وبمراكز الثقل الحضاري والسياسي في العالم، وقيمته السياسية والاستراتيجية وهذا ما ينطبق على جزيرة سقطرى كونها تقع في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم، كما يعتبر الكثير من الباحثين أن هذه الجزيرة من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور.
- وحري بنا أن يقودنا سياق الحديث عن إهمال الجزيرة إلى استحضار مشهد درامي في المسرحية السياسية التي شاهدتها اليمن طيلة عقود منصرمة، والحديث هنا لا يهدف نكئ الجراح بقدر ما يمثل رسالة للقادة والمسؤولين حالياً بضرورة توخي الدقة في الطرح والمصداقية في معالجة المواضيع والتعامل بشفافية مع المواطنين سيما البسطاء، والذي يقتضي التعامل معهم التنحي جانباُ عن الأبعاد والاعتبارات السياسية ورقص الأفاعي.
- ومن خلال تصفح الأخبار التي تحدثت عن سقطرى والإنجازات التي تغنى بها قادة النظام السابق طالعنا خبر لزيارة الرئيس السابق وعدد من المسؤولين في 23ديسمبر2010م بارك فيها لأهالي الجزيرة الإنجازات التي تحققت قائلاً : “ نبارك لكم كل الإنجازات والتي أنتم أهلا لها ومستحقين لها وسوف يتم إعطاؤكم الكثير والكثير لما تكتسبه الجزيرة من أهمية اجتماعية وسياحية”.
وأضاف:” كم هو رائع عندما نأتي إليكم وأنتم مبتهجون ومعنوياتكم عالية إلى السماء وفي صحة ونعمة وسعادة، وأتذكر كيف كان وضع الجزيرة قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة وكيف هو وضعها اليوم خاصة من بعد عام 1994م، فاليوم المشاريع الخدمية والإنمائية تنتشر على امتداد الجزيرة وجزر الأرخبيل.
هكذا قرأت جانباً من الخبر، ولكني قرأت الطبيعة والواقع مختلف تماماً عن هذه المبالغة المكشوفة، ولست أدري عن أي إنجازات تستحق أن يبارك لهم فيها، والذي قال أنهم أهلا لها ومستحقين لها، إذ لم نرى ما يستحق الذكر من إنجازات سوى جمال الطبيعة وإنجازات الخالق جل جلاله في إتقان البيئة الخلابة، وبساطة وأخلاق أهالي الجزيرة.
فعلى مستوى المشاريع الخدمية والإنمائية لازالت شوارع عاصمة حديبو خالية من الرصف والأسفلت، وطلاب كلية التربية يدرسون في مخازن ومستودعات للإسمنت، والكهرباء فقط في عاصمة الجزيرة ولفترة بسيطة لا تتجاوز ال 8 ساعات، وميناء بدائي مكون من لسان بحري بدون حماية يتعرض للتوقف عن العمل نهائيا خلال موسم الرياح والتي تبدأ من منتصف يونيو ولمدة أربعة أشهر, وتعرضه لأضرار كبيرة جراء تساقط الأحجار والبلك المكونة لذلك اللسان نتيجة الرياح الشديدة التي تضرب منطقة الميناء، والعمل في الميناء الجديد لم يبدأ بعد في المشروع رغم موافقة المجلس على القرض الخاص بهذا المشروع في العام 2010م بتكلفة أربعين مليوناً وثمانمائة ألف دولار أمريكي، وخطوط الهاتف الثابت في الاتصالات موجودة فقط في المدن الرئيسية (حديبو ، موري وقلنسية) وبالنسبة للإنترنت لا يتجاوز عدد الخطوط أربعين خطاً.
