لعبت مكتبة الإسكندرية في مصر دوراً محورياً في تأسيس أكبر مكتبة رقمية عالمية، والتي أطلقتها من باريس منظمة اليونسكو بالتعاون مع مكتبة الكونغرس الأمريكية وجهات علمية أخرى.. تتيح المكتبة لمستخدميها الاطلاع على كنوز العالم المعرفية عبر الأرشيف الإلكتروني الذي يتضمن مقتنيات أكثر من 30 مؤسسة عالمية. وقد قال مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين: إن مكتبة الإسكندرية تعتبر رائدة في رقمنة الكنوز الثقافية في العالم العربي، وقد أسهمت بإضافة كتاب وصف مصر للمكتبة الرقمية العالمية، والذي يرجع تاريخه إلى حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798، والذي تم تحويله إلى صورة رقمية بمعرفة مكتبة الإسكندرية عام 2007.. وأشارت مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بالمكتبة الدكتورة نهى عدلي إلى أن تدشين المكتبة الرقمية العالمية تم في إطار المفهوم العالمي الجديد للمكتبات، وامتدادا للاتجاه العالمي نحو إتاحة المعرفة للجميع وأن الموقع الإلكتروني للمكتبة الرقمية يضم أعظم الأعمال التي وردت في تاريخ البشرية، بالإضافة إلى الوثائق والمخطوطات النادرة والمواد الفريدة الأخرى من الشرق والغرب لتشمل الثقافات المتعددة في العالم كله.. واعتبر مدير مكتبة الكونغرس جيمس بيلينجتون أن إطلاق المكتبة سبيل لتحفيز الناس على التفكير في تفاعل الثقافات. وهو ما نأمل أن يعزز التفاهم والرغبة بالاطلاع على المنجزات الثقافية على الصعيد الإنساني وقد أسهمت العديد من الجهات في المكتبة الرقمية العالمية منها مكتبة الكونغرس ودار الكتب والمحفوظات المصرية، بالإضافة إلى جهات ثقافية ومكتبات من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والبرازيل، والصين، ويتيح الأرشيف الإلكتروني الضخم للمكتبة لمستخدميه الوصول إلى مخطوطات ووثائق تاريخية وخرائط ومطبوعات وأرشيف موسيقي، وآخر للصور وملفات بسبع لغات هي اللغات المستخدمة في الأممالمتحدة..وتأمل منظمة اليونسكو أن تسهم هذه المكتبة في إرساء الاهتمام بالثقافات الأخرى ومد جسور أكثر بين الشعوب وتقريبها من بعضها وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء عن طريق تسخير ثورة المعلومات والاتصالات لخدمة الإنسانية.. وشهدت مكتبة الإسكندرية اجتماع مجلس أمناء المكتبة، والذي قام باتخاذ مجموعة من القرارات، منها إقرار لائحة شئون العاملين، واستمرار الشراكة مع مكتبة الكونجرس، وإقرار التعاون مع المجمع العلمي المصري وقرر مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية استمرار الشراكة مع مكتبة الكونجرس الأمريكي في مشروع المكتبة الرقمية العالمية الذي ترعاه اليونسكو، وكذلك مشروع لغة الشبكات الموحدة UNL، والذي ترعاه الأممالمتحدة ويهدف إلى الترجمة من وإلى العربية بكل لغات العالم بصورة رقمية.. وفي العام الماضي 2012 احتفل عدد من ممثلي المؤسسات الثقافية مع “آن باترسون”سفيرة أمريكا بالقاهرة في مقر إقامتها، بمرور 50 عاما على إنشاء بعثة مكتبة الكونجرس الأمريكي في مصر, وقالت باترسون أن مهمة مكتبة الكونجرس في مصر هي ضمان الحفاظ على الكنوز الأدبية لمصر والشرق الأوسط من أجل الحفاظ على التراث الثقافي العالمي».