قال أحمد عبدالملك المقرمي رئيس الدائرة السياسية بالتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز: إن أكثر من خمسين عاماً من الصراع بين اليمنين كان نتيجة لغياب منطق الحوار والتقارب. وطالب المقرمي في ندوة أقامتها الدائرة الإعلامية للإصلاح بمحافظة تعز حملت عنوان: (الحوار الوطني ضرورة وطنية وقيمة حضارية) من جميع اليمنيين وجميع المتحاورين بأن لا يسمحوا لأنفسهم بإعادة إنتاج مسلسل الصراعات السابقة التي اعتمدت على لغة الرصاص بدلاً عن لغة الكلمة والقلم. واستعرض رئيس الدائرة السياسية عدداً من المؤتمرات التي حدثت في فترة ما بعد ثورة سبتمبر والتي منها مؤتمر عمران ومؤتمر خمر مروراً بمؤتمر برط ومؤتمر الطائف ومؤتمر حرض.. مبيناً جوانب الاخفاق وعوامل الفشل التي ذكر منها التدخلات الخارجية والارتهان لقوى اقليمية ومحاولة العودة بالوطن الى مربع الحكم الإمامي البائد. وتطرق المقرمي خلال حديثه الى الدور الكبير الذي لعبه الشهيد محمد محمود الزبيري في تصحيح مسار الثورة اليمنية التي دفع حياته ثمناً لها على يد القوى الإمامية وذلك خلال دعوته لمؤتمر برط في 1 أبريل من العام 1965م.. من جهته أكد الكاتب أحمد عثمان أن الوحدة اليمنية حاجة وطنية ملحة لليمنيين جميعاً ونشأت القضية الجنوبية بسبب غياب الدولة، منوهاً أن الجنوب هو نحن اليمنيين واليمنيين هم الجنوب. وأشار عثمان إلى التحديات والمشكلات التي تعاني منها الشعوب العربية والإسلامية، ومن أبرز تلك المشاكل الحكم الاستبدادي والأمية الثقافية وغياب ثقافة الحوار البناء والناجح. وقال: (إن الحوار في اليمن ثمرة من ثمار الثورة الشعبية السلمية التي انطلقت ضد الاستبداد وهو البديل للبندقية والرصاص والاحتراب وأن من أبرز التحديات أمام مؤتمر الحوار هو إعادة بناء الدولة لأن اليمن منذ قيام الجمهورية عام 62 م وحتى اليوم بدون دولة. مؤكدا أن الحوار سوف يكتب له النجاح حيث وقد هيأت له الكثير من فرص النجاح. مصطفى محمد عطا رئيس الدائرة الاعلامية بتعز قال: (إن الإصلاح كان في قلب المشاركة لتغيير نظام العائلة ونظام الحكم المستبد, وإن الحوار حين دخله اليمنيون كان دون سقف لكن الوحدة والشريعة لا يمكن تجاوزهما والحوار سوف يؤسس لدولة المؤسسات ودولة النظام والقانون التي ينشدها كل اليمنيين). وأضاف عطا: (إن اليمنيين على استعداد لنسيان كل مآسيهم وصناعة مستقبل يضمن لهم حياة حرة وكريمة).. مؤكداً أن هناك من يريد استغلال جهل بعض المواطنين من أجل تمرير أجندات تضر بالوطن كمثل الدولة المدنية والحوار).