هذه بعض الإنجازات التي يقول “صالح” إن أهالي الجزيرة “ الطيبين” يستحقونها.. وهذه المعلومات تؤكدها لجنة النقل والاتصالات البرلمانية في تقريرها المقدم إلى مجلس النواب عقب زيارتها لمحافظة عدن وجزيرة سقطرى في مايو2012م ، والذي أكد حاجة أبناء الجزيرة لتوسعة خدمة الإنترنت، إذ يشكو مواطنو جزيرة سقطرى من عدم وجود شركات الهاتف النقال باستثناء يمن موبايل، وكما يبدو أن تلك الشركات دائما ما تهتم بالجدوى الاقتصادية وليس في تقديم خدمة للمجتمع، وتزويد الجزيرة بخطوط كافية للإنترنت وتوسيع الشبكة الحالية ووضع خطة لتدريب فنيين في مجال الاتصالات من أبناء سقطرى.
مطالب مشروعة
يتضح من خلال زيارة الجزيرة انتشار مخالفات العشوائيات الحالية في البناء وهو ما يستوجب ضرورة الحد من تلك المخالفات، كما يطالب المجلس المحلي ببعض الأمور التي تبدو بسيطة ولكنها تعكس واقع الحال المؤلم والإهمال الكبير الذي تعيشه الجزيرة، إذ يطالبون بتوفير مهندس كهربائي متخصص ومتمكن بشكل دائم إلى جانب العاملين حالياً، والنظر إلى إنشاء صندوق خاص بالنظافة، وإدخال الأنترنت للجزيرة تشجيعاً للشباب وزيادة فرص الاستثمار، كما أن مبنى البيئة في الجزيرة من دون تيار كهربائي حتى الآن.. ويقول أهالي الجزيرة أنهم ليسوا بحاجة إلى أرضية لمبنى الأمن المركزي بقدر حاجتهم إلى مبنى كلية، وتلك الأرض متنازع عليها ويطالب معتصمون بجوار الأرضية بتعويضاتهم بحجة امتلاكهم للأرض، ويؤكد المواطنون أن تحويل تلك الأرض إلى مبنى لكلية التربية سيساعد في نشر التعليم وسيلاقي تجاوباً من كل أبناء الجزيرة.
أسعار تذاكر الطيران
يشكو أهالي الجزيرة من موضوع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران لدى شركتي اليمنية والسعيدة والذي تبرره الشركتان بمجموعة من العوامل المتعلقة بارتفاع أسعار الوقود وغير ذلك، ويطالبون بإلحاح بإضافة رحلة يوم الخميس من كل أسبوع خصوصاً موسم الرياح، كما يأملون أن يفتح مطار سقطرى لاستقبال الرحلات المباشرة إليه داخلية وخارجية لتنشيط حركة السياحة وتسهيل قدوم السياح خصوصاً الأجانب، مع ضرورة أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار موضوع معالجة أسعار تذاكر الطيران.
ويطالب المجلس المحلي بالجزيرة بضرورة تسوير مطار سقطرى ومعالجة القضايا المتعلقة بالتعويضات.
إذاعة سقطرى
وحظيت سقطرى مؤخرا بافتتاح المرحلة الأولى من إذاعة سقطرى في ال 7من يناير الجاري حيث افتتح وزير الإعلام علي أحمد العمراني رسمياً بث إذاعة سقطرى المرحلة الأولى التي شملت الاستديو الإذاعي مع المكاتب الإدارية والفنية وقسم المونتاج والمكتبة الإلكترونية بكلفة إجمالية 40مليون ريال.. وأشار وزير الإعلام إلى أن افتتاح الإذاعة المحلية في أرخبيل سقطرى المرحلة الأولى يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني للجزيرة كونها من الجزر اليمنية السياحية والتي تتميز بموقع وطابع جغرافي وطبيعي متميز.. وأوضح أن البث الإذاعي في هذه المرحلة سيغطي عاصمة الأرخبيل حديبو والمناطق المجاورة لها، فيما تشهد المرحلة الثانية من العام 2013م تجهيز وإعداد وتركيب أجهزة ليصل أثير البث إلى كافة أنحاء الجزيرة.
