يوثق كتاب “جرافيتي شاهد على الثورة”، الذى صدر مؤخرا ضمن سلسلة “كتاب اليوم” عن مؤسسة “أخبار اليوم”، جانبا من فن الغرافيتي، الذي انتشر مع ثورات التحرر العربي في مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن، وعبر من خلاله البعض عن آرائه واهتماماته ومشاعره تجاه ما يجري من أحداث، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. و”الغرافيتي” هو فن الكتابة والرسم على الحوائط والأرضيات. ومؤلف الكتاب الذي صدر في 140 صفحة من القطع المتوسط هو الدكتور أحمد سالم أحمد ويعمل أستاذا مساعدا للتصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وهو أيضا فنان تشكيلي، نجح في رصد وتصوير العديد من رسومات الغرافيتي قبل أن يطمس معظمها لاحقا. ويتحدث الفصل الأول عن غرافيتي دول الربيع العربي، ويقدم أكثر من 35 لوحة من تونس وليبيا واليمن وسوريا، حملت مشاعر الغضب وكراهية الظلم والفساد، وصورت قادة هذه الدول في لوحات ساخرة، منها لوحة لثوار منطقة الرجبان بليبيا عبارة عن قبضة يد قوية، تمسك بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي معصورا داخل القبضة، وكتب تحتها “لم نستخدم القوة بعد.. ثوار الرجبان”. أما في سوريا، وبالنظر إلى أن الوضع شديد الخطورة، فإن رسومات الغرافيتي تقتصر على الأعمال السريعة، ومنها لوحة جدارية عبارة عن منظر جنائزي يحمل فيه مجموعة من شهداء الثورة الرئيس بشار الأسد، ويلقون به في صناديق القمامة، ويظهر من هذه الصناديق رؤساء ثوارت الربيع العربي المخلوعون، وبشار يقول “مشان الله لا تحطوني مع القذافى، والشهداء يردون: كمل العدد.. أشعلوا النار”. ويخصص المؤلف آخر الكتاب في فصله الأخير للحديث عن فن الغرافيتي العالمي وتاريخ نشأته في ستينيات القرن الماضي، على خلاف بين المؤرخين: هل ظهر أولا فى باريس أم في نيويورك، ثم انتشر بعد ذلك في بلادنا العربية أوائل القرن الحالي.