المادة السوداء أو المادة المظلمة (Dark Matter)، ظلت لعقود طويلة من أكبر الألغاز في علوم الفيزياء المعاصرة، لكن ومنذ أيام قليلة تمكن أعضاء فريق بحث دولي من وضع أيديهم على ما قد يكون أول أثر مادي للمادة المظلمة وذلك أثناء بحثهم في الأشعة الكونية التي سجلتها محطة الفضاء الدولية، وهو ما يعد مؤشرا على اقتراب حل لغز هذه المادة التي تشكل أكثر من ربع الكون ولم تتسن رؤيتها قط. وكان يعتقد وحتى الأسبوع الماضي أن المادة المظلمة تشكل نحو % 24 من الكون بينما تشكل المادة العادية المكونة للمجرات والنجوم والكواكب حوالي 4.6.% غير أن فريق القمر الاصطناعي بلانك التابع لوكالة الفضاء الأوروبية قال إن رسما بيانيا لأصداء الكون في بداية خلقه أظهر أن المادة المظلمة تشكل 26.8 %من الكون بينما تشكل المادة العادية %4.9 بحسب موقع يورونيوز. يقول الباحث كريستياني جالبياتي: "بدون المادة المظلمة، لن يكون الكون كما هو الآن. كمية المادة العادية لن تكون كافية لضمان تماسك مجموعات المجرات، وحتى تشكيل الكون كما نعرفه اليوم، لذلك فالمادة المظلمة هي محور سؤال فكري أساسي لفهم أصل نظامنا الكوني وتطوره".