كلية المجتمع المتعثرة
وخلال الشهر الماضي نفذ الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى لكليات المجتمع نزول ميداني إلى كليات المجتمع الحكومية ومنها كلية سقطرى للاطلاع على سير العملية التعليمية فيها، وتفقد بعض المشاريع الجاري تنفيذها في تلك الكليات.
- حيث اطلع رئيس الجهاز التنفيذي لكليات المجتمع الدكتور عبد الرحمن جامل والوفد المرافق له على مشروع كلية المجتمع بجزيرة سقطرى المتعثر الذي يموله الصندوق الكويتي منذ أكثر من 10 سنوات، والخطوات الجارية لاستئناف عملية تنفيذ المشروع الذي يعول عليه في النهوض بالواقع التنموي بالجزيرة من خلال التدريب والتأهيل للعنصر البشري بالجزيرة.
تسلل اللاجئين
ويؤكد عدد من الباحثين ضرورة حماية جزيرة سقطرى من تسلل اللاجئين وتكثيف الحملات الأمنية والحماية للجزيرة من التسلل غير الشرعي.
وكانت الأجهزة الأمنية في الأرخبيل رحلت في 22أكتوبر2012م (15) صومالياً إلى بلادهم تسللوا بطريقة غير شرعية إلى المياه الإقليمية بالأرخبيل.
- وأوضح مدير أمن أرخبيل سقطرى العقيد سالم عبدالله لمركز الإعلام الأمني أن الصوماليين المرحلين تسللوا بطريقة غير شرعية على متن قوارب صيد إلى المياه الإقليمية بالأرخبيل مطلع شهر مايو 2012م.. مشيراً إلى أنه تم ضبطهم بالتعاون مع اللواء الأول مشاة بحري في المياه الإقليمية بالقرب من جزيرة عبد الكوري وهم يقومون بعملية اصطياد خيار البحر بطريقة عشوائية عبر أنابيب الأكسجين التي يمنع استخدامها في عملية صيد خيار البحر نظراً لتأثيرها على البيئة البحرية لخيار البحر وغيرها من الكائنات البحرية الأخرى.. وبين مدير أمن أرخبيل سقطرى أن عملية ترحيل المتسللين الصومال أتت بعد عرضهم على النيابة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية معهم من قبلها، وكذا من قبل الأجهزة ذات العلاقة مثل الثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة.
انعدام قوارب خفر السواحل
ويشير وزير الثروة السمكية المهندس عوض السقطري إلى أن من المشاكل التي يواجهها قطاع الأسماك عدم تواجد قوارب لخفر السواحل في الموانئ ومراكز الإنزال السمكي وبالذات في محافظات شبوة و حضرموت و المهرة وأرخبيل سقطرى يعد أحد الصعوبات والمشاكل التي تواجه الوزارة لأن خفر السواحل شريك أساسي في عملية التنظيم والمحافظة على الثروة السمكية وهم القادرون على ضبط المخالفات رغم أن الجزيرة تعد من المناطق المهمة لصيد الأسماك وهى من أهم المناطق اليمنية للاحتياطي السمكي.
ذبح السلاحف وبيع لحومها
وحذر الاختصاصيون من مغبة التمادي غير المسئول لذبح السلاحف وتصديرها الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على البيئة اليمنية، وكانت اليمن قد وقعت عام 2009م على اتفاقية الحفاظ على السلاحف مع منظمة غرب آسيا في إطار الحماية الدولية للسلاحف وحمايتها من الانقراض، وتتواجد في المياه الإقليمية كميات من السلاحف المتنوعة في خليج عدن ومحافظات لحج وحضرموت وأرخبيل جزيرة سقطرى.
- ومن المشاكل التي تواجهها الجزيرة عدم الاهتمام بحماية السلاحف الأمر الذي حدى بالجمعية اليمنية لحماية السلاحف تنفيذ حملة توعية في 10 ديسمبر2012م في أرخبيل جزيرة سقطرى، هدفت حماية السلاحف من ذبحها وبيع لحومها في الأسواق اليمنية، من خلال أنشطة وفعاليات ولقاءات توعوية لأبناء جزيرة سقطرى للحد من عملية الذبح والذي يؤثر مستقبلا على هجرة السلاحف واختفاء بيضها عن فترة التفقيس التي تبدأ من شهر يونيو وحتى سبتمبر وتتوالد بشكل كثير.
