لقد اثبت كادر التربية والتعليم انهم الجنود الاوفياء للوطن في كل الاوقات والظروف ، اتذكر انه في عام 2011 كانت العملية التربوية والتعليمة مهددة بالانهيار لكن المعلمين في كل جبال ووديان وجزر البلاد بطولها وعرضها وحيث توجد حياة كانوا جنوداً مجهولين لرسالتهم ليس تعصباً لحزب او قبيلة او حتى للحكومة كانوا جنود لرسالتهم وكانت التربية هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت تعمل في صعدة وفي ابين وفي الضالع وفي كل ارجاء الوطن وفي ظروف غاية في الصعوبة لا كهرباء ولا بترول ولا ديزل وبالتالي لا وسائل نقل ، أردت بذلك ان ادلل على عمق انتماء المعلمين للوطن بتنوعهم السياسي والفكري والأحداث هي المؤشر الاوضح ان جهود المعلم وتفانيه عديدة ومتنوعة عبر فترات العمل التربوي وبتعدد المواقف التربوية المتعددة والمتنوعة ويظل تفاعل المعلم القائد التربوي مستمداً من رسالته نحو ابنائه الطلاب ونحو مجتمعه ومستمداً من قيمه التي لاتقتصر على الحب والتسامح والتسامي والوسطية والاعتدال والطموح والامل بغد افضل واعبق اكثر نماءً وازدهاراً. اليوم وأنا على بعد من العملية التربوية والتعليمة اشعر بالانتماء الى المهنه باعتبارها المهنة الاشرف وأول مهنة مارستها قبل اكثر من خمسة وعشرين عاماً ، واشعر ان واجبي ان اقدم الشكر لكل المعلمين والكادر التربوي الذين تشرفت بالعمل معهم لمدة ثماني سنوات وأقول لهم جميعاً بكافة انتمائهم الفكري و المناطقي :انتم شرف لمن يعمل معكم وانتم تعلمون الجميع الاطفال بالمدارس وتعلمون المجتمع بقيمكم والتزامكم الوطني وتعلمون الاحزاب ان الوطن اكبر من اي حزب وتعلمون الحكومة ان الاخلاص لا يحتاج الى قانون ، وتعلمون الوزراء ان مهنة الانبياء لا يقدر عليها الا من يكون الفصل عنده اهم من كرسي الوزارة ، لقد تعلمت منكم وانتم تنقلون اسئلة الامتحانات بسيارات الصيد في ابين وعلى الحمير في فرع العدين وبالتهريب في صعدة تعلمت منكم وانتم تتعرضون للمخاطر بروح الواثق بالانتصار ، قمتم بذلك وتقومون به دون ان تنتظروا مكافأه من أحد او حتى رسالة شكر , لا لشي بل لأنكم تدركون ان قراءة طفل للحروف الابجدية هي اكبر رسالة شكر , ووصول بنت من اقصى الريف الى الجامعة هي اكبر مكافأة ، ان الحديث عن المعلم والتعليم هو حديث عن التنمية والمستفبل وعن الديمقراطية والسلم الاجتماعي . كم انتم عظماء معشر المعلمين. مبروك للمعلمين بيومهم ،مبروك لقيادة وزارة التربية ابتداءً من الوزير وحتى اخر حارس مدرسة في المهرة وصعدة وكل ربوع الوطن ، مبروك للوطن بمعلمي الاجيال الاوفياء.