أكد العميد محمد صالح طريق، مدير أمن محافظة عمران أن الوضع هناك مستقر مقارنة ببقية المحافظات، وما يميزها تفاعل أبنائها ومشايخها ورجالها وقياداتها في حل مشاكلها، مشييراً أن عمران تعاني كثيراًً من ويلات الفقر والجهل والتقطعات القبلية، فضلاً عن قضايا الثأر، وأن بعض القوى تستخدم وسيلة القطاعات القبلية لإقلاق الأمن والسكينة لخدمة مصالحها، ودعا طريق الجميع إلى العمل على حل مثل هذه القضايا والمساهمة في حلها إلى جانب رجال الأمن، موضحاً بأنه ليس لأحد مجال في التنصل والتنكر من هذا الواجب سواء أحزاب أو أشخاص، وهو الواقع الذي يسهم فيه الجميع كشركاء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.. بداية نود أن تطلعنا عن الحالة الأمنية التي تعيشها محافظة عمران؟ - محافظة عمران ليست بمنأى عن محافظات الجمهورية، فمحافظة عمران برجالها وأبنائها تحقق جانب مميز فيما يخص الأمن، وهناك تفاهم بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، ونحن هنا دائماً نؤدي واجبنا في ظل تكاتف مشترك، حيث لا نتحرك إلى أي مكان إلا بأهلها ومشائخها وأعيانها وسلطتها المحلية، وأعضاء مجلس النواب والشورى، هؤلاء الذين يعتبرون جزءاً هاماً وكبيراً في عملية الأمن والاستقرار في المحافظة، فأمن المحافظة طيب بتعاون الجميع ونحتاج إلى المزيد من الجهد والمزيد من الإخلاص، المزيد من تضافر الجهود لحل مشاكل أبناء هذه المحافظة، التي تعاني كثيراً من ويلات الفقر والجهل والتقطعات، وهذه تعتبر من أهم المشكلات . كيف وجدتم الوضع بالمحافظة مقارنة بغيرها من المحافظات خصوصاً وقد كنت مديراً للأمن في عدة محافظات؟ - كما قلت لك الوضع في محافظة عمران متميز عن غيره من المحافظات، وما يميزها تفاعل أبنائها ومشايخها ورجالها وقياداتها في حل مشاكلها، وهذه المحافظة كسائر المحافظات الأخرى مشاكلها لا تختلف، إلا أن فيها تكثر مشاكل القطاعات والثأر والجهل والفقر، ولكن نجد أن عادات أهلها وتقاليدهم وسلوكهم تمتاز على بقية المحافظات . هل من توجهات للتنسيق مع القبائل للحد من القطاعات الحاصلة؟ - التوجه للتنسيق مع القبائل يكفل فتح الطرق وحل المشاكل من الناحية الدينية، طيب وإصلاح ذات البين واجب يحتم علينا ديننا الحنيف القيام به، وقطع الطريق محرم والقتال في الأسواق محرم، ولا نحتاج كل يوم لاتفاق بين القبائل أو العزل أو المديريات...الخ هناك قوانين تنظم هذه الأشياء موجودة على مستوى البلاد كلها، ويأمرنا بها ديننا والسنة بأنه لا قطاع لا لتجاوز الحدود وارتكاب المحرمات، وديننا يحرم علينا الاعتداء على كبير السن وكبير القوم وهذه المسائل ينظمها القانون، ونحن مع إصلاح ذات البين وهو عمل يجب أن نقوم به يومياً ولا نحتاج إلى مشرع واتفاقيات ونظريات فدستورنا وديننا يحرم هذا الشيء. القطاعات القبلية ظاهرة سلبية تشتهر في محافظة عمران.. ما تعليقكم على ذلك؟ - القطاعات القبلية تعود الناس عليها وهي عادة غير محببة وعادة سيئة، وديننا والقوانين وأخلاقنا وأعرافنا تمنعه، ولكن هذا أمر واقع يجب أن نتعاون فيه، يجب على بعض القوى أن لا تستخدمها وسيلة للمزايدة هذا واقعنا، وهذا ما وصلنا إليه، وهذا يتطلب منا جهوداً، فكلنا في الدولة، في السلطة المحلية في الأجهزة التنفيذية, مشائخ, أعيان, علماء, أحزاب, تنظيمات كلنا شاركنا في ما نحن فيه الآن، ولهذا علينا جميعاً المساهمة في حل هذه المشاكل والنهي عن القطاع، وليس لأحد مجال في التنصل والتنكر من هذا الواجب، لا أحزاب ولا أشخاص، هذا الواقع نحن جميعاً أسهمنا فيه بطرق مباشرة، وطرق غير مباشرة ولهذا علينا أن نكون شركاء في حلها. نحن كجهة ضبطية نقوم بواجبنا الذي خولنا به القانون وبالتعاون مع السلطة المحلية في حل كثير من القطاعات، ولكن لا نجيد التصريحات الإعلامية بالإعلان عما نقوم به مع المشايخ والسلطة المحلية والخيرين من أبناء المجتمع. حدثنا عن التنسيق بينكم وبين السلطة المحلية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والحد من المظاهر المسلحة...؟ - تكلمنا عن وجود تنسيق وخدمات تتميز بها محافظة عمران، هناك تنسيق ما بين الأجهزة الأمنية والمحلية، والتنفيذية والعسكرية ويكفي أبناء هذه المحافظة وقيادتها المحلية والعسكرية أنهم جنبوا عمران ويلات المشاكل، خلال الأزمة التي عصفت بالبلاد، هذا موقفنا وأنا لم أكن موجوداً حينها، ولكن هذا الموقف يحتسب لهم، ونحن نمشي أيضاً على نفس الدرب، نحن نمشي في ضوء توجيهات المحافظة، وننسق مع السلطة فيما يخدم المواطن، كما ننسق مع السلطة العسكرية فيما يخدم المواطنين، ومما يضع حداً لأولئك الذين يعبثوا بالأمن، ويضع حداً أيضاً لمن تسول لهم أنفسهم بأن يقطعوا الطريق، ويضع حداً لأولئك الذين أمنوا أشخاصاً فارين من وجه العدالة، نحن جميعاً نعمل في اتجاه واحد، بجهد واحد، نحو خدمة هذه المحافظة، وبما يحقق لها الأمن والاستقرار، من أجل أن نتيح لهذه المحافظة النهوض تنموياً. كيف تنظرون إلى قرارات هيكلة الجيش والأمن؟ - نحن مع القيادة السياسية مع الشرعية الدستورية في كل مكان، وفي كل زمان، ونرى أيضاً أن الحوار وتنفيذ القرارات هو أمر ضروري لكي نمشي إلى الأمام. ما مدى اهتمامكم بأنشطة إعادة جاهزية رجل الأمن؟ - نحن نسعى إلى عمل كل ما نستطيع للرفع من مستوى أداء رجل الأمن وفقاً لخطط وزارة الداخلية، ولن نألوا جهداً في تحقيق ذلك، ونحتاج إلى جهد كبير، كي نعيد جاهزية رجل الأمن، كما نحتاج إلى تعاون الجميع لكي نعيد جاهزية أنفسنا، ونزيل التباين الموجود بين المواطنين ورجل الأمن. ونحن نمد أيدينا ونفتح مكاتبنا للمواطنين وندعوهم للتعاون معنا وإصلاح أنفسنا، ونصلح أيضاً الخلل والقصور الذي ينتظره المواطنون كواجبات مترتبة على رجال الأمن. ما هي رسالتك التي تود توجيهها في ختام هذا اللقاء؟ - رسالتي إلى أبناء محافظة عمران بأن أدعو الجميع على أن تكون خيراً وبركة وسلام على أبناء هذه المحافظة، أدعو أبناءها مشايخ ومسئولين ومواطنين وأمنيين صغاراً وكباراً أن نكون متعاونين على وضع حد لكل ما يقلق أبناء هذه المحافظة، على أن نحقق الأمن والاستقرار. وأدعوهم إلى التعاون مع رجال الأمن، وأدعو رجال الأمن أن يحسنوا تعاملهم وواجبهم نحو المواطنين في خدمتهم، ووضع حد للجريمة وكشف الجريمة، وفي تقديم كل الخدمات الإنسانية وبكل أمانة التي يحملها رجال الأمن لإبائنا وإخواننا وأبنائنا..