وبادر صيادو أرخبيل سقطرى بإشهار جمعية سقطرى لحماية السلاحف البحرية بعد يومين من تلك الحملة بهدف الحد من اصطياد السلاحف وحماية بيضها والحفاظ عليها من الهجرة والانقراض، تضم الجمعية في عضويتها الصيادين في مناطق توالد السلاحف، وفي 3 يناير الجاري بدأ فريق بيئي من مجلس حماية البيئة بعدن نزول ميداني إلى المناطق الساحلية في خور عمير محافظة لحج وشرمة محافظة حضرموت وجزيرة سقطرى ورأس عمران محافظة عدن للتوعية حول حماية السلاحف من الانقراض، بعد التأكد الديمغرافي الفني لدى الجمعية بخروج السلاحف مع البرد في الموسم الحالي بإعداد تتجاوز الآلاف حيث تبيض في أماكن مهجورة وتتكاثر .
- وبحسب أعضاء الفريق فإن الجمعية الأمريكية لحماية الأحياء البحرية ومقرها و(اشنطن) أبدت استعدادها لدعم أنشطة الجمعية اليمنية لحماية السلاحف النادرة ماديا ومعنويا مع تسجيل فيلم وثائقي عن السلاحف اليمنية وخاصة في جزيرة سقطرى.
تقارب وتزاوج سقطري إماراتي
ويشير العديد من سكان الأرخبيل إلى التقارب الكبير بين أبناء الجزيرة والإمارات العربية المتحدة وتزايد نسبة زواج السقطريات لفتيان إماراتيين، مبينين أن ذوي السقطريين وأقاربهم في الإمارات يمثلون موردا اقتصاديا هاما يعتمد عليه أقاربهم في الجزيرة .. ويتضح اهتمام الإمارات بالجزيرة من خلال المشاريع التي تم تدشينها مؤخرا ، حيث افتتح محافظ حضرموت خالد سعيد الديني وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن عبد الله مطر المزروعي، في 6يسمبر2012م مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمدينة حديبو في أرخبيل سقطرى بتكلفة مليوني دولار بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
ويتكون المستشفى من طابق واحد تم إنشاؤه على مساحة ألف و 420 مترا مربعا، ويضم أربعة أجنحة و40 سريرا طبيا، بالإضافة إلى أقسام الجراحة العامة وجراحة الأطفال والباطنية وأقسام النساء والتوليد وأقسام الصيدلة والأشعة والمختبر المجهزة بكافة الأجهزة والمعدات الطبية، ويضم غرفتي عمليات وغرفة عناية مركزة ، ويصل الكادر الطبي إلى 95 كادراً فنياً إلى جانب الأطباء الأجانب، ويضم تجهيزات متطورة بما فيها جهاز فحص الدم سي بي سي وجهاز تشخيص وفحص الفيروسات والجراثيم والوظائف الحيوية، كما أن المستشفى مؤهل ليستقبل 300 مريض يومياً وإجراء 40 عملية في الشهر.
وأشار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن بداية المشروع كانت البداية قبل حوالي ثلاث سنوات وكانت الفكرة الأولية هي إنشاء عرفة عمليات ثم تطورت إلى أن أصبح مستشفى متكامل يضم العديد من الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة.. مبيناً أن المشروع بدأ العمل فيه قبل حوالي سنة وواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي تم تجاوزها بدعم ومساعدة أبناء الأرخبيل .. وأوضح أن ما أنجز يعتبر المرحلة الأولى من المشروع وهناك مرحلة ثانية ستضم مبنى للعيادات الخارجية ومبنى لإدارة المستشفى بالإضافة إلى سكن متكامل للكادر الطبي والتمريض الذي يعمل في المستشفى ، متوقعاً أن تنجز المرحلة الثانية خلال عام من تاريخ افتتاح المستشفى.. كما قامت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان ببناء عدة مشاريع لتخزين المياه في مناطق متفرقة من الجزيرة بالإضافة إلى إنشاء مصنع للثلج علاوة عن نشاط العديد من المؤسسات الخيرية وخاصة هيئة الهلال الأحمر لدول الإمارات، وتمول مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية أيضاً مشروع إعادة تأهيل ميناء سقطرى القديم من خلال توسيع الرصيف والإضاءات والخزانات الإضافية وغيرها بتكلفة تصل إلى 17 مليون دولار.
