قبل الفتح النورماندي : يحدد المؤرخون بداية الأدب الانجليزي كأدب فعلي بعهد “Chaucer” لأن Chaucer كان أول مؤلف كتب بأدب انجليزي معتبر وقد يكون هناك غيره ممن لم يسعفه وضعه المادي أو الاجتماعي أو السياسي لينال شرف استهلال التأليف به والإسهام في تأسيسه. ولا يعني ذلك أنه لم يكن ثمة أدب قبل Chaucer إذ أن هناك أدباً عمره كما يُحكى أكثر من ستة قرون قبل ميلاده إلا أن الباحث المعاصر إذا رجع إلى قرون تلك الحقبة الغابرة يجد في ذلك صعوبة بالغة وكأنه يتعامل مع لغة أجنبية بحتة فمن المعروف أن اللغة الانجليزية كما نعلم مرت بمراحل تطور متعددة جعلت منها لغة عالمية حية فقد أدرك لغويوها ذلك فجردوها من التعقيدات التركيبية والصرفية التي لاتزال في المقابل موجودة في لغات عدة لم ترق إلى مارقت إليه الانجليزية شهرة واتساعاً وقد أدت صعوبة البحث إلى اهمال الكثير من الأدب القديم فإذا أريد الحصول عليه لا يتم إلا عن طريق الترجمة. أحداث قبل الفتح النورماندي : ومن أهم الأحداث في تاريخ انجلترا قبل الغزو النورماندي قدوم جماعات وقبائل ألمانية أشهرها : 1 قبائل : “Angles” قدمت من ألمانيا وأسسوا ممالك انجليزية في Northumbriag Merica وEast Anglia في القرن الخامس الميلادي. 2 قبائل ال: “Saxons” وهي أيضاً مجموعات ألمانية فتحت انجلترا وأستقرت في مناطق شتى من شرق انجلترا في القرن الخامس الميلادي. 3 قبائل ال: “gutes” وهم ألمان قدموا تحديداً من منطقة gutland في القرن الخامس واستقروا في جنوببريطانيا، وقد عمل هؤلاء الفاتحون على توطيد كيانهم واثبات هويتهم الجديدة بشتى الوسائل وصلت في أحيان عدة إلى العنف والقسوة وهذه الأساليب دلت على عدم تمدنهم. والحدث الآخر الذي لا يقل أهمية عن سالفه هو قدوم القديس Augustine من روما في عام 597م من أجل تحويل انجلترا إلى المسيحية وبدأ فعلاً بتشيره للجوتيين gutes في kent كما تزامن ذلك مع قدوم كثير من الرهبان الإيرلنديين فنصبوا صوامعهم ودور عبادتهم في Northumbna. ارتبط كثير من الشعر الانجليزي في حقبة “الانجلو ساكسون” Anglio Saxons بهذين الحدثين الرئيسيين وقد كان ذلك إما بالقصص والحكايات الأسطورية التي قدمت مع الفاتحين الألمان أو القصص والحكايات المسيحية القادمة مع رهبان إيرلنده “Trland”. وقد دون الأدب في عصر “الانجلو ساكسون” في مخطوطات شهدت حياة عصيبة. فتعتمد معرفتنا بأدب هذا العصر على أربع مجموعات من المخطوطات : 1 المخطوطات التي جمعها الأديب “sir Ribert cotton” وهي الآن في المتحف البريطاني. 2 المجموعة الثانية من المخطوطات هي مجموعة “the Exeter Book”. التي أعطاها “Bishop leofric” ل “Exeter” في عام “1050م”. 3 المجموعة الثالثة : “the Vercelli” والتي وجدت في ميلان “Mile” في العام 1822م ولا يعرف من أوصلها إلى هناك. 4 المجموعة الرابعة والأخيرة في “Bodleian library” أوصلها الباحث الهولندي “Dujon” “Francis” أو يقال أنه “gunis”. ويوجد في المجموعة الأولى واحدة من أهم قصائد عصر الأنجلو.. ساكسونز وهي “Beowulf”.ويحكي تاريخها كيف أن كل شيء في تلك الحقبة كان محارباً للمخطوطات للحيلولة دون بقائها حية في ذاكرة التاريخ وقد أحضر ال Angles قصة هذه القصيدة معهم من بلدهم إلى انجلترا في القرن السادس الميلادي AD700 أي بعد قرابة سبعين سنة من وفاة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وبداية ظهور عظيم الصين “Tang Dynasty”. وبعد ثلاثة قرون أي حوالي عام 1000م دونت لمخطوطات التي كتب لها البقاء، وفي العام 1706م سجلت في مكتبة “Sir Robert Cotton” ثم بعد ستة وعشرين سنة نشب حريق رهيب في هذه المكتبة نجت منه مخطوطة هذه القصيدة الشهيرة “ Beowulf” بأعجوبة ولا تزال بأطرافها المحرقة في المتحف البريطاني كما وجد حديثاً جزأن من قصيدة أخرى لا تقل عمراً عن سابقتها في غلاف كتاب في مكتبة “ Royal Library” في كونبهاجن “Copenhagen” عام 1860م. ومن الظريف أن أقدم وأطول قصيدة في انجلترا تحمل شخصية بطلها الذي لم يكن ليحمل أي بصمة عن انجلترا أو حتى أن أربابها الذين قدمت معهم من ألمانيا بل كانت تحكي قصة الاسكندنافيين “Scandinavians”. وعلى الرغم من محاربة القبائل الألمانية “Angles” الغازية بعضها البعض فور وصولها إلى انجلترا أو محاربة أهالي المستوطنة الجديدة إلا أنه كان لدى هؤلاء ال “Angles” ترويج حر” للحكايات والأقاصيص الأدبية. Reference: A short History of E.lit.