قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة فيما يخص هيكلة الجيش ووضع حد لانقسامه رفع من مستوى التوقعات في أوساط اليمنيين، بأن مؤتمر الحوار الوطني سيصل إلى مبتغى الشعب دون عثرات مخيفة، مادامت القوات المسلحة تحت قيادة واحدة والدولة مسيطرة على السلاح، وفي يدها أدوات القوة، وإن كانت القرارات قد حققت دمجاً جزئياً وحققت خطوة تاريخية على طريق استكمال هيكلة الجيش، باعتبار الحلقة الأخيرة مرتبطة بالدستور القادم، إلا أن ما تحقق أكد أن الجميع مع دولة قوية، تجسد إرادة الشعب في الأمن والاستقرار وتعزيز المناخات الملائمة للحوار، بحيث يشعر كل طرف أنه في وضع مريح، يمكنه من الإسهام الفاعل في بناء اليمن الجديد. قرارات حكيمة اللواء محسن الآنسي، عضو مجلس النواب يرى أن قرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عبد ربه منصور هادي هي قرارات حكيمة في توقيتها، وثمرة لدراسة معمقة وصبر. وهذه القرارات الشجاعة في نفس الوقت جاءت على طريق استكمال هيكلة الجيش، وهو مطلب هام وعامل أساسي من عوامل نجاح مهمة استكمال التسوية السياسية، من خلال إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعداد الدستور وقانون الانتخابات وصولاً إلى انتخابات 2014م والتي تكون بها البلاد قد خرجت من الزوبعة. وأضاف الآنسي: نتمنى أن تطبق هذه القرارات على أرض الواقع، بحيث يطمئن كل الناس بأن هيكلة الجيش ستعزز الأمن والاستقرار، وسيكون لها أثر إيجابي في واقع لازمته مظاهر الفوضى والاختلالات والأعمال الإجرامية، التي طالت أملاك عامة كأبراج الكهرباء وأنبوب النفط والتقطعات، ووجود لأنواع من الجرائم.. وتوحيد قيادة الجيش وتحديد المناطق العسكرية وتسمية القيادات وغيره، كل ذلك يجعل الناس يشعرون أن اليمن بخير وأن الوطن قوي بحكمة أبنائه وشجاعة قيادته وانضباط القادة، وهذا يؤكد أن اليمن تسير على الطريق الصحيح وجيشها قادر على حماية سيادته وتأمين حدوده وطريقه إلى الغد الأفضل باعتباره جيشاً قوياً رغم تأثير الأزمة ومؤسسة وطنية خاضعة لقيادة موحدة وليس تابعة لفئة أو أشخاص أو مجموعة، بل هو الجيش الذي يبنى على أسس علمية ووطنية سليمة ووظيفته حماية الوطن والسلم الأهلي. تأهيل وإخلاص وقال الآنسي: عندما يكون الجيش بهذا المستوى من البناء والتدريب والتأهيل والاخلاص، بناء على عقيدته العسكرية الواضحة، فإنه سيتجاوز الصعاب في هذا البلد العظيم.. هذا التطور وأثر تلك القرارات نتمنى أن يتفاعل معه الناس جميعاً في الدولة والمجتمع، من أجل القضاء على الاختلالات وإنجاح الحوار والوصول إلى بناء الدولة الحديثة، التي تكفل الأمن والاستقرار، وتحقق التنمية ويتحقق معها لكل فرد وجماعة وفئة في المجتمع العدالة الاجتماعية في ظل دولة النظام والقانون، وهو ما يطمح إليه كل أبناء الوطن.. لنكن متفائلين بأننا سنصل إلى ما نطمح إليه من تقدم وازدهار، ونتمنى في هذه اللحظة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي التوفيق والنجاح في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة. جيش خال من الوصاية من جانبه قال د. علي مهيوب العسلي “جامعة صنعاء”: إن القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى أنهت المحاور العائلية، وما إلى ذلك من تسميات، وغايتها أن يكون الجيش جيشاً وطنياً خالياً من الوصاية.. وتلك بداية طال انتظارها لبناء مؤسسة وطنية للدفاع، مؤسسة حقيقية مهنية واحترافية وعصية على فيروسات الفساد بحيث تحمي السيادة وتذود عن حدود البلاد، وتحرس مكتسباته، وإن بقيت حلقات لم تكتمل أو أنها مفقودة فإن القرارات دشنت مرحلة جديدة وحققت انتقالاً من مرحلة عسكرية اتسمت بسمات منها الانقسامات إلى مرحلة السياسة، وإنها خطوة ايجابية نحو بناء الدولة المدنية، ويبقى جانب مما لا يقال ويحتاج إلى معلومات وافية لإعطاء رأي علمي أوضح في هذا الشأن. خطوة تاريخية من ناحيته أكد سيف العماري وكيل وزارة شئون المغتربين لقطاع الرعاية والخدمات أن قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة بشأن هيكلة القوات المسلحة والاستحداثات والتعيينات خطوة تاريخية تفاعل معها الناس بإيجابية كبيرة على مستوى الداخل ورحبت الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومعها المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لما لهذه القرارات من أهمية تخدم التسوية السياسية، وتساعد على المضي بالحوار في أجواء ملائمة. وأضاف العماري: تلك القرارات الحكيمة والشجاعة تعبر عن اقتدار قيادة البلد في الوصول إلى بر الأمان وبناء الدولة الحديثة، المسئولة عن تحقيق العيش الكريم والسعادة لمواطنيها بتعاون وتفاعل كل فئات الشعب، ونحن نشد على يد الرئيس هادي، ونبارك خطواته من أجل إخراج البلد من أزمته. تجسيد الوحدة الوطنية القرارات الرئاسية احتفى بها المواطنون خاصتهم وعامتهم، واعتبرها الكثير بداية لطي صفحة الأعمال التخريبية التي حدثت وتحدث بسبب أذيال الأزمة والفوضى الأمنية التي تسبب بها انقسام الجيش، واعتبرها آخرون إنصافاً لعشرات من القيادات الكفؤة والمؤهلة، التي صارت بفضل هذه القرارات في مكانها الطبيعي، والأهم أن توقعات الناس تذهب إلى أن دمج القوات المسلحة تعني فيما تعنيه تجسيد الوحدة الوطنية، مادام هناك شعور عام بأن الجيش مؤسسة تضم كل فئات الشعب، وليس امتيازاً لفئة أو جهة جغرافية أو ما شابه. ومن المأمول أن تنعكس هذه القرارات على مستوى ضباط وصف ضباط وأفراد القوات المسلحة عامة، وخاصة الجنود في شكل تحسن المستوى المعيشي والاهتمام بالأفراد من حيث الغذاء والدواء والمأوى والإعداد والتأهيل، وأن يقترب اليوم الذي ينأى فيه الجيش بمعسكراته عن أجواء المدن.. وأن يستعيد أدوات المساهمة في الإنتاج لجزء من متطلباته.