حيث أوضح مدير الميناء مسعود سعد أحمد أن المشروع الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأشهر القادمة يشتمل على توسيع الرصيف بواقع 40 متر، بالإضافة إلى الإضاءات وشفاطات الأتربة وخزانات وقود إضافية وملحقات أخرى ترتقي بمستوى عمل الميناء.
وفي المجال الخيري يمول فاعل خير “محمود فتح على الخاجة” مشروع بناء 109 وحدات سكنية مع ملحقاتها الخاصة بالأيتام بتكلفة 419 مليون ريال على نفقته الخاصة.
عميد گلية التربية بسقطرى ل «الجمهورية»:
مبنى الكلية الحالي مصمم
كمستودعات للإسمنت.. ويفتقر
إلى أبسط الظروف الملائمة للتعليم
ثلاثة أقسام أدبية في انتظار ما يربوا عن عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات المتلهفين إلى الالتحاق بكلية التربية بأرخبيل سقطرى، يحدوهم الأمل بمستقبلِ أفضل حالاً يسعفهم في افتتاح أقسام علمية جديدة، وتخصصات تخدم الأرض والبيئة الفريدة من نوعها والتي قّل أن يتوفر مثلها في دول العالم، باعتبارها أرضاً خصبةً لإجراء البحوثات العلمية النادرة سيما في المجالات البيئية والنباتية وطب الأعشاب.. قاعات دراسية مصممة لمستودعات إسمنتية تكبت أنفاس الطلاب والطالبات، وتكبت معهم أنسام المعرفة وعبق الإبداع.. وهذا كله في جزيرة سقطرى السياحية البيئية الفاتنة الجمال المليئة باللوحات الإبداعية الجميلة التي شكلتها يد الخالق جل جلاله في أروع وأمتع صور النقاوة والندرة البيئية والمتعة السياحية.
كلية التربية بسقطرى، صعوبات، وطموح .. ألم، وأمل .. معاناة ومقاومة، كفاح وإصرار على إنجاز مشوار التعليم الجامعي بين طلاب وطالبات الأرخبيل في تدافع لافت للنظر نحو التعليم، يستحق الوقوف أمامه بعناية لمعالجة كافة الإشكاليات وتذليل الصعوبات وتوفير ما أمكن من تخصصات تتلاءم وميولهم وإبداعاتهم وبما يخدم الجزيرة والمجتمع ككل.. عميد كلية التربية بسقطرى الدكتور ماهر سعيد بن دهري يصور عبر صحيفة “الجمهورية” واقعاً من هذه المعاناة من خلال هذه المقابلة التي لم تأخذ حظاً وافراً من الوقت لاستكمال تفاصيل أصل الحكاية التعليمية بالأرخبيل، على أمل أن تكون رسالة واضحة للجهات المعنية حول واقع الكلية ومتطلباتها.. فإلى تفاصيل الحوار:
.. بداية .. نرحب بالدكتور ماهر سعيد بن دهري عميد كلية التربية بسقطرى ، ونأمل أن تقدموا لنا لمحة موجزة عن بدايات إنشاء الكلية؟
قبل الحديث عن كلية التربية سقطرى لعله من نافلة القول التذكير بأن جزيرة سقطرى من أروع الجزر اليمنية بما حباها الله من طبيعة خلاقة ومناظر ساحرة، وبيئة نظيفة، وأشجار نادرة، غير أن كل هذه المقومات لم تشفع لها لتحظى باهتمام كبير من قبل الجهات المعنية، فعانت الجزيرة مرحلة من التهميش والإهمال حتى غابت عن خارطة التطوير والتنمية المحلية، فقد اجتمعت عليها عزلتان العزلة الأولى عن محيطها الجغرافي بسبب موقعها، والعزلة الثانية بسبب النسيان فتجرعت مرارة الحرمان وعاشت في هامش الاهتمام الحكومي، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة الناس فزادت معاناتهم وارتفعت أصواتهم مطالبة بتحسين أوضاعهم.. أما كلية التربية سقطرى، فهي تقع بمديرية حديبو شارع عشرين وهي إحدى كليات جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا المنتشرة في محافظة حضرموت، وقد افتتحت كلية التربية سقطرى في عام 2000م على نظام الدبلوم وسرعان ما تحولت إلى نظام البكالوريوس، حيث تقدم أبناء جزيرة سقطرى بطلبٍ لفتح الكلية وذلك لحرصهم على أن يحظى أبناؤهم بنصيب من التعليم الجامعي، فلبّت الجامعة طلبهم وبحثت عن مبنى للكلية وقامت باستئجار مبنى - بعد جهد كبير - غير أنه في حقيقة الأمر لا يصلح كقاعات دراسية.
.. لماذا لا تصلح كقاعات دراسية؟
السبب الرئيسي في ذلك أن المبنى مصمماً كمستودعات للإسمنت، إذ يفتقر إلى أبسط الظروف الملائمة للتعليم، كما يفتقر إلى التهوية والإنارة والتبريد.
.. ما الأقسام التي تضمها الكلية؟
الكلية بها ثلاثة أقسام هي قسم اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، واللغة الإنجليزية، ويقوم بالتدريس فيها مجموعة من الأكاديميين والمدرسين والمعيدين في التخصصات سالفة الذكر.
.. ما هو حجم الطاقة الاستيعابية في الكلية؟ وما نسبة الفتيات من ذلك؟
يبلغ إجمالي عدد الطلاب الدارسين بالكلية هذا العام 556 طالباً وطالبة، حيث تزيد نسبة الطالبات عن 45% من إجمالي الدارسين .
.. إذا كانت القاعات الدراسية مصممة لمستودعات إسمنتية، فيبدو أن الكلية لديها مشاكل أخرى؟
تعاني كلية التربية سقطرى من كثير من الأمور التي تحول دون قيامها بدورها الأكاديمي التعليمي والتنويري والخدمي للمجتمع، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم توفر بيئة تعليمية صالحة ناتجة عن شحة الإمكانات التي لا تتناسب أصلاً وطبيعة الجزيرة، حيث إن الأثاث الموجود بالكلية هو نفسه منذ بداية التأسيس وكثير منه قد بدأ يخرج عن الجاهزية، بالإضافة إلى عدم وجود التنسيق في تنفيذ الأنشطة بين المؤسسات التعليمية الموجودة بالجزيرة، ولعل السبب يرجع في ذلك إلى افتقار ميزانياتها من موارد مخصصة للأنشطة.
.. كون الجزيرة معزولة، وعدد من طلابها وطالباتها غير قادرين على الدراسة في خارج الجزيرة فهل هناك دراسة لمخرجات المدارس واستيعابها وبما يضمن حل الإشكالية مستقبلاً وفتح أقسام جديدة؟
تجدر الإشارة إلى أن عدد مدارس جزيرة سقطرى تزيد على خمس وسبعين مدرسة وأن عدد الطلاب الملتحقين بها يزيد عن أربعة عشر ألف طالب وطالبة، وهذا العدد يقتضي إعادة النظر في سياسة التعليم الجامعي في الجزيرة وإعادة النظر في الأقسام والكليات المراد إنشاؤها.
.. ما دور رئاسة جامعة حضرموت في حل هذه الإشكاليات؟
في زيارة رئيس الجامعة الأخيرة لجزيرة سقطرى تقدم أبناء الجزيرة بشكوى لرئيس الجامعة يطالبونه فيها بإيجاد مبنى جديد يتوفر فيه الحد الأدنى من الظروف الملائمة للتعليم، بالإضافة إلى فتح أقسام جديدة حيث إن سوق العمل قد تشبعت من الخريجين من التخصصات الموجودة ولم يعد هناك حاجة لهذه الأقسام واقترحوا فتح أقسام جديدة، وقد وعد خيراً، وبدأت عمادة الكلية بخطوات في هذا الصدد تمثلت في إعداد استبيان واستطلاع لمعرفة ميول الطلاب التعليمية، ليتم افتتاح قسم أو قسمين جديدين في الكلية تتلاءم مع احتياجات سوق العمل، وكان من نتائج زيارة رئيس الجامعة للكلية أن استأجرت الجامعة مبنى جديداً هو في مرحلة التشطيب وهو ما سيحدث نقلة في الوضع التعليمي وكذلك سيهيئ لافتتاح الأقسام الجديدة في الكلية.
.. لماذا لا يتفاعل القطاع الخاص في دعم هذه الكلية باعتبارها أهم ما يمكن التعويل عليه للنهوض بالجزيرة؟
في ذات الزيارة التي شرفنا فيها رئيس جامعة حضرموت، وعد الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان بدعم الأنشطة الطلابية التي كانت متوقفة لأسباب مختلفة، وقد أعدت عمادة الكلية بالتعاون مع الاتحاد الطلابي بالكلية تصوراً وخططاً لتنفيذ عدد من الأنشطة مزمع إقامتها في الفصل الدراسي الثاني، من بينها حفل تكريم الأوائل بالكلية، ومسابقة شاعر الكلية، وأمسية شعرية وغيرها.
.. هل لديكم خطة لتطوير العملية التعليمية؟
في سياق تطوير التعليم فإن الكلية تقوم بإعداد خطة للقيام بدورات لتأهيل معلمي المدارس في بعض المجالات بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم ومدير عام مديرية حديبو لما من شأنه الارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته حتى يحدث تكامل في بناء شخصية الطالب السقطري.
.. ما الذي يحول بينكم وبين فتح أقسام جديدة وتوسيع الطاقة الاستيعابية، وما أبرز المعوقات التي تواجهونها؟
سأركز هنا حديثي على بعض الصعوبات التي تواجه الكلية، ومن خلالها تتضح الإجابة على شطري السؤال، وإذا ما تحدثنا عن الصعوبات فإنه لا بد في البداية من الإشارة إلى أن رئاسة الجامعة مشكورة تبذل جهداً حثيثاً في تذليل الصعاب، غير أنها تقف عاجزة في بعض الأمور التي تخرج عن طاقتها، ومن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه إدارة الكلية ومنها، عدم وجود مبنى خاص ومستقل للكلية، مما يجعل الكلية في مبانٍ مؤجرة في غالب الأحيان لا تكون مؤهلة بما يتناسب مع ما يجب توفره من بنية تحتية طلابية، كمكاتب لخدمة الطلاب وكذلك استراحات للطالبات، وبوفيات ناهيك عن أن عدد الحمامات لا يتناسب مع أعداد الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى عدم وجود ساحات وتشجير وأماكن مظللة يحتمي الطلاب تحتها من حرارة الشمس، كما تفتقر الكلية إلى قاعة كبرى للقيام بالأنشطة والاجتماعات والفعاليات الطلابية الأمر الذي يعوزنا في حال رغبتنا لتنفيذ نشاط إلى البحث عن مكان أو مدرسة ننفذ فيه النشاط.
.. لاحظنا عدم وجود مكتبة، وإنما نواة مكتبة، رغم أهميتها في العملية التعليمية؟
هذه أيضاً من الصعوبات التي تواجهها الكلية، عدم وجود مكتبة علمية تليق بالكلية ولا إلكترونية، إذ لا يخفى ما للمكتبة من أهمية في حياة الطالب الجامعي الذي يفترض فيه التزود والتردد على المكتبة لإشباع نهمه من المعلومات، فالمكتبة الموجودة حالياً لا تلبي طموحات الطالب بالإضافة إلى عدم تجهيزها بالطاولات والكراسي التي تساعد الطالب على المكث فيها.
.. هل تمتلك الكلية ميزانية تشغيلية تفي بحاجاتها؟
الميزانية التشغيلية المعتمدة لا تفي بالحاجات الضرورية الأساسية فضلاً عن الكماليات، إذ لم يراع ارتفاع الأسعار في الجزيرة، ولم يراع كذلك النفقات التي ينبغي توفرها كوقود وزيوت للمولد الكهربائي، كون الكهرباء لا تعمل في الصباح، كما أن القاعات بحاجة إلى التكييف حيث ترتفع الحرارة في شهر مارس وأبريل ومايو بدرجة يصعب فيها الجلوس في القاعات بأعداد كثيرة.
.. في ظل هذه الصعوبات، كيف تتم التربية العملية للطلاب؟
الكلية تفتقر إلى وجود باصات لنقل الطلاب والطالبات في الأنشطة والرحلات وكذلك في التطبيق العملي، حيث يمارس الطلاب التطبيق العملي خلال الفصل الأول في مدارس الجزيرة المتفرقة والنائية.
.. كيف تتعامل الكلية مع قضية التوظيف؟
قضية توظيف وتأهيل كوادر الكلية من أبناء الجزيرة أحد المعوقات التي تواجهها الكلية، إذ يقوم بالتدريس في الكلية أكاديميون من خارج الجزيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخرٍ في بدء العام الدراسي بسبب عدم توافق الرحلات أو تأخرهم في بلادهم.
.. مؤسسة همة شباب للتنمية وتجمع محبي سقطرى بادرا بتنفيذ حملة للبيئة بالجزيرة، ما رأيكم بهذه المبادرة وما دور الكلية في هذا الجانب؟
تعتبر جزيرة سقطرى من الجزر النادرة من حيث المحميات الموجودة بها ومن حيث الثروات النباتية والأعشاب الموجودة بها وهي نادرة فعلاً وتأتي هذه المبادرة للحفاظ على البيئة من الملوثات وما تعبث به يد الإنسان حتى نحافظ على هذه الثروة التي تمتلكها هذه البلاد والتي لم تستغل حتى اليوم حق الاستغلال ولا يختلف اثنان في أهمية النظافة في الحفاظ على هذه الثروة، وجذب السياح، إذ تعتبر السياحة في دول العالم تجارة رائجة ومصدر دخل يدر على الدولة الدخل وعلى المواطنين العمل، والجزيرة بحاجة إلى الكثير من هذه الأنشطة البيئية التي تساعد على الارتقاء بها وتوسع من مساهمة المجتمع، وفكرة مؤسسة همة شباب ومحبي سقطرى لعلها حركت المياه الراكدة في أن يعمل الشباب على تحسين البيئة، فالبيئة بيئتنا جميعاً ويجب أن نحافظ عليها حتى لا نفقد هذه الثروة التي منحنا الله إياها، جزيرة سقطرى تمتاز بوجود مجموعة من المحميات الطبيعية والنباتات النادرة والأشجار التي تستخدم في العلاجات، وأيضاً تمتاز بوجود بعض الكهوف والمناطق السياحية التي تجذب السياح إليها، ولو قمنا بإحصائية لعدد السياح لوجدنا أنه في ازدياد وكلما ازداد الترويج لهذه الجزيرة كلما ازداد عدد السياح.
وبالنسبة للكلية فالجميع على استعداد للمشاركة الواسعة في الحملات التوعوية للحفاظ على البيئة، وإن شاء الله تعمل الكلية جاهدة على تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم هذا الجانب.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.